تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من زيارة أخرى قامت بها سرب من السفن الحربية الروسية بما في ذلك غواصة نووية، وذلك في إطار مناورات عسكرية مخطط لها الشهر الماضي.
وراقب المسؤولون الأمريكيون عن كثب المناورات العسكرية التي جرت في منتصف يونيو، مؤكدين أن المجموعة البحرية المؤلفة من أربع سفن لا تشكل تهديداً حقيقياً. وأشار الخبراء في ذلك الوقت إلى أن جولة السفن الحربية في منطقة البحر الكاريبي كانت عرضاً رمزياً للقوة رداً على الدعم المستمر من الولايات المتحدة والغرب لأوكرانيا.
وأعلنت السلطات الكوبية عن وصول السفن الحربية الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، ووصفت الحدث بأنه "ممارسة تاريخية" وعرض لـ"الصداقة والتعاون". ولم يوضح أي من الحكومتين الغرض من هذه الزيارة الأخيرة.
استقبلت كوبا أسطول البلطيق يوم السبت بتحية مدفعية مدوية، وأثارت زيارة السفن الحربية حماساً كبيراً بين الجمهور، حيث تجول الكوبيون في شارع الميناء لمشاهدة السفن يوم السبت، وأعلنت السلطات أنه سيسمح للزوار المهتمين بالصعود على متن سفينة التدريب الروسية "سمولني" يومي الأحد والاثنين.
قالت مايليس بيريز، البالغة من العمر 29 عامًا، لأطفالها الثلاثة بينما تشير إلى السفن الحربية الضخمة: "هذا يعبر عن الصداقة. إنه رمز للعلاقة المتينة بين روسيا وكوبا. نحن هنا لنستمتع بنزهة عائلية."
تعد روسيا حليفاً قديماً لفنزويلا وكوبا، وقد قامت سفنها الحربية وطائراتها بزيارات دورية إلى منطقة البحر الكاريبي وهافانا. وعلى الرغم من أن كوبا ليست لاعباً رئيسياً في السياسة الخارجية الروسية، يرى الخبراء أن روسيا تعتبر كوبا ذات أهمية استراتيجية نظراً لموقعها القريب من فلوريدا ونفوذها المستمر بين الدول النامية.
في السنوات الأخيرة، عززت كوبا وروسيا الحليفتان خلال الحرب الباردة واللتان تواجهان عقوبات أمريكية صارمة علاقاتهما السياسية والاقتصادية، لا سيما في ظل سعي موسكو لتعزيز الدعم الدبلوماسي لحربها في أوكرانيا وسعي هافانا للحصول على أي مساعدة اقتصادية ممكنة.
وامتنعت كوبا باستمرار عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالغزو الأوكراني وتجنبت انتقاد حرب موسكو. وقد باعت روسيا كميات كبيرة من النفط لكوبا التي تعاني من انقطاعات منتظمة في الكهرباء بسبب الحظر الاقتصادي الأمريكي.