آخر الأخبار

حزب الله: كيف تغيّرت قدرات الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران منذ حربها مع إسرائيل عام 2006؟

شارك الخبر

بعد سلسلة من الاغتيالات والهجمات، وصل التوتر إلى ذروته بين إسرائيل وحزب الله ومن خلفه إيران التي تدعمه.

لفهم ما قد يحدث في المرحلة المقبلة، يتوجّب النظر إلى القدرات العسكرية لما تُعتبر واحدة من أهم المجموعات العسكرية في العالم، وصراعها التاريخي مع إسرائيل.

تحل الذكرى الثامنة عشرة لحرب تموز عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله على وقع احتمال اندلاع حرب شاملة جديدة بينهما بعد عشرة أشهر من حرب استنزاف، ضمن معادلة قائمة على تفوّق جوي واستخباراتي إسرائيلي من جهة، وقدرة صاروخية كبيرة لحزب الله واختراقات عسكرية نوعية باستخدام مسيّرات متقدمة من جهة أخرى.

ولا يمكن تصوّر أو تحليل شكل حرب واسعة بين الطرفين، من دون أخذ معطيين أساسيين في الاعتبار: تجربة حرب يوليو/تموز عام 2006 بينهما، وما تكشّف حتى اليوم من الاشتباكات اليومية الدائرة بين الطرفين منذ أشهر.

فبالرغم من تفوّق جوي إسرائيلي قادر على إحداث تدمير هائل في لبنان، تعاني وحدات الجيش الإسرائيلي إرهاقا بسبب أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ عقود وهي الحرب المستمرة في غزة.

أما حزب الله، فقد خسر حتى اليوم أكثر من 350 مقاتلا، من بينهم قائده العسكري الأعلى فؤاد شكر وثلاثة قادة بارزين، تم اغتيالهم جميعا في غارات جوية إسرائيلية.

سيخوض الحزب الشيعي أي حرب شاملة محتملة، مدعوما بتجربة مشاركته العسكرية في حرب سوريا، التي قدمت إلى صفوفه قادة ميدانيين جددا يتمتعون بخبرة حديثة نسبيا.

يُصنَّف حزب الله، الذي يحظى بدعم وتمويل من إيران، منظمة إرهابية في دول غربية عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك بعض الدول العربية. بينما تعتبر الحكومة اللبنانية حزب الله مجموعة مقاومة شرعية ضد إسرائيل وله كتلة برلمانية في مجلس النواب اللبناني.

في عام 2006، اندلعت حرب شاملة بين الطرفين عندما قتل حزب الله ثمانية جنود إسرائيليين واحتجز اثنين في هجوم عبر الحدود، وطالب بتبادل للأسرى مع إسرائيل.

ويرى المراقبون أنه في حال توسعت حرب الاستنزاف الحالية بين إسرائيل وحزب الله وتحولت إلى حرب شاملة، فقد تواجه إسرائيل الوضع ذاته الذي واجهته في 2006 عندما قامت بحملة عسكرية جوية كثيفة أعقبها توغل بري، ورغم ذلك فشلت في تحقيق أهدافها التي كانت تتمثل في تحرير الجنديين الأسيرين وسحق حزب الله عسكريا.

انتهت حرب 2006 باعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بالإجماع في 11 أغسطس/آب 2006، بعدما استمرت 34 يوماً. فور توقف إسرائيل عن عملياتها الهجومية، أوقف حزب الله هجماته بالصواريخ على إسرائيل في صباح 14 أغسطس/آب.

كلا الطرفين يخرقان هذا القرار. ففي حين لم ينزع حزب الله سلاحه في الجنوب، لا تزال إسرائيل تحتل أراضيَ لبنانية وتنتهك بانتظام المجال الجوي اللبناني.

هجمات حزب الله على إسرائيل

بادر حزب الله إلى قصف مواقع إسرائيلية في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "مساندةً لغزة" عقب عملية طوفان الأقصى، وقال إنه سيبقي هذه الجبهة مفتوحة حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

يُضاف إلى ذلك تبلور ما يُسمّى بـ "وحدة الساحات"، وهو تلاقٍ وتعاون بينو مجموعات عسكرية مختلفة ضمن محور واحد كتحالف استراتيجي عسكري يضم إلى جانب حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي والحوثيين ومجموعات عراقية، مدعوم من إيران.

ويقول كل من حزب الله وإسرائيل إنهما مستعدان للحرب، لكنهما يفضلان تجنب المواجهة الشاملة، على الرغم من تهديد إسرائيل بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري" في حال وقوع حرب مع حزب الله.

وقد تسبب فتح هذه الجبهة بتهجير نحو ثمانين ألفا من سكان شمال إسرائيل ونحو مائة ألف من سكان جنوب لبنان، حتى اليوم. ونشرت بي بي سي تحليلا لصور أقمار اصطناعية أظهر تضرر أكثر من 3200 مبنى في جنوب لبنان بالقصف في شكل كامل أو جزئي، بينما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى تضرر أكثر من ألف مبنى في شمال إسرائيل.

"الخصم الأصعب"

قد يكون حزب الله "الخصم الأصعب لإسرائيل حاليا"، بحسب الخبير العسكري البريطاني جاستين كرامب، ويتوعّدها بمفاجآت كبيرة في حال توسّع النزاع.

ويضيف كرامب الذي خدم سنوات طويلة في الجيش البريطاني وأسس شركة سبيلين للاستشارات العسكرية في لندن إن "حزب الله يمتلك اليوم ما كان لديه عام 2006 ولكن بكمية أكبر".

وتقدر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عدد صواريخ حزب الله بنحو 150 ألف قذيفة وصاروخ من أنواع ومديات مختلفة. ويبلغ عدد مقاتليه وفق الوكالة 45 ألفا، بينما قال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في تصريح سابق إن لدى الحزب أكثر من 100 ألف مقاتل.

وفي حرب تموز 2006 مع إسرائيل، استخدم الحزب بشكل كثيف صواريخ كاتيوشا وغراد وقذائف مضادة للدبابات، كما استخدم صواريخ موجهة من بينها صاروخ "كورنيت" الروسي التصنيع.

وبينما تملك إسرائيل التفوّق الجوي، "يمتلك حزب الله أفضلية الأرض بتضاريسها الصعبة جدا والتي تلعب لصالحه"، حسب كرامب.

ويقول الخبير البريطاني: “لقد بات حزب الله اليوم قادرا على إخفاء آلياته بشكل أفضل وكذلك مواقع إطلاق الصواريخ، وبالتالي لا يُمكن للغارات الجوية الإسرائيلية وحدها أن توقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل. ولذلك قد تفكّر إسرائيل جديا في التوغل برا".

ويضيف: "لو كنت أنا قائد الدبابات، فبالتأكيد لن أريد أن أُرسلها إلى جنوب نهر الليطاني ضد حزب الله وصواريخه المضادة للدروع. لن أكون سعيدا".

التسلح والترسانة الصاروخية

لا يكشف حزب الله عن حجم ترسانته أو أنواع الصواريخ التي يمتلكها إلا بعد استخدامها وهذا ما حدث في الاستهدافات القائمة حاليا بينه بين الجيش الإسرائيلي بحيث استخدم صواريخ جديدة لم تكن أصلا مطوّرة في حرب تموز 2006.

وبحسب تقارير صحفية واستخباراتية عدة نشرت خلال السنوات الماضية، تعدّ إيران المصدر الأساسي لسلاح حزب الله وتتدفق الأسلحة إليه برا عبر العراق وسوريا.

< ....
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا