شهد العالم العديد من العمليات الأمنية المعقدة التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتكتيكات الاستخباراتية لاستهداف الأعداء وتعطيل قدرتهم على التواصل والعمليات. تأتي عملية "البيجر" التي وقعت مؤخرًا في لبنان، حيث انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله، كواحدة من هذه العمليات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في استهداف الخصوم. لكن هذه العملية ليست الوحيدة من نوعها، فهناك العديد من العمليات المماثلة التي استخدمتها إسرائيل وأطراف أخرى خلال العقود الأخيرة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه العمليات وكيف تم تنفيذها.
في إطار الحروب الإلكترونية، استهدفت إسرائيل أيضًا البنية التحتية لإيران من خلال هجمات سيبرانية معقدة. من أبرز هذه العمليات، استهداف منشأة نطنز النووية عبر فيروس "ستوكسنت" الذي تسبب في تدمير أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
في قطاع غزة، استهدفت إسرائيل بعض القادة العسكريين لحركة حماس باستخدام تقنيات مشابهة لتلك التي استُخدمت في عملية "البيجر". فقد قامت إسرائيل بتفجير أجهزة اتصال يستخدمها القادة عبر برامج ضارة تم زرعها في هذه الأجهزة، ما أدى إلى شلل مؤقت في الاتصالات داخل الحركة.
تعد عملية "أنصت واكشف" واحدة من أبرز العمليات التي اعتمدت على زرع أجهزة تنصت متقدمة داخل مناطق سيطرة حزب الله في جنوب لبنان. في هذه العملية، زرعت إسرائيل أجهزة تنصت واستخبارات إلكترونية قادرة على رصد تحركات وتواصلات الحزب لفترات طويلة. هذه الأجهزة صُممت لتكون غير قابلة للاكتشاف بسهولة، واستخدمت لاستهداف تحركات القادة العسكريين وتحديد مواقعهم.
في هذه العملية، كشفت السلطات اللبنانية أن شبكة الاتصالات الهاتفية التابعة لحزب الله تعرضت لاختراق واسع النطاق من قبل المخابرات الإسرائيلية. هذا الاختراق سمح لإسرائيل بمراقبة المكالمات والتواصلات الداخلية للحزب لفترة طويلة دون اكتشافه.
استهدفت هذه العملية الشهيرة عماد مغنية، أحد القادة البارزين في حزب الله، حيث تم اغتياله عبر تفجير سيارة مفخخة في دمشق. يُعتقد أن إسرائيل استخدمت تقنية تتبع متطورة بالإضافة إلى اختراق الاتصالات لتحديد مكانه بدقة وتنفيذ العملية.
خلال حرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ركزت إسرائيل على تعطيل شبكات الاتصال الخاصة بحزب الله في ساحات القتال. اعتمدت إسرائيل في هذه العملية على تقنية التشويش على الاتصالات اللاسلكية بالإضافة إلى محاولات اختراق أنظمة الاتصالات وتفجير بعض الأجهزة.