آخر الأخبار

الشيخة حسينة: رئيس بنغلاديش يفرج عن زعيمة المعارضة بعد مغادرة رئيسة الوزراء البلاد، والجيش يشكل حكومة مؤقتة

شارك الخبر

أمر رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين، الاثنين، بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وكذلك عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، وذلك بعد ساعات من مغادرة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة البلاد.

وأورد بيان أصدره مكتب الرئيس أن اجتماعاً برئاسة شهاب الدين "قرر بالإجماع الإفراج فوراً عن رئيسة الحزب الوطني البنغلادشي خالدة ضياء"، وعن "جميع الأشخاص الذين اعتقلوا خلال تظاهرات الطلاب".

كما أعلن الجيش أنه سيرفع، فجر الثلاثاء، حظر التجول الذي فرضه لاحتواء الاحتجاجات، وقال في بيان إن "المكاتب والمصانع والمدارس والكليات... ستكون مفتوحة" اعتباراً من الساعة السادسة صباح الثلاثاء (00:00 بتوقيت غرينتش).

وكانت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة قد استقالت من منصبها وغادرت البلاد اليوم الاثنين، بعد اقتحام المتظاهرين لقصرها، في الوقت الذي قُتل فيه المزيد من المواطنين فيما وصف بأنه واحد من أسوأ أعمال العنف في البلاد منذ أكثر من خمسة عقود.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية قُتل ما لا يقل عن 56 شخصاً خلال احتجاجات عنيفة وقعت اليوم الاثنين.

واقتحم محتجون مبتهجون قصر رئيسة الوزراء بعد سماع خبر فرارها، بعد أكثر من شهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ولوحت الحشود المبتهجة بالأعلام، ورقص البعض فوق دبابة في شوارع دكا صباح الاثنين، قبل أن يقتحم المئات بوابات المقر الرسمي لحسينة.

وبثت قناة (بنغلاديش 24) صوراً للحشود وهي تركض إلى المجمع، وتلوح للكاميرا أثناء الاحتفال.

وكان مصدر مقرب من حسينة، التي تبلغ 76 عاماً، قد صرح في وقت سابق لوكالة فرانس برس بأنها غادرت قصرها إلى "مكان أكثر أمانا".

وبحسب التقارير، فإن "المكان الآمن" الذي اتجهت إليه الشيخة حسينة هو جارتها الهند، التي تعد أكبر حليفة لها، منذ انتخابها لأول مرة في عام 1996، حيث أكدت الشيخة حسينة على أن الهند ساعدت بنغلاديش خلال حرب الاستقلال في عام 1971.

وأعلن قائد الجيش في بنغلادش، وقر الزمان، في خطاب متلفز للأزمة بعد ظهر الاثنين، أنه "سيتولى المسؤولية كاملة" بعد استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وفرارها من البلاد، رغم أنه ما زال غير واضح إن كان سيرأس الحكومة الجديدة.

وقال هو يرتدي زيا عسكريا "لقد عانت البلاد كثيراً، وتضرر الاقتصاد، وقُتِل كثير من الناس. حان الوقت لوقف العنف"، مضيفاً أنه سيُجرى تشكيل حكومة مؤقتة، وأنه سيلتقي بالرئيس محمد شهاب الدين، آملاً في التوصل إلى حل بحلول نهاية اليوم.

كما تعهد وقر الزمان أيضاً بتحقيق العدالة لكل أبناء الشعب البنغلاديشي، وهو ما طالب به المحتجون في أعقاب مقتل المئات على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

وأضاف قائد الجيش أنه تحدث بالفعل إلى الأحزاب السياسية المعارضة في البلاد، ولم يُجرِ محادثات مع حزب "رابطة عوامي" الذي تتزعمه حسينة، لكن لم يتضح بعد من سيتولى رئاسة الحكومة.

وقال مصدر مقرب من حسينة لوكالة فرانس برس إن حسينة فرت من البلاد بطائرة مروحية بعد وقت قصير من اقتحام المتظاهرين لقصرها في دكا.

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وكالة فرانس برس للأنباء، بمقتل نحو 300 مواطن حتى الآن، بينهم نحو 100 قتيل في يوم الأحد وحده، بما يشمل 13 ضابط شرطة، وهو أسوأ رقم للضحايا في يوم واحد خلال المظاهرات التي شهدها تاريخ بنغلاديش الحديث.

وتقول وسائل الإعلام والمحتجون في بنغلاديش إن الشرطة مسؤولة إلى حد كبير عن ارتفاع عدد القتلى، في حين تقول الحكومة إن عناصر الشرطة لم يفتحوا النار إلا دفاعاً عن النفس أو حمايةً لممتلكات الدولة.

وردت الحكومة في وقت سابق بتنفيذ حظر تجوال غير مسبوق على مستوى البلاد، ومواصلة قطع الوصول إلى الإنترنت في أجزاء من البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.

الشيخة حسينة "محبطة"

صرح نجل الشيخة حسينة لبي بي سي بأن والدته لن تعود إلى الساحة السياسية، قائلاً إنها "محبطة للغاية بعد كل عملها الشاق، لأن الأقلية ثارت ضدها".

وفي حديثه إلى بي بي سي، قال ساجيب وازد جوي، الذي كان مستشاراً رسميا لرئيسة الوزراء حتى آخر لحظة، إن والدته كانت تفكر في الاستقالة منذ أمس، وغادرت البلاد لضمان سلامتها بعد إصرار عائلتها.

وفي دفاعه عن تاريخ والدته في السلطة، قال إن الشيخة حسينة "قلبت بنغلاديش رأساً على عقب. كانت دولة فقيرة، واليوم كانت تعد واحدة من النمور الصاعدة في آسيا. إنها محبَطة للغاية".

ويرفض جوي الاتهامات بأن الحكومة كانت قاسية في التعامل مع المحتجين، قائلاً إن عناصر الشرطة تعرضوا للضرب حتى الموت، مضيفاً أن 13 منهم قضوا أمس وحده.

وأضاف متسائلاً: "ماذا تتوقع من الشرطة أن تفعل عندما يضرب الغوغاء الناس حتى الموت؟!"

جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من الوفيات نتيجة الاحتجاجات الأخيرة كانت من صفوف المحتجين.

ويقول لطفي صديقي، الأستاذ الزائر بكلية لندن للاقتصاد، إن تغيير النظام في بنغلاديش "أمر لا مفر منه من الناحية الاقتصادية"، وما حدث كان مسألة وقت.

وقال صديقي لبي بي سي: "يبدو أن حكومة الشيخة حسينة فقدت الحق والقوة في الحكم. وسوف تنفد قريباً الموارد اللازمة لذلك أيضاً. إن بنغلاديش على وشك الانهيار الاقتصادي".

كيف بدأت الاحتجاجات؟

حكمت حسينة بنغلاديش من عام 2009 وفازت بانتخاباتها الرابعة على التوالي في يناير/كانون الثاني بعد تصويت دون معارضة حقيقية.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بطرق تشمل القتل خارج نطاق القانون لنشطاء المعارضة.

وبدأت المظاهرات الشهر الماضي بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص الذي خصص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لمجموعات معينة، وتصاعدت الاحتجاجات رغم أن المحكمة العليا في البلاد خفضت من حجم الخطة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا