آخر الأخبار

مهرجان العلمين: هل هناك "منافسة خفية" بين المهرجان المصري وموسم الرياض في السعودية؟

شارك الخبر

عندما تشاهد الحملة الترويجية لمهرجان العلمين في مصر، سواء على الموقع الرسمي للمهرجان، أو على غالبية القنوات المحلية المصرية، سيلفتُ انتباهك حتماً أحدُ الشعارات الذي يصف المهرجان بأنه "أكبر حدث ترفيهي في الشرق الأوسط".

ويقام مهرجان العلمين في مدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط شمال غربي مصر، بعد أن تحولت المدينة من أحد أكبر حقول الألغام في العالم إلى مدينة سياحية جديدة.

وقد بدأت الدورة الثانية لهذا المهرجان في 11 يوليو/تموز الجاري، ويستمر حتى 30 أغسطس/آب، ويتضمن أنشطة فنية وترفيهية ورياضية، تحت رعاية وتنظيم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة للدولة المصرية، والتي توصف بأنها تهيمن على الفضاء الإعلامي والفني في مصر حاليا.

وبثت وسائل إعلام مصرية دعاية هائلة لهذا المهرجان، وحرصت العديد من الوزارات والهيئات الرسمية على الترويج له باعتباره "مهرجانا تنمويا" وليس مجرد مهرجان ترفيهي، بالإضافة إلى تقديمه كرمز لنجاح المشروعات التنموية في مصر وما يتعلق بها من استثمارات وفرص عمل في قطاعات مختلفة.

كما أبدى منظمو الدورة الثانية للمهرجان اهتماماً واضحا بالقضية الفلسطينية في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، من خلال الإعلان عن تخصيص 60 في المئة من أرباح المهرجان "لصالح أهلنا في فلسطين"، وكتابة ذلك أسفل الشعار الرئيسي للمهرجان. كما انطلق المهرجان بالرقصة الفلسطينية الشعبية الشهيرة، والإعلان عن إنتاج أغنية مخصصة لـ "دعم فلسطين"، وفقا لإدارة المهرجان.

وفي خضم الاحتفاء الكبير بهذا الحدث الضخم، يطرح البعض تساؤلات حول الهدف من المهرجان، وهل هو محاولة مصرية لاستعادة "الريادة" في مجال الثقافة والفن والترفيه، في ظل حديث غير مباشر يتردد على ألسنة البعض، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود "منافسة" بين هذا المهرجان وموسم الرياض الذي تنظمه هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية والذي يحرص على جذب أشهر نجوم المنطقة العربية والعالم، في المجالات الفنية والرياضية.

لماذا العلمين؟

يستمد المهرجان اسمه من مدينة العلمين التي كانت ساحة لإحدى أهم معارك الحرب العالمية الثانية، وأسهمت في حسم الحرب لصالح الحلفاء بعد هزيمة الألمان بقيادة روميل. ويوجد بها متحف عسكري ومقابر ضخمة لرفات آلاف الجنود من جنسيات كثيرة قتلوا في هذه المعركة.

وكانت المنطقة، التي تتبع محافظة مرسى مطروح، تضم أحد أكبر حقول الألغام في العالم، والذي أقامه الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية لمنع تقدم الألمان واحتلال مصر، وظلت لعقود منطقة مهجورة، إّلا من مدينة صغيرة يسكنها عدد محدود من السكان.

وقررت الحكومة قبل عدة سنوات تطهير حقل الألغام واستغلال هذا الموقع المميز للمنطقة على ساحل البحر المتوسط، وإنشاء واحدة من أحدث المدن الجديدة، والتي أعلن عن افتتاحها رسميا في عام 2018.

وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة الجديدة حوالي 48,130 ألف فدان، وتنقسم إلى ثلاثة قطاعات، قطاع تاريخي، وآخر سكني، وثالث سياحي، ويبلغ عدد السكان المستهدف للمدينة حوالي 2 مليون نسمة، بحسب بيانات رسمية.

وقال محمد مندور، المستشار السابق لوزارة الثقافة المصرية والباحث في التاريخ، لبي بي سي عربي: "منطقة العلمين لها شهرة عالمية وتاريخية، وتُدرس في كل المناهج التعليمية في العالم، كونها شهدت بداية النهاية للحرب العالمية الثانية، لذلك كان على مصر استغلال هذه الشهرة في بناء المدينة الجديدة".

وكان الناقد الفني طارق الشناوي، وهو عضو مجلس أمناء مهرجان العلمين، قال في تصريحات سابقة لبعض القنوات المحلية، إن هذا المهرجان يبرز "التنوع الثقافي الذي يعد مصدراً لقوة مصر الناعمة"، كما أنه "يعيد تقديم هذا التنوع بشكل جديد وأكثر جذبا".

كما يرى مندور أن مهرجان العلمين يعد محاولة مصرية "لإعادة اكتشاف الذات، والتأكيد على الريادة السياحية والثقافية لمصر بوصفها قبلة للفن والثقافة في الشرق الأوسط".

وهناك أهداف أخرى استراتيجية لمصر من إقامة هذا المهرجان في مدينة العلمين، كما يقول محمد مندور، المستشار السابق لوزارة الثقافة المصرية، في حديثه لبي بي سي، تشمل المنافسة في مجال السياحة الترفيهية، وخاصة "أمام منتجعات أوروبية شهيرة، مثل سردينيا في إيطاليا، ونيس والريفيرا في فرنسا، وكذلك منتجعات اليونان".

ويضيف مندور أن مصر "يمكنها أن تكون وجهة جذب سياحي كبيرة انطلاقا من هذه المنطقة لتستقطب هواة الترفيه والسياحة الفاخرة، مثل سياح اليخوت من أثرياء أوروبا".

مهرجان العلمين وموسم الرياض

لكن حتى مع وجود هذه الأهداف الاستراتيجية لمهرجان العلمين، ومع الأنشطة الترويجية الضخمة لهذا المهرجان، لا يمكن إغفال وجود نوع من المنافسة على تحقيق ريادة فنية وترفيهية في المنطقة، وخاصة في ظل الترويج الضخم لموسم الرياض أيضا في المملكة العربية السعودية، والذي يحرص على استضافة أبرز مشاهير الفن والغناء والترفيه، عربيا وعالميا.

وعن حقيقة هذه "المنافسة" المصرية-السعودية في مجال الفن والترفيه، يقول محمد مندور إن التنافس الفني والثقافي "أمر وارد وإيجابي في أحيان كثيرة"، ويؤكد أن السعودية تدرك أهمية مصر كسوق مهم في صناعة الترفية، وتسويق ما سوف تنتجه من أفلام ومسلسلات ومسرحيات، كما أنها تدرك قيمة وأهمية الفنانين والمثقفين المصريين في كل المجالات، وأشار إلى مشاركة موسم الرياض في رعاية مهرجان العلمين.

وأضاف مندور أن الهيئة العامة للترفيه تسعى للدخول بقوة للسوق المصري، سواء في السينما أو الغناء أو الدراما والفن بصورة عامة.

ويأتي مهرجان العلمين قبل نحو شهرين من انطلاق موسم الرياض الذي تنظمه هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، والتي تسعى إلى تحويل المملكة إلى قبلة للسياحة والترفيه وصناعة الفن والثقافة، من خلال الأنشطة التي ستشهدها النسخة الجديدة للموسم في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وتأسست الهيئة العامة للترفيه في عام 2016، برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، وهو مُستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير، ومقرب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت المملكة أكثر اهتماما بتنظيم الحفلات والمهرجانات والعروض المسرحية ضمن "موسم الرياض"، الذي يقيم مئات الفعاليات الترفيهية على مدى شهور، بالإضافة إلى الأحداث الرياضية وسباقات "الفورمولا 1" والمصارعة الحرة، والجولف وغيرها. وترصد السعودية ميزانية ضخمة لاستمرار هذا النشاط المكثف والمفتوح أغلب شهور العام.

وقد أنشات السعودية منذ سنوات قنوات أفلام ومنوعات متخصصة، مثل مجموعة قنوات روتانا، وقنوات إم بي سي، لتعزيز موقعها في صناعة الإعلام والفن، وإن كانت هذه القنوات تعتمد على كثير من الأ ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا