آخر الأخبار

كيف تؤثر العادات والتقاليد على الزواج في الأردن؟ … خبير اجتماعي يُجيب عبر "سرايا"

شارك الخبر

سرايا - تحدث الاخصائي الاجتماعي مفيد السرحان لسرايا، حول السبب وراء انخفاض عقود الزواج، والتي لوحظ أنها بلغت في عام 2022 (63972)، بينما انخفضت في عام 2023 إلى (59772)، وأشار السرحان بأنه يكمن وراء هذا الانخفاض العديد من العوامل.

وأكد السرحان في بداية حديثه لسرايا بأن الزواج حاجة أساسية للإنسان، وهو المدخل الشرعي لبناء الأسرة، والاسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات، والتي لا بد ات تُقام على أُسس صحيحة وسليمة.

وأشار السرحان بأن ارتفاع تكاليف الزواج يعتبر من أهم أسباب انخفاض نسب الزواج، وعزوف الفتيات والشباب عن الزواج، حيث أن للعادات والتقاليد سبب في ارتفاع هذه التكاليف، من خلال مظاهر الزواج التي ارتبطت بها، مثل: الجاهة التي ربطها الكثيرون بإقامتها في أماكن فخمة؛ الامر الذي من شأنه أن يوجد تكاليف إضافية، وبدأ زواجهم بتكاليف مالية عالية جدًا، في الوقت الذي يمكن إقامتها في منزل العروس، والذي يكون فيه تكريم أكثر لها.


وأضاف السرحان بأن تكاليف حفلة الخطوبة والزفاف ومراسمها، التي ارتبطت بشروط ومواصفات معينة، إضافةً إلى ارتفاع المهور لدى الكثير من العائلات في المجتمع، أدى إلى تقليل نسب الزواج، في الوقت الذي يتعين على المجتمع مراعاة الظروف المالية التي يعاني منها الكثير من الشبان، وأكد السرحان بأن التكاليف الباهظة لإقامة وليمة الزفاف.

وذكر السرحان بأن ارتفاع نسبة التعليم العالي بالرغم من أنه إيجابي إلا انه يؤدي إلى تأخر سن الزواج عند الشباب؛ باعتبار ان الشاب لا يمكنه الانفاق على الأسرة إذا لم يكن لديه دخل في ظل اكمال دراسته، إلا أنه بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية.

كما أن تكاليف الحياة المرتفعة، وانخفاض نسبة الأجور وازدياد نسبة البطالة في الوقت ذاته، دفع الشباب إلى البحث عن الفتاة الموظفة، والتي أصبح لديها شروطها فيما يتعلق بالموافقة على الزواج من حيث: مواصفات الزوج، ومواصفات البيت، وتكاليف الزواج، ومتطلبات الأسرة، وبالرغم من ذلك فإن بعض الفتيات الموظفات بعض الأحيان تصرف النظر عن الزواج لرغبتها في الاستقلال، إضافة إلى رغبة أهالي البعض منهن بالاستفادة من رواتبهن.

وأشار السرحان بأنه عند النظر إلى متوسط عمر الزواج في المجتمع يلاحظ بأنه تجاوز لدى الشاب ال30 سنة، بينما للفتاة تجاوزال28 سنة، وهذه النسب مقارنة مع النظرة الاجتماعية للمجتمع هي نسب مرتفعة.

ولم تقتصر أسباب انخفاض الزواج على الأسباب السابقة فقط ، بل كان لوسائل الإعلام دورها في تقليل هذه النسب؛ لما تبثه من مشاكل أُسرية أدت إلى نفور الشباب من الزواج، حيث أصبحت لديهم صورة تربط الزواج بالمشاكل.

وأكد السرحان أن انخفاض نسب الزواج قد يترتب عليها الكثير من الآثار السلبية، مثل: تناقص عدد الأسر التي تعتبر المكون الرئيسي للمجتمع الأردني، وتناقص عدد المواليد، كل ذلك يتطلب إيجاد حلول لحل هذه المشكلة.

وفي الحلول، يذكر السرحان بأنه لرفع نسب الزواج لابد لنا من القيام بعدد من الأمور، مثل: ‘عادة النظرة الصحيحة إلى الأسرة؛ باعتبارها هي أساس المجتمع وغرس هذا المفهوم لدى الشباب من خلال غرسه المدارس، ولابد لنا أيضًا من اعداد الشباب للزواج من خلال تنظيم دورات للمقبلين على الزواج في جميع الفئات العمرية؛ لإقامة الزواج على أسس صحيحة، وتعاون المجتمع على تقليل تكاليف الزواج؛ ذلك بإيجاد مساكن خاصة للمتزوجين بتكاليف ميسرة ومريحة.

 

 


سرايا المصدر: سرايا
شارك الخبر

إقرأ أيضا