آخر الأخبار

أولمبياد باريس 2024: قصة الصداقة الأولمبية التي تحدت هتلر

شارك الخبر
مصدر الصورة

كانت لفتة رياضية غريزية ظلت خالدة في الفولكلور الأولمبي، ولكن بالنسبة لبطل الوثب الطويل الألماني لوز لونغ، فإن هذه البادرة ستكون لها عواقب وخيمة.

عندما قفز جيسي أوينز لمسافة تزيد عن ثمانية أمتار ليحصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، قفز لونغ - أبرز منافسيه - إلى الحفرة الرملية في برلين لعناقه وتهنئته.

وفي وقت لاحق، وفي تناقض صارخ مع الفكرة الملتوية لألمانيا النازية حول التفوق الآري، وقبل عقود من أن تثير حركة الحقوق المدنية تغييرًا جذريًا في الولايات المتحدة، قام كل من أوينز ولونغ بالجري سويا حول الملعب بعد انتهاء المسابقات بحسب التقليد الشرفي الخاص بالرابحين. كانا رياضيان أحدهما أبيض والثاني أسود يركضان يدا بيد.

ولم يكن الجميع يصفق. ففي أعلى المدرجات، شاهد الزعيم النازي أدولف هتلر ما يحدث باستنكار.

وبينما كانا يقفان على منصة التتويج، حيث أدى لونغ التحية النازية لفترة طويلة، وقام أوينز بتحية العلم الأمريكي ذي النجوم والأشرطة لدولة لم تكن مستعدة بعد لقبوله بالكامل كواحد من مواطنيها، لم يكن كلا الرياضيين على علم بما يخبئه القدر.

مصدر الصورة

كان أوينز ولونغ، المولودان في عام 1913، في ذروة قدراتهما الرياضية عندما تنافسا في برلين.

ولكن هذا هو المكان الذي انتهت فيه أوجه التشابه. كانت بداياتهما ورحلتاهما إلى الأولمبياد متناقضة.

كان أوينز من أيقونات القرن العشرين، وقد رُويت قصة أوينز على نطاق واسع. لقد كان حفيدًا للعبيد السابقين وأصغر 10 أطفال في عائلة من المزارعين في ألاباما.

وعندما كان طفلاً، كان يقطف القطن مع بقية إخوته، لكن قدرته الرياضية ظهرت بوضوح بعد انتقال العائلة إلى كليفلاند حيث التحق بالمدرسة وهو في التاسعة من عمره.

لقد أُطلق عليه لقب جي سي، وهو اختصار لجيمس كليفلاند، ولكن بعد أن أخطأ معلمه في فهمه، تم تسجيله باسم جيسي وظل الاسم عالقًا.

وحصل أوينز على منحة دراسية رياضية للالتحاق بجامعة ولاية أوهايو حيث أصبح، تحت وصاية المدرب لاري شنايدر، واحدًا من أعظم العدائين الذين عرفهم العالم على الإطلاق.

وفي منافسات المضمار والميدان في جامعة ميشيغان عام 1935، حطم أوينز ثلاثة أرقام قياسية عالمية وعادل رقمًا آخر، كل ذلك في غضون ساعة واحدة، كما سجل رقمًا جديدًا قدره 8.13 مترًا في الوثب الطويل وهو الرقم الذي سيصمد لمدة 25 عامًا.

وعلى عكس منافسه، تمتع لونغ بتربية متميزة، حيث ولد في عائلة من الطبقة المتوسطة في لايبزيغ. كان والده كارل يمتلك صيدلية في وسط المدينة، بينما كانت والدته جوانا معلمة لغة إنجليزية مؤهلة وتنحدر من عائلة أكاديمية محترمة، كان من بينها العالم جوستوس فون ليبغ، المعروف بمؤسس الكيمياء العضوية.

ونشأ كارل لودفيغ هيرمان لونغ، الذي أصبح يُعرف اختصارا باسم لوز، مع إخوته الأربعة في الريف خارج المدينة حيث أقاموا بطولات ألعاب القوى العائلية في حديقتهم الخلفية الكبيرة.

وانضم لونغ إلى نادي لايبزيغ الرياضي عام 1928، حيث تدرب تحت إشراف المدرب جورج ريختر، الذي ساعده على تطوير أسلوب الإبحار في الهواء باستخدام قوته كلاعب قفز عالي، على عكس أوينز الذي سخر سرعته كعداء.

وأثبتت الشراكة مع ريختر أنها مثمرة، حيث حطم لونغ الرقم القياسي الألماني في الوثب الطويل في عام 1933 ليصبح بطلًا وطنيًا، وكان عمره 20 عامًا فقط. وقبل شهرين فقط من دورة الألعاب الأولمبية في برلين، سجل لونغ رقمًا قياسيًا أوروبيًا جديدًا في الوثب الطويل بلغ 7.82 مترًا وذلك في طريقه إلى أولمبياد برلين، وكان ذلك لقبه الوطني الثالث.

مصدر الصورة

وبينما كان كل من أوينز ولونغ يصنعان المجد في المضمار، كانا أيضًا يتنافسان على المشهد السياسي خارجه.

ففي الولايات المتحدة، كانت هناك ضغوط متزايدة لمقاطعة ألعاب برلين في ضوء القصص حول معاملة اليهود في ألمانيا في ظل النظام النازي الجديد.

وأيد أوينز في البداية الدعوات لمقاطعة الألعاب، حيث قيل إنه قال للجمعية الوطنية لتقدم الملونين "إذا كانت هناك أي أقليات في ألمانيا تتعرض للتمييز، فيجب على الولايات المتحدة الانسحاب".

لكنه وافق في نهاية المطاف على الحضور بعد مناشدات مدربه وتأكيدات من اللجنة الأولمبية الأمريكية، التي أرسلت وفدا إلى ألمانيا لتقييم الظروف ومناقشة سياسة الدولة المضيفة بشأن مشاركة الرياضيين اليهود.

وبالعودة إلى ألمانيا، كان الضغط السياسي الذي تمارسه الدولة على الرياضيين يتزايد.

وتقول جوليا كيلنر لونغ، حفيدة لوز الوحيدة: "كان الرياضيون ممثلين للرايخ الألماني - داخل وخارج المضمار - وليسوا أفرادًا عاديين".

جاء انضمام لونغ إلى المنتخب الوطني في عام 1933، وهو نفس العام الذي تم فيه تعيين هتلر مستشارًا لألمانيا.

ومن المستبعد أنه لم يكن على علم بما هو متوقع منه، فقد أوضحت لافتة معلقة في ساحة التدريب: "يفكر رياضيو سباقات المضمار والميدان في أولمبياد 1936، ويجب ألا نخيب آمال زعيمنا أدولف هتلر".

مصدر الصورة

كان هتلر حاضراً في الاستاد الأولمبي في برلين حيث خاض أوينز ولونغ واحدة من أعظم نهائيات الوثب الطويل في الألعاب الأولمبية.

وبعد معركة قوية، نجح لونغ في معادلة مسافة أوينز البالغة 7.87 مترًا في محاولته قبل الأخيرة، مما أسعد جماهير الفريق المضيف.

لكن أوينز بذل قصارى جهده عندما كان في أمس الحاجة إليها، حيث رد بمسافة 7.94 مترًا، ليبتعد عن لونغ مرة أخرى.

وارتكب لونغ خطأ في محاولته الأخيرة، لكن أداءه كان جيدًا بما يكفي للحصول على الميدالية الفضية وأول ميدالية أولمبية في الوثب الطويل لألمانيا.

وصنع أوينز المزيد من التاريخ بقفزته النهائية البالغة 8.06 متر مسجلاً رقماً قياسياً أولمبياً سيصمد لمدة 24 عاماً.

وبعد أن وضع خيبة أمله جانبًا، قفز لونغ بشكل ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا