في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي
يقول خبراء إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيتبنى سياسة خارجية أكثر انعزالا عن الحلفاء -باستثناء إسرائيل– في حال عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، مؤكدين أنه سيعيد تطبيق مبدأ "الدفع مقابل الحماية".
ويستند هؤلاء في حديثهم إلى اختيار ترامب السيناتور جي دي فانس لشغل منصب نائب الرئيس حال فوزه في الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، لأنه من أشد معارضي سياسية الإنفاق الدفاعي على الحلفاء الأوروبيين لكنه في الوقت نفسه داعم قوي لإسرائيل.
وقد ألقى فانس كلمة أمس الأربعاء في ثالث أيام مؤتمر الحزب الجمهوري أشاد فيها بأفكار ترامب وقال إن وسائل الإعلام الأميركية لم تكن نزيهة بالكامل في التعامل مع ما حققه الرجل من إنجازات خلال فترته الرئاسية السابقة.
وألقى دي فانس باللائمة ضمنا على الرئيس جو بايدن في محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب السبت الماضي، مشيرا إلى وصفه للمرشح الجمهوري بأنه "خطر على الديمقراطية".
ووفقا لمراسل الجزيرة فادي منصور، فإن دي فانس ليس معروفا لدى كثير من الأميركيين لأنه دخل السياسة متأخرا عندما انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو قبل عامين فقط.
وقال منصور إن دي فانس سيستخدم غالبا خلفيته كرجل عصامي عاش بلا والد في بيئة فقيرة وربته أم مدمنة على المخدرات ثم تخرج في أرفع الجامعات الأميركية وخدم عسكريا في العراق.
وأضاف منصور أن دي فانس سيحاول من خلال هذا الخطاب القول إنه يجسد الحلم الأميركي من أجل جذب أصوات الطبقة العاملة البيضاء خصوصا في الولايات "ذات الصدأ" (ويسكنسون وميشيغان وبنسلفانيا) التي يراها ترامب مهمة جدا لأنه خسرها أمام بايدن في الانتخابات السابقة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن الحزب الجمهوري في ظل ثنائية "ترامب- فانس" يمثل النسخة الأكثر انعزالية في تاريخه، مشيرا إلى أنه يتبنى فكرة تولي أوروبا أمنها والإنفاق عليه.
الأمر نفسه مع أوكرانيا، التي يقول هاشم إن ترامب لن يواصل تزويدها بالمال أو السلاح وإنه سيدفع باتجاه وقف الحرب لأن روسيا لا تمثل تهديدا وجوديا لأوروبا ويمكن إقرار سلام بينهما.
مقابل ذلك، يتبنى ترامب وفانس دعم إسرائيل غير المشروط أو المقيد في حربها على قطاع غزة والسماح لها بمواصلة العمل حتى تحقيق كل أهدافها.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" فإن ترامب لم يقدم إستراتيجية واضحة بشأن القضية الفلسطينية، وقد شكك خلال لقاء مع بعض المانحين في جدوى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
كما وعد ترامب بتعامل أكثر صرامة مع الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب في الجامعات الأميركية، وقال إنه سيطرد أي طالب يمارس الاحتجاج من البلاد.
وتعليقا على هذه المواقف، قال منسق العلاقات العربية في حملة ترامب الانتخابية مسعد بولس إن ترامب أعلن بوضوح أنه سيركز بالأساس على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه سينهي الحرب على غزة وسيحسم القضايا الأمنية بين إيران ودول الخليج وأيضا بين الصين وتايوان وصولا إلى أزمة صواريخ كوريا الشمالية.
وفيما يتعلق بالموقف من فلسطين، قال بولس خلال نافذة تقدمها الجزيرة من الولايات المتحدة إن ترامب منح السلام أولوية خلال فترته الرئاسية الأولى وتوصل لـ4 اتفاقات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية وكان يحاول التوصل لحل الدولتين.
إلى جانب ذلك، فقد تعهد ترامب صراحة -والحديث لبولس- "بالعمل على وقف الحرب في غزة حتى قبل توليه مهامه الرئاسية رسميا لأنه يرفض سقوط المدنيين في أي حرب".
لكن بولس قال في الوقت نفسه إن ترامب أو أي رئيس أميركي بغض النظر عن انتمائه سيدعم إسرائيل قولا واحدا لأن هذا الأمر يمثل المصالح الإستراتيجية الأميركية.
لكن الدكتور خليل العناني -أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوب هوبكينز- يرد على حديث بولس، بقوله إن ترامب لم يكن يسعى إلى السلام في المنطقة وإنما إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي ستقضي على فكرة الدولة المستقلة تماما.
ليس هذا وحسب، فقد أشار العناني أيضا إلى أن ترامب كان الرئيس الأميركي الوحيد "الذي تجرأ على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالجولان السوري المحتل كأرض إسرائيلية، وبمستوطنات الضفة الغربية كأرض إسرائيلية".