وروى فارون من القتال قصصا مروعة لحجم الدمار في المدينة. وقال أحمد إسحق، الذي تمكن بأعجوبة من الخروج من المدينة بعد ساعات من تجدد القتال صباح الجمعة، إن "معظم الأحياء تحولت إلى أحياء أشباح، في حين تعرضت الأحياء القريبة من السوق الرئيسي وقيادة الجيش إلى جحيم لا يطاق وسط صعوبات كبيرة تواجه السكان في الخروج إلى مناطق آمنة".

وأوضح إسحق لموقع "سكاي نيوز عربية": "رائحة الموت تنتشر في كل مكان.. لا شيء يعلو على صوت الرصاص والانفجارات التي طالت أجزاء كبيرة من المدينة".

وفي ذات السياق، تشير عائشة أبكر إلى أن "الأطفال وكبار السن يعيشون أوضاعا مأساوية للغاية في ظل إغلاق الأسواق وانعدام القدرة على الوصول للطعام ومياه الشرب".

وقالت لـ"سكاي نيوز عربية": "نجحت في معية أطفالي وعدد من النساء والرجال في الخروج شرقا لكن المشاهد التي رأيناها مفجعة.. عشرات الجثث ملقاة في الشوارع بعضها بأزياء عسكرية وبعضها مدنية وبينهم أطفال ونساء، لكن عدد العسكريين كبير للغاية".

وتجددت منذ صباح الخميس الاشتباكات العنيفة في المدينة، وسط تقارير متباينة عن الموقف الميداني.

وقال الجيش إنه تمكن من صد "هجوم كبير" لقوات الدعم السريع وكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. لكن في الجانب الآخر، أكدت قوات الدعم السريع عبر منصات تابعة لها سيطرتها على مناطق استراتيجية ومعظم الأحياء والارتكازات القريبة من قيادة الفرقة السادسة - أكبر مقر عسكري للجيش في دارفور، مشيرة إلى فرضها حصارا شديدا على المناطق المتبقية من المدينة.

ويستخدم طرفا القتال الأسلحة الثقيلة والمسيرات وعمليات القصف الجوي المكثف التي أحدثت دمارا كبيرا في المستشفيات والمنشآت العامة والأحياء السكنية.

إضاءات

  • تستمر المعارك في الفاشر وسط تحشيد اعتبر الأكبر منذ اندلاع الاشتباكات في المدينة قبل أكثر من 5 أشهر.
  • تتواصل محاولات السكان الفرار وسط ظروف أمنية بالغة التعقيد.
  • كان يعيش في المدينة قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة، والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
  • تعتبر الفاشر إحدى أهم المدن الاستراتيجية في السودان وهي الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطق الإقليم.