الجزائر الآن _ لم يكن مفاجئا قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تزويد لبنان الشقيق بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية و إعادة التيار الكهربائي في البلاد .
يجب أن نسجل ملاحظة أساسية تخص هذا القرار السياسي، الأخوي و الإنساني من طرف الجزائر و رئيسها تجاه لبنان الشقيق وهي:
كل دول العالم دون إستثناء بقيت تتفرج على لبنان ، الجريح و المنكسر وهو في الظلام .
غاب جميع أشقاء و أصدقاء لبنان عليه في هذه المحنة و فظلوا تركه وحيدا في الظلام .
لكن الجزائر قررت إضاءة لبنان ، في القريب، إن شاء الله، و بشكل فوري .
الباخرة التي تحمل مادة الفيول التي تشتغل بها المحطات الكهربائية في لبنان بحسب ما علمت من المختصين ستصل لبنان بعد 5 أيام من اليوم الأحد 18 أوت 2024 .
بمعى قد تصل الباخرة الجزائرية المعبأة بالكامل بمادة الفيول الذي تنتجه الجزائر بمركب أرزيو يوم الخميس أو الجمعة إلى السبت القادم على أقصى تقدير ، ما سيسمح بتشغيل المحطات الكهربائية للبنان .
لاأحتاج القول طبعا بأن تعليمات الرئيس تبون طبقت بشكل فوري.
وتم اليوم الأحد شحن باخرة بالكامل بمادة الفيول.
و ستتجه الباخرة تجاه ميناء بيروت .
لبنان كانت تستورد مادة الفيول من العراق ومدة النقل من العراق إلى ميناء بيروت كانت لا تتعدى 48 ساعة .
أما نقل ذات المادة من الجزائر إلى لبنان ستستغرق (5 ) أيام .
ليس غريبا على الرئيس تبون ولا الجزائر أن تبادر لمد يد المساعدة للأشقاء حتى قبل أن يطلبوا منها ذلك .
والدليل على هذا الكلام ، الرئيس تبون هو من كلف الوزير الأول نذير العرباوي بالإتصال بالوزير الأول اللبناني نجيب ميقاتي لإبلاغه بقرار الرئيس بالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة، و بشكل فوري، وليس تقديم الوعود و الخطابات الرنانة و الكلام الأجوف .
بعد قرار الرئيس تبون بالوقوف مع لبنان الشقيقة و بشكل فوري لرفع الظلام عنه لاحظت أربع (04) ملاحظات لفتت إنتباهي :
الأولى : إرتياح كبير بين أوساط الشعب الجزائري بعد قرار الرئيس مساعدة الشقيقة لبنان.
الثانية : التداول الكبير لهذا الخبر وسط وسائل الإعلام العالمية ، الأمر الذي بصراحة أبهجني كجزائري لأن بلادي تصدرت المشهد الإعلامي العالمي بعد هذا القرار السياسي و السيادي و الإنساني .
الثالثة : ترحيب وسط الشعوب العربية و الإسلامية بعد هذا القرار و إشادة بالمواقف التاريخية والمبدئية للجزائر في مثل هكذا مواقف.
الرابعة :فرحة كبيرة وسط الشعب اللبناني ونخبه الوطنية الحقيقية التي لم تستغرب قرار الجزائر ما ترجمته تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب مقاتي.
و كذلك المفكر اللبناني معن بشور الذي قال لي في اتصال هاتفي بأن قرار الرئيس تبون لم يكن مفاجأ لنا كنخب لبنانية و عربية لأنه نابع من قيم الثورة الجزائرية العظيمة .و أن مبادرة الرئيس تبون نحو لبنان ليست غريبة على شعب كان دائما إلى جانب أشقائه العرب .
سيسجل التاريخ بأن يوم السبت 18 أوت 2024 إنقطعت الكهرباء على كامل لبنان ، وبقي كل العالم يتفرج و لبنان في الظلام .
كما سيسجل التاريخ أيضا بأن يوم الأحد 19 أوت قرر رئيس الجزائر إضاءة لبنان بشكل فوري وكل العالم أيضا يتفرج .