آخر الأخبار

نعمت شفيق.. قصة الصعود السريع والقرار المفاجئ

شارك الخبر

من "المرشحة المثالية" إلى "الخروج المفاجئ"، تعبير أطلقته صحيفة "نيويورك تايمز" على استقالة رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت "مينوش" شفيق، وقبولها عرضا من وزارة الخارجية البريطانية برئاسة مراجعة خارجية لسياسات التنمية والعودة إلى مجلس اللوردات.

وأوضحت الصحيفة أن شفيق المصرية الأصل، التي تعرف أيضًا باسم "مينوش"، تعرضت للتشهير من كل الجهات تقريبًا بسبب تعاملها مع الاحتجاجات على الحرب بين إسرائيل وحماس، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، وعندما حصلت على فرصة للخروج من هذا المأزق، قبلتها.

وشهدت الجامعة الأميركية العريقة اضطرابات في أبريل ومايو الماضيين عندما احتل متظاهرون أجزاء من الحرم الجامعي في منطقة مانهاتن العليا للاحتجاج على العدد الكبير للقتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، مما ترتب عليه اعتقال مئات منهم. وندد المتظاهرون بشفيق لاستدعائها الشرطة إلى الحرم الجامعي لوقف المظاهرات، في حين انتقدها المؤيدون لإسرائيل لفشلها في اتباع ما يكفي من إجراءات لقمع التظاهرات.

وترى الصحيفة أنه رغم أن الوظيفة الجديدة بدوام جزئي في لندن غير مدفوعة الأجر ومؤقتة واستشارية فقط، لكن بالنسبة لشفيق، فقد قدمت لها هذه الوظيفة مخرجاً من رئاستها العصيبة لجامعة كولومبيا.

وأشارت إلى أنها وصلت إلى نيويورك العام الماضي فقط لتولي إحدى الوظائف المرموقة في الأوساط الأكاديمية، وهي إدارة جامعة كولومبيا ذات المصادر الهائلة والتنوع والهيبة غير العادية والإرث الذي سبق الاستقلال الأميركي. وبالنسبة لقادة الجامعة، كانت الدكتورة شفيق اختياراً لا مثيل له، لاسيما باعتبارها خبيرة اقتصادية عالمية تتمتع بقصة شخصية رائعة، وأول امرأة تقود جامعة كولومبيا.

لكن الصحيفة أوضحت أن الأشهر العشرة الماضية، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، كانت بائسة بالنسبة لجامعة كولومبيا ورئيستها، حيث تفككت الجامعة إلى فصائل وجماعات. لكن مع ثبات استجابة شفيق بشكل غير متوازن، وجدت نفسها مع عدد قليل من الحلفاء، وفي مواجهة حرم جامعي حيث يُنظَر إليها على أنها منعزلة ونادراً ما تُرى.

وبحلول وقت العطلة الصيفية، ذكرت الصحيفة أن شفيق تعرضت للتشهير في الحرم الجامعي وفي الكونغرس باعتبارها حليفة لمعاداة السامية، ومنشقة عن الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، وزعيمة ضعيفة سمحت للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالانزلاق إلى الفوضى وكانت على استعداد كبير لاستدعاء الشرطة. وبدا منزلها وكأنه حصن وليس مجرد مسكن. وحتى مع إجازة الصيف، كان مسؤولو الجامعة يخشون احتمال حدوث مشاكل في المستقبل لدرجة أنهم بدأوا في تقييم صلاحيات الشرطة لضباط الأمن في الحرم الجامعي.

ووفقا للصحيفة، لقد توصل الأشخاص الذين تحدثوا إلى شفيق في الأشهر الأخيرة إلى الاعتقاد بأنها كانت مستاءة للغاية، وأخبرت أعضاء هيئة التدريس أنها تعتقد أن الثقة في إدارتها ضئيلة.

وفي نهاية المطاف، أوضحت الصحيفة أن شفيق قررت الاستقالة من جامعة كولومبيا، وقبول عرض وزارة الخارجية البريطانية برئاسة مراجعة خارجية لسياسة التنمية والعودة إلى مجلس اللوردات. 

وفي رسالة مفتوحة صدرت، مساء الأربعاء، أعلنت شفيق "بأسف أن فترة ولايتها التي استمرت 13 شهرًا تضمنت فترة من الاضطرابات حيث كان من الصعب التغلب على وجهات النظر المتباينة عبر مجتمعنا". واستشهدت بـ "الخسائر الكبيرة" التي تكبدتها أسرتها وقالت إنه كان "محزنًا للمجتمع، وبالنسبة لي كرئيسة وعلى المستوى الشخصي أن أجد نفسي وزملائي وطلابي موضوعًا للتهديدات والإساءة".

واعتبرت الصحيفة أن رحيل شفيق من جامعة كولومبيا جاء مفاجئًا، لأنه يأتي بعد أسابيع فقط من نشر رسالة لم تلمح إلى أنها تفكر في الانسحاب. لكن استقالتها، التي قال رؤساء مجلس إدارة جامعة كولومبيا المشاركون إن الأمناء قبلوها "بأسف"، لن تغلق بالتأكيد هذه الحقبة المثيرة للجدال في تاريخ الجامعة الممتد على مدار 270 عامًا، أو في التعليم العالي في الولايات المتحدة.

ووفقا للصحيفة، يجري تحقيق في الكونغرس، ولعبة إلقاء اللوم على أشهر من الاضطرابات بدأت للتو. ولدى كولومبيا قيادة مؤقتة، ويستعد أعضاء هيئة التدريس والإداريون لفصل دراسي خريفي من الاشتعال الذي قد يتحول إلى مادة للحملة الرئاسية لعام 2024.

الحرة المصدر: الحرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا