تستضيف العاصمة القطرية الدوحة اليوم، جولة جديدة من المفاوضات في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل المحتجزين والسجناء بين حركة حماس وإسرائيل.

وفيما تغيب حماس عن المفاوضات، يحضر مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك عن الجانب الأمريكي، وعن إسرائيل يحضر رئيسا جهازي الموساد وشين بيت دافيد برنيع ورونين بار إضافة إلى مسؤول ملف الرهائن والمفقودين بالجيش الإسرائيلي نيتسان ألون والمستشار السياسي عوفير فالك، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتأمل واشنطن في أن يؤدي التوصل لاتفاق، إلى منع إيران من القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

غير أن محللين يروون أن كلا من نتنياهو وقائد حماس الجديد يحيى السنوار، قد يكون لهما مصلحة في إطالة أمد الصراع، لأسباب تهدف مصالح كل منهما.

حماس لن تشكّل عقبة

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي ومدير المؤسسة الفلسطينية للاعلام فيميد، إبراهيم المدهون، قال: "باعتقادي أن حماس لن تشكل عقبة أمام أي مفاوضات تهدف إلى وقف حرب الإبادة على قطاع غزة، ولكنها أيضًا لا تريد الدخول في مفاوضات فراغية. في الوقت نفسه، تظل حركة حماس ملتزمة بمقاومتها ضد الجرائم والمجازر التي تبيد أحياء كاملة في غزة".

نتنياهو وتعطيل الاتفاق

وأضاف: "وفي رؤيتها حول مقاطعة المفاوضات وعدم المشاركة غدا، كانت حماس قد قدمت ردها إلى الوسطاء في الأول من يوليو الماضي، والذي تضمن تعهدًا أمريكيًا بموافقة الجانب الإسرائيلي. وقد استندت حماس في ردها إلى خطاب بايدن وورقته وإلى قرار الأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف شامل لإطلاق النار. تم بالفعل إجراء مفاوضات بين الوسطاء والوفد المفاوض الإسرائيلي بناء على قبول حماس، وتم الاتفاق على عدة نقاط، إلا أن نتنياهو، رفض ما تم التوصل إليه، وأضاف بنودًا جديدة بهدف تعطيل الاتفاق".

وأكمل: "وبدلاً من العمل على تحقيق الهدنة والصفقة، قام نتنياهو بتكثيف عمليات الاغتيال في لبنان وإيران، وزاد من المجازر في قطاع غزة، بما في ذلك مجزرة مدرسة التابعين التي وقعت مؤخرًا، وكذلك ضرب خيام المواصي والنازحين".

واقع الشعب الفلسطيني قاسي

وحول إمكانية فشل المفاوضات قال المدهون: "انه وفي حال فشل هذه الجولة من المفاوضات، فسيبقى الحال في غزة على ما هو عليه وستستمر حرب الإبادة والتوحش الاسرائيلي"، مضيفا أن واقع الشعب الفلسطيني بات قاسيا وصعبا، محملا العالم أجمع مسؤولية ما يحدث في غزة، لما سيكون لذلك من تداعيات خطيرة، مشددا انه: "على القوى الدولية التدخل، كما وانه يجب على الامم المتحدة أيضًا التدخل ووضع حد لما يرتكبه العدو الصهيوني في القطاع".

وقف حرب الابادة هو أولوية قصوى

وأنهى حديثه بأن: "حماس ومعها كل فصائل العمل الوطني والشعب الفلسطيني يعتبرون أن وقف حرب الإبادة هو أولوية قصوى، وإذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فسيتم التعامل معه بشكل فوري، وسيكون هناك استعداد دائم لترتيب الأوراق".