آخر الأخبار

كيف تفرض وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين مشاهدة "العنف والمواد الإباحية"؟

شارك الخبر

بدأ شاب يدعى كاي في عام 2022 تصفح الإنترنت من خلال هاتفه، وقال إن أحد أول مقاطع الفيديو التي شاهدها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي كان لكلب لطيف، ثم تغير كل شيء بعد ذلك.

وأضاف الشاب، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 16 عاما، أنه "فجأة وبدون سابق إنذار" أُدرج حسابه ضمن حسابات يوصى لها تلقائيا بعرض مقاطع فيديو لشخص صدمته سيارة، أو مشاركة من مدوّن يتحدث فيها عن آراء معادية للنساء، ومقاطع أخرى تتضمن مشاهد عنف، وسأل نفسه، لماذا اختاروني لمشاهدة ذلك؟

وفي دبلن، كان أندرو كاونغ يعمل محللا في خدمة سلامة المستخدم لدى تطبيق تيك توك، وهي وظيفة شغلها لمدة 19 شهرا من ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى يونيو/حزيران 2022.

ويقول إنه وزميل آخر قررا فحص المستخدمين في المملكة المتحدة ممن أوصت لهم خوارزميات التطبيق، من بينهم بعض الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما، بمشاهدة مواد معينة. وقبل فترة من عمله لدى تيك توك، كان يعمل كاونغ لدى شركة "ميتا" المنافسة، التي تمتلك تطبيق "انستغرام" وهو موقع آخر يستخدمه كاي.

وقال كاونغ لبي بي سي بانوراما إنه عندما فحص محتوى تيك توك، صُدم حينما تبين أن بعض المراهقين يُعرض عليهم منشورات تتضمن العنف ومواد إباحية، كما تروج منشورات أخرى لوجهات نظر معادية للنساء، مضيفا أنه بوجه عام، كانت توصيات الخوارزميات بالنسبة للفتيات المراهقات تشمل مواد مختلفة تماما تعتمد على اهتماماتهن.

ويستخدم تطبيق تيك توك وشركات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى أدوات الذكاء الاصطناعي لحجب الغالبية العظمى من المواد الضارة أو الإبلاغ عن محتوى آخر كي يخضع لمراجعة من جانب مشرفين بشريين، بغض النظر عن عدد المشاهدات التي جذبها المحتوى، بيد أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكنها تحديد كل شيء.

ويقول كاونغ إنه خلال الفترة التي عمل فيها في تيك توك، لم يراجع الذكاء الاصطناعي جميع مقاطع الفيديو التي لم تُحجب أو المُبلغ عنها للمشرفين البشريين، وأيضا لم تُراجع تلك المُبلغ عنها من مستخدمين آخرين للمشرفين، بطريقة يدوية إلا إذا وصلت إلى حد معين.

يقول إنه في مرحلة ما رصد محتوى جذب 10 آلاف مشاهدة أو أكثر، وكان يخشى من أن يعني ذلك أن بعض المستخدمين صغار السن يتعرضون لخطر مشاهدة مقاطع فيديو ضارة، لا سيما وأن معظم شركات وسائل التواصل الاجتماعي البارزة تسمح للمستخدمين، الذين تبلغ أعمارهم 13 عاما أو أكثر، بتسجيل الدخول للتصفح بحرية.

وتقول شركة تيك توك إن 99 في المئة من المحتوى الذي يحجبه التطبيق يكون بسبب انتهاك قواعدها ويُحذف بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي أو المشرفين البشريين قبل أن يصل إلى 10 آلاف مشاهدة.

وتضيف أنها تفحص مسبقا مقاطع الفيديو التي تقل عن هذا العدد من المشاهدات.

ويقول كاونغ إنه عندما كان يعمل في شركة ميتا خلال الفترة بين عام 2019 وديسمبر/كانون الثاني 2020، كانت هناك مشكلة مختلفة.

ويضيف أنه في الوقت الذي كان يحجب فيه الذكاء الاصطناعي معظم مقاطع الفيديو أو تلك المُبلغ عنها للمشرفين، اعتمد الموقع على المستخدمين للإبلاغ عن مقاطع فيديو أخرى بمجرد مشاهدتها بالفعل.

ويقول إن ذلك أثار مخاوف أثناء عمله في كلتا الشركتين، بيد أن الأمر لم يحظ باهتمام بشكل أساسي بسبب مخاوف تتعلق بحجم العمل المطلوب أو التكلفة.

ويضيف أنه تيك توك وميتا أضافتا بعض التحسينات لاحقا، مشيرا إلى أن المستخدمين الصغار، مثل كاي، ظلوا معرضين للخطر في غضون ذلك.

وقال العديد من الموظفين السابقين لدى شركات التواصل الاجتماعي لبي بي سي إن مخاوف كاونغ تتفق مع معرفتهم وخبرتهم الخاص في تلك الشركات.

وتقول الهيئة التنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة "أوفكوم" لبي بي سي إن خوارزميات جميع شركات التواصل الاجتماعي البارزة توصي بمحتويات ضارة للأطفال، حتى لو كان ذلك بدون قصد.

وتقول ألمودينا لارا، مديرة تطوير سياسة السلامة على الإنترنت: "غضت الشركات الطرف عن ذلك، وتعاملت مع الأطفال كما تتعامل مع البالغين".

"مراجعة صديقي"

قالت تيك توك لبي بي سي إنها تمتلك إعدادات أمان "رائدة في القطاع" بالنسبة للمراهقين، كما توظّف ما يزيد على 40 ألف شخص يعملون في مجال الحفاظ على سلامة المستخدمين.

وأضافت أنها تتوقع هذا العام وحده استثمارا "يزيد على ملياري دولار في السلامة"، أما بالنسبة للمحتوى الذي تحجبه بسبب انتهاك قواعدها فإنها تحدد 98 في المئة منه مسبقا.

وتقول شركة ميتا، التي تمتلك إنستغرام وفيسبوك، إنها تمتلك ما يزيد على 50 أداة وخاصية مختلفة تتيح للمراهقين "تجارب إيجابية ومناسبة للعمر".

وقال كاي لبي بي سي إنه حاول استخدام إحدى أدوات إنستغرام وأداة مماثلة على تيك توك يحدد من خلالها عدم اهتمامه بالمحتوى الذي يتسم بالعنف أو المعادي للنساء، بيد أنه يؤكد أنه ظل يُجبَر على مشاهدة هذا المحتوى بناء على توصية الخوارزميات.

وأضاف أنه مهتم ببطولة "يو إف سي"، بيد أنه وجد نفسه يشاهد مقاطع فيديو لمدوّنين يثيرون الجدل، لكنه يقول إنه لم يرغب في التوصية بهذا المحتوى الأكثر تطرفا.

ويقول: "تظهر الصورة في ذهنك ولا يمكنك إخراجها. (إنها) تلطخ ذهنك، وتجعلك تفكر فيها طوال اليوم".

ويلفت إلى أنه لاحظ توصيات خوارزمية بمقاطع فيديو لفتيات يعرفهن في نفس عمره بشأن موضوعات مثل الموسيقى والمكياج بدلا من العنف.

في غضون ذلك، يقول كاي، الذي يبلغ من العمر الآن 18 عاما، إنه لا يزال يُجبَر على محتويات عنف ومعادية للنساء على كل من إنستغرام وتيك توك.

وعندما نتصفح مقاطع الفيديو ينشرها كاي على إنستغرام، نجد أنها تتضمن صورة تسخر من العنف المنزلي، وتُظهر أخرى شخصين يتعاونان، أحدهما مصاب بكدمات، مع تعليق: "لغتي الحب".

ويقول كاي إنه لاحظ أن مقاطع الفيديو التي تحظى بملايين الإعجابات يمكن أن تكون جاذبة لشباب آخرين في مثل سنه.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا