لأكثر من عقد وعائلة "أبو عيا" يرتبط اسمها بحرفة الأسلحة وصيانتها؛ حتى أصبحت الاسم الشهير والمتعارف عليه في حرفة صيانة الأسلحة على مستوى منطقة الباحة.
زارت "سبق" العم أحمد أبو عيا في محله الواقع بمنزله بمنطقة الباحة، وتعرفت على أسرار هذه الحرفة المتوارثة من الأجداد إلى الآباء ومنها للأبناء؛ فقال لـ"سبق": "أعمل في هذه الحرفة لأكثر من 50 عامًا ورثتها عن والدي الذي ورثها عن جدي -رحمة الله عليهما- لمدة تتجاوز 100 عام؛ إذ بدأت في الحرفة في عام 1390هـ حتى هذه اللحظة؛ حيث كنت أعمل مع والدي وأقوم بمساعدته".
وأضاف: "هناك أحد أبنائي الآن يقوم بنفس عملي ولديه الخبرة الكافية، بالإضافة إلى عمله السابق في وزارة التعليم وهي نفس وظيفتي التي كنت أعمل فيها سابقًا لمدة تتجاوز 30 عامًا".
وتابع: أقوم -بفضل الله- بصيانة جميع أنواع الجنابي والأسلحة الخفيفة والهوائية القديمة والحديثة؛ شرط توفر تصريح من جهة الاختصاص لمن يرغب في الصيانة، وهناك أسلحة قديمة جدًّا من عهد مؤسس المملكة -طيب الله ثراه- الملك عبدالعزيز أقوم بصيانتها مثل (المزرفل، والمشوك، وأبو فتيل) حيث تطورت إلى الأسلحة الحديثة.
وأردف حول قطع الغيار للأسلحة: أقوم بصناعة بعضها، وأحيانًا آخذ من الأسلحة القديمة وأغذي بها الأسلحة التي تحتاج إلى صيانة وأقوم بتصنيع جرم الأسلحة بأنواعها كاملة.
وحول رغبة السيدات بالعمل في هذه الموروث، قال إن خوف النساء من الأسلحة قطع الرغبة لديهن للعمل في هذه المهنة، وأخشى عليها من الاندثار بسبب قلة شغف الجيل الجديد للتعرف على هذا الموروث والحفاظ عليه.
وأكد أن صيانة السلاح ضرورية جدًّا بين فترة وأخرى وعلى يد مختص؛ لضمان سلامة من يقوم بالصيانة وأيضًا للحفاظ على جودة السلاح، ويجب حفظ السلاح في مكان بعيد عن الأطفال وفي موقع أمين.
وجدد خشيته من أن ينقطع هذا الموروث لعدم رغبة الجيل الحالي فيه، وقال: لم يبقَ حاليًا إلا أنا وابني الذي يعمل معي في هذه الحرفة، بالإضافة إلى مهنته الحالية بوزارة التعليم.
وأعلن استعداده للقيام بتدريب من يرغب في الحفاظ على هذا الموروث إذا وُجدت مؤسسة أو جهة تتبنى هذه الفكرة وتخصيص موقع مجهز للتدريب.
وقدّم شكره لحكومة خادم الحرمين وقطاعات الدولة لسهولة وجودة الخدمة عند الحصول على التصاريح اللازمة لافتتاح المحل والدعم الكبير منهم للحفاظ على هذا الموروث.