الجزائر الآن _ أجمع المراقبون على أن السبب الرئيسي الذي كان وراء إتخاذ حزب العمال البريطاني قراره بالتعليق الفوري ل 30 رخصة تصدير سلاح تجاه الكيان الصهيوني راجع بالأساس للضغوط الكبيرة والفعالة التي قامت بها الجالية المسلمة بلندن ، والتي أدانت وبصوت عالي المجازر البشعة التي راح ضحيتها ما يقارب 45 ألف شهيد بغزة .
وبالتالي يمكن القول بأن ما حققته الجالية المسلمة ببريطانيا وبفرضها لأمر الواقع عن طريق الضغط الذي مارسته بمختلف مدنها من جهة ، و عن طريق إسماع صوتها الإنتخابي وبصوت عالي وواضح من جهة ثانية ، يعتبر نقطة في بحر ،و أن القادم أصعب.
بمعنى الجالية المسلمة البريطانية سجلت هدفا سياسيا لكنه غير كاف لإنقاذ غزة
ويرى ذات المراقبين بأن هذه الضغوطات التي مارستها الجالية المسلمة مدعومة بدعاة السلام والحق في مختلف المدن البريطانية نجحت ،بل كانت العامل الرئيسي وراء قرار حزب العمال .والذي ورغم النتائج الباهرة التي حققها في إنتخابات 5 جويلية من هذا العام ـ والتي سمحت لزعيم الحزب كير ستارمر بأن يقود الحكومة ـ إلا أن انتكاسات كبيرة شهدها الحزب في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة، وكان تحت ضغط من بعض المشرعين لاتخاذ موقف أكثر صرامة مع الكيان الصهيوني المحتل بشأن الصراع.
ويربط المراقبين هذه العوامل بالتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني “ديفيد لامي” بعد وقت قصير من فوز حزب العمال في الانتخابات، بعدما أعلن صراحة و بوضوح إنه سيحدّث مراجعة لمبيعات الأسلحة إلى الكيان الصهيوني وهو الحليف التقليدي لبريطانيا لضمان امتثال المبيعات للقانون الدولي.
وبخلاف الولايات المتحدة الأمريكية فإن بريطانيا لا تصدر الأسلحة مباشرة إلى الكيان الصهيوني المحتل بل تمنح تراخيص لشركات مختصة في بيع الأسلحة للقيام بهذه المهمة .
و من الواضح جدا بأن قرار الحكومة البريطانية الجديد لا يعتبر حضر شامل على بيع الأسلحة للكيان الصهيوني. بل تعليق فوري ل30 رخصة لتصدير الأسلحة من أصل 350 .
ويظهر جيدا من عدد الرخص المعلن عن تعليقها الفوري لتصدير السلاح من بريطانيا للكيان الصهيوني ، بأنه رقم ضئيل مقارنة بالعدد الإجمالي للرخص التي لن تعلق . رغم أنه يبقى قرارا ذا مغزى ودلالة و إدانة صريحة لجرائم الكيان الصهيوني بغزة، رغم أن البيان البريطاني لم يذكر ذلك ولن يذكره .
