آخر الأخبار

المدير العام لمجمع "توسيالي الجزائر": "نهدف لجعل الجزائر قطبا عالميا في صناعة الحديد"

شارك الخبر

الجزائرالٱن _قال المدير العام لمجمع “توسيالي الجزائر” للحديد والصلب، آلب توبكوغلو، أنّ منجم غار جبيلات يعتبر “نعمة” للشراكة الجزائرية التركية في مجال إنتاج الحديد، مشيرا إلى أنّ الجزائر تعمل في المرحلة الراهنة على استغلال جميع إمكاناتها من الثروات المعدنية بكلّ أشكالها.

وأضاف توبكوغلو في حوار مع “العربي الجديد”، أنّ منجم غار جبيلات يتميز بخصائص كيميائية عالية الفوسفور تتطلب معالجة مسبقة لاستخراج المادة الخام وهي خام الحديد، مؤكدا أنّ مجمع “توسيالي” يخصص استثمارات مهمة في هذا الاتجاه، تُرجمت مؤخراً من خلال إنجاز مصنع لمعالجة المعادن وخام الحديد على مستوى ولاية بشار.

“غار جبيلات نعمة على الشراكة الجزائرية التركية في إنتاج الحديد”

وتابع المسؤول التركي: “الإمكانيات التي يتوفر عليها منجم غار جبيلات أكّدتها السلطات العمومية في مناسبات عديدة، ولا سيما موازاة مع مشروع نقل منتجه من خام الحديد عبر السكك الحديدية من تندوف إلى غاية مصنع المعالجة في ولاية بشار، بقدرات أولية تصل إلى 500 ألف طن.”

“مستعدون للتعاون مع كل شركة تحمل شعار صنع في الجزائر”

وأردف: “بمجرد معالجة هذا الخام من الحديد والتخلّص من أجزائه الفوسفورية، سينقل إلى مركبنا بولاية وهران، وبالتحديد في منطقة بطيوة، أين تتم عملية التحويل لإنتاج الحديد بمختلف أنواعه واستعمالاته.”

وأكد المتحدث أنّ إنتاج “توسيالي الجزائر” من غارجبيلات سيرفع إنتاج الجزائر من الحديد إلى 8 ملايين طن من الحديد، جزء منها مستخرج من مناجم وطنية، ما من شأنه تقليص تكاليف نقل الخام من الحديد المستورد وشحنه.

وكشف المتحدث أنّ الطاقة السنوية لإنتاج “توسيالي الجزائر” الإجمالي يقترب من 4 ملايين طن من الحديد، يضم تشكيلة متنوعة، كما يعتزم المجمع إطلاق خط لإنتاج مسطحات الحديد خلال النصف الثاني من سنة 2024، في سياق العمل على الرفع من وتيرة الإنتاج وتكثيف النشاط وولوج الأسواق الخارجية وتحويل البلاد إلى قطب في صناعة الحديد.

وأشار إلى أنّ خط الإنتاج لمشروع توسيع المنتجات وتنويعها يجسد من خلال تصنيع مسطحات الحديد، سيدخل حيز الاستغلال خلال السداسي الثاني من هذا العام، موازاة مع ارتفاع عدد العمال ليصل إلى 6500 عامل.

استراتيجيتنا تهدف إلى توسيع الاستثمار

وكشف المدير العام لمجمع “توسيالي الجزائر” عن استراتيجية المجمع، التي تقوم على إعادة الاستثمار، فكل الأرباح المسجلة تضخ مجدداً في مشاريع محلية، ومن الطبيعي ضمن هذا المبدأ برمجة مشاريع التوسعة، كما هو الشأن في ما يخص مصنع الجديد لإنتاج الصفائح المسطحة، الذي ينتج مليوني طن من صفائح الحديد، توجّه لتغطية الطلب المحلي والتصدير نحو أسواق خارجية كذلك، كما يشغل المصنع 2000 عامل بطريقة مباشرة، بصرف النظر عن حوالي 14 ألف منصب عمل آخر بطريقة غير مباشرة.

وأكد توبكوغلو، أنّ الصفائح الحديدية التي سيتم الانطلاق في إنتاجها خلال الأيام المقبلة ستعوض بشكل محسوس الواردات الجزائرية، حيث يرتفع الطلب على هذا النوع من منتجات الحديد، خاصة في صناعة الأجهزة الكهرومنزلية، صناعة السفن، الصناعة العسكرية فضلاً عن مجال البناء ولا سيما عند استخدام الهياكل المعدنية.

ومن المتوقع أن تقدر قيمة الاستثمار لإنجاز الوحدة الصناعية الجديدة في منجم غار جبيلات ما بين 120 و150 مليون دولار، في مرحلة أولية للانطلاق في تنفيذ المصنع الذي ينتج 500 ألف طن من الحديد سنوياً، والتي تُمكِّن الاقتصاد الجزائري من الحفاظ على العملة الصعبة بما يعادل 60 مليون دولار سنوياً.

وحسب المتحدث، سيوجّه إنتاج المصنع بتشكيلته المتنوعة، في مرحلة أولى، إلى تغطية الاحتياجات الوطنية من الحديد والصلب، كما سيتوجه جزء من الإنتاج إلى توفير احتياجات قطاع الصناعة الميكانيكية وتغطية الطلب على الحديد لفائدة مصانع السيارات المقبلة، ومن ثم الانتقال من مرحلة التركيب إلى التصنيع ورفع نسبة الإدماج لهذا القطاع.

الحديد والصلب يحقق للجزائر ثاني مدخول بعد المحروقات

وحسب المدي العام لمجمع “توسيالي الجزائر”، فإنّه من الصعب تحديد أرقام إنتاج الحديد بالطن، بين حصص السوق الداخلية والواردات، وذلك يعتمد على النسب المئوية، فالاحتياجات الجزائرية تفوق 50% من الإنتاج، وهذه جزئية لا يمكن إغفالها، بينما يعتبر “توسيالي الجزائر” واحداً من بين المنتجين الثلاثة الرائدين في سوق الحديد والصلب.

واعتبر المتحدث أنّ حصة السوق الداخلية من إنتاج “توسيالي الجزائر” مهمة، ويجب تغطية احتياجاتها بصفة أولية، هذا ما ينص عليه القانون الساري العمل به.

أمّا ما يخص صادرات “توسيالي الجزائر” فإنّ أرقام ومؤشرات إدارة الجمارك ووزارة التجارة تشير إلى أنّ “توسيالي الجزائر” تعتبر أول مصدر جزائري خارج قطاع المحروقات، فقد حقق أرقاماً مهمة في هذا المجال، يقول توبكوغلو أنّها مجرد بداية لمغامرة جميلة في الأسواق الدولية.

وتسعى “توسيالي الجزائر” التواجد في جميع القارات، فقد تمكنت من تسويق منتجاتها في العديد من البلدان على غرار رومانيا، كندا، الصين فضلاً عن إفريقيا. ويؤكد المتحدث أنّ الأهم أيضاً في استراتيجية المجمع هو الحضور على مستوى هذه الأسواق بمعايير جودة عالمية تتميز بها منتجاتها، موازاة مع الاستقرار في الإمدادات والعرض.

ويضيف، أنّ وجود الجزائر في القارة الإفريقية وفي حوض البحر الأبيض المتوسط يجعل المجمع يخصص الأولوية لهذه المناطق، فضلاً عن كون “توسيالي الجزائر” متناغماً مع توجهات الحكومة ونظرتها إلى التجارة الخارجية، وعلى هذا الأساس أينما وجد قنوات جديدة لتصدير منتجاته إلى إفريقيا فسيكون جاهزا، خاصة بالنظر إلى إمكانيات النمو الكبيرة المتوفرة في هذه السوق الواعدة.

يضاف إلى هذا كله الفرص التي تتيحها المنطقة الإفريقية للتبادل الحر “زليكاف” في سياق إيصال منتجات “توسيالي” بأسعارها التنافسية إلى الأسواق الإفريقية. حسب المدير العام للمجمع.

مستعدون للتعاون مع أي شركة ترفع شعار “صنع في الجزائر”

وبخصوص منتجات الحديد التي ينتجها مصنع وهران، كشف آلب توبكوغلو، عن تشكيلة متنوعة من منتجات الحديد والصلب، أبرزها الأكثر طلباً على مستوى السوق المحلية، مثل: الدائرة الخرسانية وسلك الماكينة والأنابيب اللولبية، وقريباً الفولاذ المسطح، كما يعتبر “توسيالي الجزائر” أحد أهم شركاء مصنع “فيات الجزائر”

وأوضح المتحدث أنّ “توسيالي الجزائر” يعد شريكاً لكلّ المصنّعين من دون أدنى استثناء، حيث يسعى لتوفير منتجاته للمتعاملين الذين يحتاجون إليها، فكل أنواع منتجات الحديد والصلب استراتيجية وضرورية في نشاطات مختلفة واستخدامات عدة، ومن هذه المنطلقات توفر الشركة منتجات حديدية لكل المتعاملين الطالبين لها بصرف النظر عن حجم النشاط، بداية من أبسط النشاطات وصولاً إلى الصناعات الكبرى كما هو الشأن في ما يخص القطاعات الميكانيكية وإنتاج الأجهزة الكهرومنزلية التي يعد فيها منتجات الحديد أحد أهم موادها الأولية الأساسية.

ومن هذا المنطلق ـ يقول توبكوغلو ـ فإنّ شركاءنا متنوعون، فنحن منفتحون للتفاوض مع جميع من يرغب في استعمال إنتاجنا من الحديد والصلب، خاصة الشركات الجزائرية ممن تسعى لتطوير الصناعة المحلية وترقية شعار “صنع في الجزائر”.

أكبر تحد هو جعل الحديد والصلب الجزائري مطابقا للمعايير الدولية

وعن التحديات الكبرى التي تواجه مجمع “توسيالي الجزائر”، اعتبر مديره أنّ أبرز تحدٍّ يواجهه هو جعل الحديد والصلب المنتج محلياً مطابقاً للمعايير العالمية، من خلال الاهتمام بالنوعية ورفع، تبعاً لذلك، قيمة تنافسيتها على مستوى الأسواق الدولية، موازاة مع الفرص التي تتيحها انخفاض تكلفة إنتاجها مقارنة بنظيراتها عبر العالم.

تحدٍّ آخر يواجه المجمع، حسب مديره، متعلق بالاقتصاد الجزائري، ويتمثل في جعل “الثورة الصناعية” شيئاً ملموساً، اعتماداً على تطوير جملة الفروع الإنتاجية الصناعية، التي يعتبر فيها إنتاج الحديد والصلب محورياً، هذا الأمر يمر حتماً عبر الحثّ على الإنتاج وتشجيعه وتسهيل التصدير نحو الخارج.

ولا يمكن في هذا الإطار إغفال تحدي حماية البيئة، وهو ما يجسده “توسيالي الجزائر” من خلال خطته في إدراج مصادر الطاقة الخضراء في سلسلة الإنتاج التي تحترم حماية المحيط وتساهم في ترشيد استهلاك الطاقة.

-وعن علاقة المجمع بالتكنولوجيا الحديثة، قال آلب توبكوغلو، أنّ التدريب هو حجر أساس النجاح، فهو أول الأولويات، انطلاقاً من أنّ قطاع صناعة الحديد والصلب منفتح على العديد من التخصصات وتفرض النشاطات الميدانية التحكم في جملة من الأشغال قد تكون معقدة في بعض الأحيان. مشيرا إلى أنّ المجمع يحرص على تكوين (تدريب) فرقه باستمرار في جميع فروع النشاطات سواء على مستوى مواقع الإنتاج أو ضمن دورات تكوينية متخصصة.

وكشف المتحدث أنّ “توسيالي الجزائر” تحصل على أهم الشهادات العالمية، ويملك تكنولوجيا “دري دايركت ريدوس أيرون” التي تعتبر حصرية على مستوى كلّ من إفريقيا وأوروبا.

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا