في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي
ألقت الحرب الإسرائيلية على غزة، بظلالها على فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان جرش الذي ينطلق غدا الأربعاء، وقبل الإعلان عن انعقاد دورته والإعلان عن إقامته ارتفعت الأصوات المطالبة بإلغاء فعالياته هذا العام أسوة بإلغائه في العدوان الإسرائيلي على لبنان العام 1982.
وأثار توجيه دعوة لمشاركة الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد إسبر) وإدراج اسمه في الأمسيات الشعرية انتقادات حادة من شعراء له بسبب "موقفه من مناصرة النظام السوري وجرائمه ضد شعبه"، وعلمت الجزيرة نت من مصدر داخل إدارة المهرجان أن أدونيس لم يعتذر ولم يؤكد مشاركته فيما رجح مثقفون أن تكون الضجة التي أثيرت حول مشاركته كانت سببا في عزوفه عن المشاركة.
وقد تواصل الجدل حول إلغاء المهرجان لدورته الحالية ومطالبات لتعديله ليكون منصة وطنية لمناصرة غزة ومطالبات رابطة الكتاب الأردنيين بذلك وهو ما استجابت له إدارة المهرجان بإلغائها للحفلات الفنية التي تقام عادة في المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية المخصص للحفلات الفنية.
وقالت رابطة الكتاب في بيان لها "تؤكد رابطة الكتّاب الأردنيين على التزامها بما ورد في بيانها الأول بخصوص المشاركة في مهرجان جرش، والمرهون بإلغاء الحفل الفني السابق واستبداله بحفل فني وطني ملتزم، إضافة للفعاليات الثقافية، وهو ما قامت به إدارة المهرجان مؤكدة أن الجهات الراعية لهذا المهرجان محلية معروفة".
كما تؤكد رابطة الكتاب أنه في حال الإخلال بهذا الالتزام تعتبر نفسها في حل من هذا الاتفاق، مع التأكيد على موقف الرابطة الصلب والثابت إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وخاصة أهلنا في غزة في صمودهم الأسطوري والملحمي ضد العدوان الصهيوني النازي المجرم.
من جانبه، أعلن مدير المهرجان أيمن سماوي في مؤتمر صحفي أن فعاليات المهرجان "لن تتضمن حفلات غنائية في المسرح الجنوبي، كما سيخصص ريع تذاكر الدخول للمهرجان للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إضافة إلى اقتطاع مبالغ مالية من ثمن اللوحات التي ستباع في معرض الفن التشكيلي لفنانين عرب، دعما لجهودها الإغاثية، وخصوصا في قطاع غزة".
مؤكدا "أنه لا صحة لما يتم تداوله عبر منصات التواصل حول أسماء الشركاء والرعاة الرسميين، مشيرة إلى أن جميع الداعمين والرعاة لهذا العام مؤسسات وطنية أردنية، ولا توجد شركات داعمة لإسرائيل".
وتعدى الجدل إلى الفعاليات الثقافية المصاحبة للحفلات الفنية ومشاركة الشعراء في المهرجان وإدراج أسماء بعضهم دون استشارتهم كما فتحت توجيه دعوة للشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد إسبر) للمشاركة في المهرجان انتقادات واسعة من شعراء اعتبروا أن مشاركته دعم للنظام السوري وجرائمه ضد شعبه. في حين أعلن شعراء في بيانات لهم وعلى صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي عدم مشاركتهم في البرنامج الشعري للمهرجان، بينما فضل الآخرون المشاركة باعتبار أن مشاركتهم إيصال للصوت المقاوم في غزة.
وأعلن الشاعر والصحفي حسين جلعاد في بيان له اعتذاره عن المشاركة، وقال: إن المسؤولية التاريخية التي طالما حملها مثقفو رابطة الكتاب الأردنيين تحتم علينا أن ننظر في السيرورة الدائمة للنضال. لقد كانت كلماتنا طوال الوقت رديفا لفعل المقاومة، وكنا في مقدمة الجماهير التي تدافع عن ثوابت الأمة، وعليه فإنني كنت أفضل أن نعتلي منابر المهرجان لنجعل منه مهرجانا للمقاومة.
وأضاف تحتاج منا غزة أن نصل الليل بالنهار، وأن نخوض معركة الصمود دفاعا عن الشعب المناضل ومستقبل هذه الأمة من مواقعنا ككتاب وشعراء ومثقفين، وهذا موقف يحتم على نخبة المثقفين أن تتقدم الصفوف لا أن تنسحب أو تنأى وتكتفي من الغنيمة بالإياب.
ولفت صاحب "العالي يصلب دائما" إلى أنه كان سيسعده لو أن القبضات الملوحة قد ارتفعت أيضا ضد الشعوبية وأقنعة الطغيان، متابعا أن هذه الأمة العظيمة تحتاج منا أن نقف ضد تزييف الوعي وتغريبه، وأن نتحد ضد رموز التطبيع وعوامل الهدم الشعوبي المتمثلة في دعوة البروفيسور الفرنسي أدونيس، والذي كان قد طرد من اتحاد الكتاب العرب عام 1995 لشبهة التطبيع مع العدو الإسرائيلي في إسبانيا آنذاك.
وأضاف أن الطائفية المقيتة والوعي المنشق لا مكان له بين صفوف الأمة المناضلة في سبيل التحرر من العدو الخارجي والانعتاق من الطغيان الداخلي.
وتابع صاحب المجموعة القصصية "عيون الغرقى" كان بودي لو انصرفت جهود الجدل والنقاش إلى تفكيك اللغم الذي وضع في قلب الثقافة الأردنية، فلا يعقل أننا فيما نحتفل برمز النضال محمود درويش، فإننا نسكت عن "مثقف" (أدونيس) صمت عن دماء غزة ولم يذكر عذابات الفلسطينيين ولو بكلمة، وكان قبلها قد صمت عن عذابات شعبه، بل أنكر عليه شوقه للحرية.
وختم بيانه بالقول إن "الشام لا تقل قداسة عن فلسطين، فدمشق في قلوب الأحرار هي الوجه الأول لنابلس وغزة". إنها شام الله ففيها "بقية المؤمنين والماء".
في السياق نفسه، قال الشاعر باسل رفايعة في صفحته على الفيسبوك أدونيس يُطلُّ علينا في تموز، نجما لقراءات مهرجان جرش الشعري. وهذه فرصة نادرة له ولمن دعاه ربما! لكنها قطعا ليست فرصة للشعر، فهو سمَّمَ الجَمالَ والفنّ والقصيدة بانحيازه المريض لبشار الأسد ونظامه الإجرامي، ولومه الضحايا في المقتلة السورية..!
وأضاف يأتي إلى جرش، لماذا؟ ومَن الذي دعاه، وأي صورة يُراد ترميمها لأدونيس (علي أحمد سعيد). المهرجان، كما أعلن منظموه، منذور لغزة هذا العام، والأردن كله مع غزة ضدّ الإبادة العنصرية الصهيونية، وأيضا مع الجار السوري في مواجهة نظامه المجرم.
وتابع غزة ودمشق بالنسبة لأدونيس مجرد مكانين في العالم الثالث، فيهما مساجد يتجمّعُ فيها الناس للصلاة، وهم على أي حال فائض سكاني، لا يفهم عوالمه الشعرية "يتّكئ السجن على قَملتين: إحداهما حبلى، وتلك التي ماتت تصبّ الأكل في قصعتين".
ولفت إلى أنه عندما بدأت الثورة السورية، كان أول المعارضين لها، وكان واضحا وتافها في انحيازه للمجرم والجريمة. قال إنه لا يمكن أن يؤيد "ثورة تنطلق من المساجد". وهي ثورة انطلقت من المدارس والحارات، ومن ضراوة القمع والاستبداد الأسدي، ومن المساجد أيضا..!
وأضاف "يُريد أدونيس في الـ94 جائزة نوبل في الآداب، بأي ثمن، بأي عار. المساجد لا تصلح حتى أمكنة يتجمّع فيها البشر. مواجهة القمع السياسي فوضى وتخريب. يطالب بثور ....