آخر الأخبار

بنهاية ولايته.. أفلس رئيس أميركي ثم أصبح مليونيراً ببرهة

شارك الخبر

يصنف يوليسيس غرانت (Ulysses S. Grant) كواحد من أبرز الرؤساء بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فما بين عامي 1861 و1865، شارك هذا الجنرال بالحرب الأهلية وقاد قوات الاتحاد ضد الكونفدراليين بالعديد من المعارك الحاسمة.

وعقب فوزه بانتخابات العام 1868، أصبح يوليسيس غرانت الرئيس الثامن عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

وأثناء فترته الرئاسية التي استمرت لولايتين، عرفت الولايات المتحدة الأميركية العديد من التقلبات بالمجالين السياسي والاقتصادي.

إلا أنه واجه أواخر حياته العديد من الأزمات حيث اضطر الأخير لمقارعة الفقر والإفلاس والسرطان.

إفلاس غرانت وإصابته بالسرطان

يوم السادس من شهر أيار/مايو 1884، دخل يوليسيس غرانت مكتب مؤسسته، المختصة بمجال السمسرة، رجلا ثريا وخرج منها بعد ساعات فقيرا. فبسبب مخطط هرمي أداره شريكه فرديناند وارد (Ferdinand Ward)، انهارت مؤسسة يوليوس غرانت ليفقد بذلك الأخير كامل مدخرات حياته.

في الأثناء، لقي يوليسيس غرانت تعاطفا من قبل العديد من الأميركيين الذين أرسلوا له بالبريد شيكات لمساعدته، فحاول غرانت سداد فواتيره المرتفعة بهذه الأموال.

صورة للرئيس الأميركي يوليسيس غرانت

كما لم تتوقف أزمات غرانت عند هذا الحد، فخلال صيف العام، زار الأخير طبيبه عقب معاناته من آلام شديدة بالحلق.

وبعد المعاينة الطبية، علم غرانت بإصابته بسرطان الحنجرة واللسان، كما اكتشف أن المرض متواجد بمراحله الأخيرة، وأن أيامه قد أصبحت معدودة.

من جهة ثانية، كان غرانت معتادا على المشاكل المالية. فبسبب فشله سابقا بمجال الزراعة والعقارات قبل الحرب الأهلية، عاش غرانت بكوخ وعمل لفترة ما كبائع حطب بشوارع سانت لويس.

ولهذا تخوف غرانت من هذا الفشل المالي الأخير بسبب قرب وفاته وعدم رغبته في ترك زوجته دون سند مالي.

لوحة تجسد اجتماعا بين لينكولن وغرانت وعدد من العسكريين الاتحاديين

جمع ثروة بوقت قصير

أمام هذا الوضع المادي الصعب الذي تزامن مع تجريده من ممتلكاته، اتجه يوليسيس غرانت لكتابة مذكراته حول فترة الحرب الأهلية والرئاسة.

كما وقع الرئيس الأميركي السابق عقدا مع دار النشر التي أحدثها مارك توين، المثقل بالديون بدوره، وحصل في البداية على مبلغ قدّر بألف دولار لتغطية نفقات المعيشة.

وبسبب السباق الذي كان يخوضه ضد الزمن والسرطان، اتجه يوليسيس غرانت للكتابة بشكل جيد وسريع.

الجنرال غرانت اثناء فترة الحرب الأهلية

وحسب عدد من التقديرات، كتب الأخير ما قدره 10 آلاف كلمة باليوم الواحد، واستمر حتى ضعفت يده وأصبح عاجزا عن المواصلة.

إلى أن أصبح الرئيس السابق غير قادر على الأكل والنطق بشكل جيد، وأحس بآلام شديدة كلما حرّك فمه.

وتماشيا مع نصائح عدد من أطبائه، انتقل غرانت للعيش بمنتجع بأحد الجبال بشمال ساراتوغا (Saratoga).

ومع تدهور صحته، اتجه غرانت للحصول على كميات ضئيلة من المورفين حيث فضّل الأخير تحمل الألم بدلا من تخدير نفسه ليصبح غير قادر على الكتابة.

إلى أن أخبروه قبل وفاته بفترة وجيزة، حين تلقى غرانت زيارة من مارك توين، ببيع 100 ألف نسخة من مذكراته.

صورة فوتوغرافية لمارك توين

فعبّر الرجل الذي كان منهكا، عن ارتياحه مؤكدا استعداده للرحيل.

ويوم 23 تموز/يوليو 1885، توفي يوليسيس غرانت عن عمر ناهز 63 سنة.

ثم بيعت من مذكراته 300 ألف نسخة وهو ما وفّر لزوجته وأبنائه حوالي 450 ألف دولار أي ما يعادل 12 مليون دولار بالفترة الحالية.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا