آخر الأخبار

"لم يكن قرارا سهلا".. شولتس يدافع عن صفقة التبادل مع روسيا

شارك الخبر
مصدر الصورة
قطع المستشار الألماني إجازته وسافر إلى مدينة كولن (كولونيا) لاستقبال المواطنين الألمان المفرج عنهم ضمن الصفقة. صورة من: Christoph Reichwein/dpa/picture alliance

 

قطع المستشار الألماني أولاف شولتس إجازته وسافر إلى مدينة كولن (كولونيا) لاستقبال المواطنين الألمان ممن تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل السجناء الكبيرة بين روسيا والغرب.

وقال شولتس في تصريحات أدلى بها في مطار كولن/ بون إنه أجرى اتصالا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، عبر له فيها الأخير عن امتنانه وشكره "لتعاون بلدينا في هذه المسألة الهامة".

وأضاف شولتس تعليقا على الصفقة التي ضمت الإفراج مبكرًا من السجن الألماني عن "فاديم كيه.": "لم يكن اتخاذ القرار بترحيل قاتل محكوم عليه بالسجن مدى الحياة بعد بضع سنوات فقط من السجن أمرًا سهلاً على أحد".

وأضاف شولتس للصحفيين "كان لابد من موازنة مصلحة الدولة في رؤية معاقبته (فاديم كيه.) مقابل الخطر الذي يهدد أجساد، وفي بعض الحالات، حياة أبرياء في السجون الروسية وسجناء سياسيين".

وكانت الحكومة الألمانية قد دافعت عن إطلاق سراح الروسي "فاديم كيه."، المدان بارتكاب جريمة قتل في حديقة تيرغارتن بالعاصمة برلين وإعادته إلى روسيا في إطار صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وموسكو، والتي تم الإعلان عنها في وقت سابق اليوم الخميس (الأول من آب/ أغسطس 2024).

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين: "لم تتخذ الحكومة الألمانية هذا القرار بسهولة"، مشيرا إلى أنه "كان هناك تعارض بين المصلحة الوطنية في تنفيذ عقوبة السجن بحق مجرم مدان وبين حرية وسلامة، وفي بعض الحالات حياة، أشخاص أبرياء مسجونين في روسيا بشكل غير عادل لأسباب سياسية."

وتابع هيبشترايت أن التضامن مع الولايات المتحدة كان دافعا آخر وراء اتخاذ هذا القرار، بالضبط مثل واجب حماية المواطنين الألمان.

استقبل الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض عائلات السجناء المفرج عنهم وأعرب عن ارتياحه وشكره لحلفاء واشنطن الذين شاركوا في نجاح الصفقة صورة من: Nathan Howard/REUTERS

وأضاف المتحدث باسم المستشار الألماني أنه تم في نهاية المطاف، وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وشركاء أوروبيين، تحقيق الإفراج عن 15 شخصا كانوا محتجزين "بشكل غير قانوني" في روسيا، موضحا أن من بين هؤلاء الألماني "ريكو ك."، الذي صدر قرار بالعفو عنه وذلك بعد حكم بالإعدام كان صدر عليه فيبيلاروسيا.

وأردف: "لم يكن من الممكن إتمام عملية الإفراج إلا من خلال ترحيل مواطنين روس ذوي خلفية استخباراتية كانوا محتجزين في أوروبا، وتسليمهم إلى روسيا".

يذكر أن "فاديم كيه." حكم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بعدما أدين بقتل جورجي كان يطلب الحماية في ألمانيا، في منتزه تيرغارتن. ودعت الحكومة الألمانية القيادة الروسية والبيلاروسية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين "المحتجزين ظلما".

تم الإفراج عن إيفان غيرشكوفيتش الصحافي الأمريكي مراسل صحيفة وول ستريت جورنال ضمن الصفقة الكبيرة صورة من: Seth Wenig/AP/picture alliance

بايدن يشكر ألمانيا والحلفاء الآخرين

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، إن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين إيفان غيرشكوفيتش وبول ويلان، جزء من صفقة تبادل سجناء أكبر حجما تفاوضت بشأنها الإدارة الأمريكية. وقال بايدن في بيان له، إن ثلاثة من المواطنين الأمريكيين ورابع يحمل بطاقة خضراء أمريكية أو مقيم دائم "سيعودون أخيرا إلى الوطن".

وأضاف ، لقد "سجنوا ظلما في روسيا". وقال بايدن: "إن الاتفاق الذي ضمن حصولهم على الحرية يعد إنجازا دبلوماسيا".

وأعرب بايدن عن شكره لحلفاء الولايات المتحدة "الذين وقفوا معنا طيلة المفاوضات الصعبة والمعقدة لتحقيق هذه النتيجة"، ومن بينهم ألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وتركيا. وقال بايدن إن إدارته ستواصل العمل من أجل تحرير "كل من احتجزوا ظلما أو المحتجزين كرهائن في جميع أنحاء العالم".

وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن "ارتياحه" بعدما أفرجت روسيا عن صحافيين وناشطين دفاعا عن حقوق الانسان، مطالبا بالإفراج عن آخرين. وقالت المفوضية السامية عبر منصة اكس إن فولكر تورك "يبدي ارتياحه بعد الإفراج عن ايفان غيرشكوفيتش وفلاديمير كورا مورزا وآلسو كورماشيفا واوليغ اورلوف، بين آخرين".

 وأضاف "ينبغي الإفراج عن جميع الصحافيين والمدافعين عن الحقوق الذين اعتقلوا فقط لقيامهم بعملهم. ينبغي أن يتاح لهم العمل بكل أمن ومن دون خوف".

ارتياح في لندن

كما أشادت بريطانيا بعملية تبادل السجناء مع روسيا، مبدية "ارتياحها" للإفراج عن مواطنيها اللذين يحملان جنسية مزدوجة، المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا والعنصر السابق في مشاة البحرية الامريكية بول ويلان. 

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان إن "كارا مورزا معارض شرس لنظام (فلاديمير) بوتين. ما كان ينبغي أن ينتهي به الأمر في السجن، والسلطات الروسية سجنته في ظروف عرضت حياته للخطر لأنه قال بشجاعة الحقيقة عن أوكرانيا".

من بين المفرج عنهم المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا (الصورة). صورة من: Anton Novoderezhkin/Tass/picture alliance

العفو الدولية تندد بالصفقة "المريرة"

أمامنظمة العفو الدولية فقد نددت بصفقة تبادل السجناء "المريرة" بين روسيا ودول غربية عدة والتي تعد الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة، محذرة من أن هذا النهج يشجع على إفلات المجرمين المدانين من العقاب. وأعرب نائب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا كريستيان ميهر عن "ارتياحه الكبير" لأن الصفقة ضمنت إطلاق سراح العديد من الشخصيات المعارضة الروسية، مضيفا أن "ما عانوه لا يصدق".

 لكن ميهر حذر في بيان من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يستغل القانون بوضوح من أجل استخدام السجناء السياسيين كبيادق". وأضاف أن "صفقة التبادل تترك طعما مريرا"، مشيرا إلى أن أحد جانبي الصفقة يضم "قاتلا ومجرمين آخرين جرت إدانتهم في محاكمات عادلة"، والجانب الآخر يضم "أشخاصا مارسوا حقهم في حرية التعبير".

واعتبر ميهر أن هذا التبادل "يشكل بالتالي خطوة نحو توسيع نطاق الإفلات من العقاب"، محذرا من أن "الحكومة الروسية قد تتجرأ على تنفيذ مزيد من الاعتقالات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان بدون خوف من العواقب".

وأعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن "ارتياحها الهائل" وشددت على أنه "ما كان يتعيّن إطلاقا (أن يقضي غيرشكوفتيش) ولا يوما واحدا في سجن روسي بسبب قيامه بعمله كصحافي". ونددت بـ"سياسة الحكومة الروسية المتواصلة في احتجاز رهائن".

بوتين "يهنىء" ويشكر الروس المفرج عنهم 

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشكر في مطار فنوكوفو في موسكو المواطنين الروس الثمانية الذين تم الإفراج عنهم في إطار صفقة تبادل كبيرة للسجناء بين روسيا والغرب.
وقال بوتين بعدما عانق العديد منهم على المدرج، وفق ما أظهرت مشاهد بثتها التلفزيون الروسي، "أود أن اهنئكم، شكرا جزيلا". وشكر خصوصا من خدموا في الجيش الروسي "على وفائهم".
 

ع.ج/ أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

DW المصدر: DW
شارك الخبر

إقرأ أيضا