آخر الأخبار

العلاقات الأردنية الإيرانية: سعي لتحقيق "حسن الجوار" يواجه تاريخاً مثقلاً بالتوترات والاتهامات وسحب السفراء

شارك الخبر

تاريخياً، شهدت العلاقات الأردنية الإيرانية تعقيدات وتحولات مستمرة، متأثرة بتغييرات توازن القوى والأزمات الإقليمية ومشاريع الدول الكبرى في المنطقة، وفي الآونة الأخيرة، ألقت الحرب في غزة ظلالها على العلاقة التي تجمع البلدين خاصة في ظلّ الضربات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة والتي تأثر بها الأردن نتيجة وقوعه -جغرافياً- في وسط الأزمة.

مؤخراً تصاعدت حدّة الخطاب المباشر بين البلدين خلال حرب غزة، إثر عبور مئات الطائرات الإيرانية المُسيَّرة فوق الأراضي الأردنية باتجاه إسرائيل في أبريل نيسان الماضي، في هجوم قالت طهران إنه يأتي رداً على قصف قنصلية تابعة لها في دمشق وأدت إلى مقتل عدد من طواقمها.

وقال الأردن الذي يوصف بأنّه حليف رئيس للولايات المتحدة والغرب، حينها، إنه أسقط مقذوفات اخترقت مجاله الجوي وإنه لن يسمح لأيّ كان بذلك، لا في سياق الفعل أو الرد عليه، ما أغضب جهات إيرانية اعتبرت في تصريحات سُرِّبت إلى مواقع مقربة من الحرس الثوري الإيراني، بأن الأردن "الهدف التالي"، ما دعا عمّان لاستدعاء السفير الإيراني احتجاجاً على تلك التصريحات، التي وصفتها السلطات الأردنية بأنها "تدخل في الشؤون الداخلية".

إيران نفت عبر سفارتها في الأردن تهديد بلادها للمملكة، مؤكدة أن التصريحات التي صدرت حول تهديد الأردن غير صحيحة ومن مصادر غير رسمية، وقالت إنه لا يمثل موقف إيران، التي تعبر عن مواقفها الرسمية عبر وزارة الخارجية.

ومع مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، تعود المخاوف مجدداً من اشتعال المنطقة، خاصة بعد تهديدات إيرانية برد قاس ضد إسرائيل التي اتهمتها بأنها مسؤولة عن عمليّة الاغتيال، التي لم تُعلّق على مقتل هنية.

الأردن أعلن الأحد، أن وزير خارجيته أيمن الصفدي سيزور طهران وسينقل رسالة من العاهل الأردني عبدالله الثاني، إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية، كما سيجري محادثات موسعة مع نظيره علي باقري.

في هذ التقرير، نتناول أبرز المحطات التاريخية والتنقلات التي مرت بها العلاقات بين البلدين خلال نحو مائة عام.

اختلاف على الاعتراف بإسرائيل، وتحالف لكبح ثورة جمال عبدالناصر

حتى عام 1925، كانت العلاقات الأردنية - شرق الأردن آنذاك - الإيرانية تقتصر على التبادل التجاري، وقد استمرت هذه العلاقات حتى خلافة شاه بهلوي على العرش (1925-1941) الذي سلم العرش لابنه محمد رضا بهلوي.

ووفق منشور صادر عن مركز الدراسات الإقليمية في جامعة موصل للدكتور فواز ذنون، فإنّ عهد بهلوي الابن، شهد افتتاح أول قنصلية إيرانية في القدس للتواصل مع دول المنطقة ومع أمير إمارة شرق الأردن آنذاك عبد الله الأول.

وفي عام 1946، حصل الأردن على استقلاله وتطور إلى مملكة مع الأمير عبد الله الأول ملك الأردن، وبدأ الأردن وإيران في إقامة علاقات دبلوماسية وفتح قنصليات في عاصمة كل منهما.

وفي عهد الملك الراحل حسين بن طلال افتتحت إيران سفارتها في الأردن بعد زيارة محمد رضا بهلوي للأردن عام 1959، وفي 23 يوليو 1960 توترت العلاقات الأردنية الإيرانية بسبب اعتراف إيران بإسرائيل، حيث أكد شاه إيران أن هذه الخطوة ليست جديدة بل تأكيد لاعتراف سابق في عام 1950، لكن الملك حسين تحرك على الفور وأرسل رسالة إلى شاه إيران في 26 يوليو 1960 يحثه فيها على التراجع عن هذا القرار.

وفي عام 1965، أطلق الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية مشروعاً أطلق عليه "التحالف الإسلامي" لكبح ثورة جمال عبد الناصر في ذلك الوقت، وقد رحب به شاه إيران، كما أيد الأردن الفكرة لأنه خشي الاضطرابات السياسية في الدول المجاورة وسعى إلى الوقوف ضد التيار الثوري لجمال عبد الناصر.

وقد وقف شاه إيران إلى جانب الأردن الذي خسر أراضيه في الضفة الغربية، بعد حرب عام 1967 لإسرائيل وأعلن دعمه للأردن وحقوقه في استعادة هذه الأراضي.

استمرت العلاقات الأردنية الإيرانية على نفس المسار، ففي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1973، زار الملك حسين إيران، كان للزيارة تأثير إيجابي للغاية على العلاقات بين البلدين من خلال تزويد الأردن بـ 24 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F5 من قبل إيران بعد أخذ موافقة الولايات المتحدة الأمريكية.

وظلت العلاقات الأردنية الإيرانية في أحسن أحوالها حتى اندلعت الانتفاضة الشعبية عام 1978 في إيران لخلع الشاه، مما دفع الملك حسين لزيارة إيران والإعلان عن دعمه الكامل له في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام.

وفي 12 فبراير/شباط 1979 أدت الثورة الإيرانية إلى الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي وظهور "الجمهورية الإسلامية" الإيرانية، في البداية لم يستجب الأردن لهذا التغيير، ولكن لاحقاً أرسل الملك حسين رسالة تهنئة للنظام الجديد بمناسبة ذكرى الثورة، وهو ما اعتبر اعترافاً رسمياً بـ "النظام الإسلامي" و"الجمهورية الإسلامية" الجديدة.

تضرر العلاقة إثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية

تضررت العلاقات بين البلدين بشدة بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980، ووجد الأردن نفسه وسط تهديدين كبيرين، إيران التي أعلنت في دستورها الجديد مبدأ "تصدير الثورة الإسلامية" وإسرائيل التي احتلت الضفة الغربية ولم يؤطِّر معها أي اتفاق للسلام وقتذاك.

أعلن الملك الراحل حسين بن طلال دعمه الكامل للعراق، ما أدى هذا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وإيران في يناير/كانون الثاني 1981.

وفي عام 1982 زار الملك حسين العراق والتقى بالرئيس صدام حسين، ووفق دراسة حملت عنوان "موقف الدول العربيَّة من الحرب العِرَاقيَّة الإيرانية" ونُشرت في مجلة آداب ذي قار، فإنّ دعم الأردن للعراق كان كبيراً وشمل تزويد العراق بقوة تطوعية من المقاتلين، كما بادر الأردن بإنشاء خمسة عشر مركزاً تطوعياً في عمان أطلق عليها قوات الأردن-اليرموك والتي جندت 2500 متطوع.

في عام 1989 توفي الخميني مُطلق الثورة الإسلامية، وتولى هاشمي رفسنجاني السلطة في إيران، محاولاً أن يخفف من حدة السياسة الخارجية الإيرانية وتطبيع علاقاتها مع جيرانها العرب من خلال القضاء على فكرة تصدير الثورة، وذلك وفق ما رأى الباحث صالح القرعان في دراسة نشرها عن الموقف الأُردُني من أزمة الخَلِيج.

وسعى الأردن لاستئناف العلاقة مع إيران في ظل الرئيس الجديد، ونتيجة لذلك، أغلق الأردن مكاتب "مجاهدين خلق" وهي حركة مناهضة للنظام الإيراني، وسحب جميع مزاياها في البلاد.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 1991، التقى الملك حسين بالرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني على هامش المؤتمر الإسلامي السادس في داكار بالسنغال، ساعد هذا الاجتماع في إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.

لكن ما لبث أن انقطعت العلاقات مرة أخرى بين البلدين، بعد أن أعلن الأردن اكتشافه منظمة تسمى "جيش محمد" واعتقل العديد من أعضائها بتهمة حرق المر ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا