آخر الأخبار

10 رسائل في خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.. لمن وجهها؟

شارك الخبر

في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، مساء الأربعاء، سعى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الحصول على دعم واشنطن للعمليات العسكرية المستمرة في غزة، وأثارت تصريحاته العديد من التساؤلات، من بينها، لمن يوجه نتنياهو رسائله؟ وماذا يهدف من ورائها؟

العلاقات الاستراتيجية بين أميركا وإسرائيل

يقول اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية للعربية.نت "لا يمكن أن ننظر إلى خطاب نتنياهو إلا من خلال منظور رئيسي، وهو أن العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة تفوق بمراحل أية خلافات بين قيادات الدولتين، وأنه مهما كان حجم هذه الخلافات، فإنه من غير المسموح تماماً أن تتأثر هذه العلاقات، أو اتخاذ أية قرارات أميركية تؤثر سلباً على الأمن القومي الإسرائيلي".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

ويضيف الخبير أن خطاب نتنياهو يعد بمثابة خطوة أميركية رسمية لتكريم رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا التوقيت الحرج، الذي يتعرض فيه لأكبر حجم من الانتقادات الداخلية منذ توليه رئاسة الحكومة، ورغم كافة التداعيات السلبية للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي بدأت منذ أكثر من تسعة أشهر وخلفت وراءها واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

تراجع الدور الأميركي بسبب مواقف نتنياهو

ويضيف الخبير المصري، أن نتنياهو لم يكن حريصا منذ بدء الحرب على غزة على أن يتجاوب مع الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار، أو البحث عن حلول لهذه الأزمة المتصاعدة، بل رفض كافة المحاولات الأميركية المبذولة للتوصل إلى هدنة يلتقط فيها الجميع الأنفاس، ووصل الأمر بينه وبين الرئيس بايدن إلى توتر غير مسبوق، بل وتحد واضح وعلني من جانبه تجاه الرئيس الأميركي.

ونظراً لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشددة، فقد تراجع الدور الأميركي كثيرا، ولم تستطع واشنطن أن تضغط عليه ولو لمرة واحدة للقبول بالهدنة، رغم كل الدعم السياسي والعسكري الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل طوال مدة الحرب، ورغم الزيارات المتكررة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي بلينكن إلى تل أبيب، والتي ذهبت كل نتائجها المحدودة أدراج الرياح.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

ترحيب وتصفيق مثير للدهشة أثناء الخطاب

وأردف الخبير المصري، أنه في ذات الوقت، لا يمكن أن ننظر إلى عدم حضور نائبة الرئيس كامالا هاريس، أثناء خطاب نتنياهو في الكونغرس، على أنه رسالة عدم رضا من جانبها عن سياساته، بل إنها قد تدفع ثمن عدم حضورها الخطاب – إذا كان متعمداً – خلال الحملة الانتخابية عندما تكون المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، ويكفي هنا أن أشير إلى الترحيب والاستقبال المثير للدهشة من جانب أعضاء الكونغرس لنتنياهو، ومدى التصفيق الذي حظي به مرات عديدة خلال إلقاء الخطاب.

وأشار اللواء الدويري إلى بعض الملاحظات على خطاب نتنياهو، من بينها أن الخطاب لم يخرج بصفة عامة عن السياسات التي تحكم الموقف الإسرائيلي، أي أنه لم يحمل جديداً في جوهره سوى إعطاء أحداث السابع من أكتوبر 2023 الاهتمام الأكبر كمأساة تعرضت لها دولة إسرائيل مع التعهد أنها لن تتكرر.

وأيضا الحرص الشديد على التأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة سواء مع الإدارة الديمقراطية أو الجمهورية، مع منح المرشح الجمهوري ترامب الكثير من المديح، نظراً للقرارات الإيجابية التي اتخذها لصالح إسرائيل أثناء توليه الرئاسة خلال الفترة من 2016 – 2020.

"المحور الإيراني"

كما جاء في خطاب نتنياهو، إعادة التأكيد على المخاطر الإيرانية وتهديدها هي ووكلائها للاستقرار في المنطقة، وطرح فكرة تشكيل تحالف إقليمي جديد يسمى "التحالف الإبراهيمي"، يتكون من الولايات المتحدة وإسرائيل، والدول التي لديها علاقات وتطبيع معها، من أجل مواجهة المحور الإيراني في المنطقة، والذي يهدد المصالح الأميركية.

اللواء محمد إبراهيم الدويري

تجاهل الهدنة.. وحل الدولتين


أما فيما يتعلق بالحرب على غزة، فقد كان الخطاب فرصة سانحة أمام نتنياهو للتأكيد على اعتزامه مواصلة الحرب حتى يقضي على حماس، وعلى أي تهديد مستقبلي يمكن أن ينطلق من قطاع غزة تجاه إسرائيل، وهو ما يتطلب من وجهة نظره استمرار تدفق المساعدات العسكرية لإسرائيل. أما موضوع التوصل إلى هدنة، فقد كان واضحاً أن بنيامين نتنياهو تعمد عدم الدخول في أية تفصيلات حتى لا يمنح هذا الموضوع أهمية، أو يلزم نفسه علناً بأية التزامات قد تمثل قيداً عليه في المستقبل، خاصة أمام حكومته بعد عودته من واشنطن، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على مبدأ حل الدولتين الذي تجنب مجرد حتى الإشارة إليه.

وأكد الخبير المصري أن نتنياهو كان حريصاً بشكل واضح للغاية على أن يستعرض رؤيته لليوم التالي لانتهاء الحرب، حتى يرسل رسالة اطمئنان لكل من ينتقده ويتهمه بعدم امتلاكه أي خطة لهذه المرحلة، حيث أكد على بعض النقاط الهامة.

رؤية نتنياهو لليوم الثاني بعد الحرب

من بين هذه النقاط، أن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة عسكرياً لفترة من الوقت بعد انتهاء الحرب فيما يسمى بالفترة الانتقالية، وضرورة نزع سلاح قطاع غزة وهو ما يعنى ضرورة القضاء على حماس وكافة الفصائل المسلحة في غزة، وأيضا أن تؤول إدارة غزة إلى إدارة مدنية غير متطرفة، وهنا لم يتطرق نتنياهو إلى السلطة الفلسطينية التي لا يزال يعتبرها أحد أعدائه.

أما الحرب على غزة فقد كانت رسالة نتنياهو للأميركيين، أنها إحدى المراحل الهامة التي تنفذها إسرائيل، لمواجهة الإرهاب نيابة عن الولايات المتحدة والعالم وليس أكثر.

لن يوافق على أي صفقة


واعتبر اللواء الدويري أن ملخص كلمة بنيامين نتنياهو، كان تحويل حرب غزة بكافة جوانبها لصالحه، بحيث يتمتع بعناصر قوة أكبر لدى عودته من واشنطن، تتيح له استمرار دعم سيطرته على القرار الإسرائيلي.

كما يؤكد الخبير أن نتنياهو لن يوافق على أية صفقة تتناقض مع مواقفه الرئيسية، خاصة بالنسبة لاستمرار الحرب حتى تحقيق أهدافه المعلنة، بما في ذلك طبيعة اليوم التالي لانتهاء الحرب، أما بالنسبة لعلاقاته مع الولايات المتحدة فقد نجح في أن يعيد الزخم لهذه العلاقة التي من المؤكد أنها ستشهد مزيداً من الدعم في حالة فوز دونالد ترامب، الذي يراهن على عودته إلى البيت الأبيض.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا