لم تكن العلاقة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عادية يوماً، بل لطالما كانت محط أنظار خلال السنوات الماضية.
فعبارات المديح التي كالها ترامب لبوتين والغريبة عنه أصلا، برهنت على حجم ما يكنّه له من إعجاب.
"غرور وانعدام الثقة"
إلا أن الرئيس الروسي بوتين استغل على ما يبدو "غرور " الرئيس الأميركي السابق لفرض سيطرته عليه، حسب ما زعم مساعد سابق لترامب في كتاب جديد.
فقد ذكر مستشار الأمن القومي الثاني للرئيس السابق إتش آر ماكماستر في كتاب جديد، بعض أسرار العلاقة بين الزعيمين.
وقال إن ترامب كان مصمما خلال فترة رئاسته على التقرب من بوتين على الرغم من تدخل روسيا في الديمقراطية الأميركية واعتراضات المستشارين، وفق تعبيره.
كما تابع أنه ومنذ بداية ولاية الرئيس ترامب كانت المناقشات حول فلاديمير بوتن وروسيا صعبة معه، موضحاً أن الرئيس كان يربط كل المواضيع التي تتعلق بروسيا بالتحقيق الفيدرالي في تدخل موسكو في انتخابات 2016 والعلاقات المحتملة مع حملة ترامب، وهو التحقيق الذي لاحق رئاسته بأكملها.
ووصف ماكماستر كيف أصبح ترامب مهووساً بتقرير مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 إلى الحد الذي جعل "المناقشات حول بوتين وروسيا صعبة".
كذلك أكد أن ترامب ربط جميع المواضيع المتعلقة بروسيا بالتقرير.
وعلى الرغم من أن المستشار الخاص روبرت مولر لم يجد أي دليل على وجود مؤامرة إجرامية، فإنه وجد حوادث متعددة حاولت فيها حملة ترامب إخفاء اتصالها بالعملاء الروس، وإن ترامب نفسه حاول التدخل في التحقيق أو عرقلته.
وشدد ماكماستر على أنه أخبر ترامب مرارا كيف خدع بوتين بوش وأوباما وقال له إنه "أفضل كذاب في العالم"، بحسب الكتاب.
وتابع أن بوتين كان واثقاً من أنه يستطيع اللعب بترامب والحصول على ما يريد.
ورأى أن الرئيس الروسي قد لعب على غرور ترامب وما أسماها نقطة انعدام الثقة لدى الرئيس السابق بالإطراء عليه لكسب ما يريد منه.
وأضاف أن ترامب كشف عن ضعفه تجاه هذا النهج، وتقاربه مع الرجال الأقوياء، وفقا لوكالة "فرانس برس".
كذلك نقل الكتاب أن ماكماستر قال لزوجته في مارس/آذار 2018، أي بعد أكثر من عام في هذا المنصب: "لا أستطيع أن أفهم سيطرة بوتين على ترامب".
إعجاب صريح
يشار إلى أن التفاصيل الجديدة التي كشفها مستشار الأمن القومي الثاني لترامب إتش آر ماكماستر، أتت في الوقت الذي يستعد فيه الأميركيون لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي للرئيس السابق العودة إلى البيت الأبيض.
وأيضا في الوقت الذي يحذر فيه المسؤولون الأميركيون أيضاً من تدخل أجنبي جديد في الانتخابات.
ولطالما اعتمد الرئيس الأميركي السابق الدبلوماسية والليونة مع روسيا، حتى إنه في بعض الأحيان أعرب بشكل صريح عن إعجابه ببوتين، رغم أن الأخير وفي معرض رده على أحد أسئلة الصحافيين حول من يفضل رئيساً لأميركا مستقبلاً، اختار بايدن، عازيا ذلك إلى أنه يمكن توقع تصرفاته على عكس ترامب.
