آخر الأخبار

نهائي تعيس في يوم كبير!

شارك الخبر

الجزائرالٱن _ نهائي كاس الجمهورية الذي جمع مولودية الجزائر بطل الدوري و الوصيف شباب بلوزداد لم يرقى الى مستوى تطلعات عشاق الكرة في الجزائر ، ولا الى مستوى سمعة الناديين رغم توفر كل الظروف التنظيمية والجماهيرية، ولتغطية الأعلامية الواسعة، والحضور الرسمي لرئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة ، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال والشباب ، التي كانت فرصة لتقديم طبق كروي يليق بالموعد والحضور و عراقة الفريقين وجماهيريتهما الكبيرة في الجزائر، لكن الطبق لم يكن لذيذا ولا جميلا ، انتهى بهدف لصفر للشباب ، وبوجه شاحب للمولودية رغم توفرها على أرمادة من اللاعبين المتميزين بقيادة النجم يوسف بلايلي الذي لم يكن في مستوى تطلعات عشاقه .

صحيح أن نهائيات الكرة تفوز بها الأندية ولا تلعبها وهو الذي فعله شباب بلوزداد ، في حين لم تلعب المولودية ولم تفوز ، ولم يقدم الفريقان الطبق المرتقب مثلما تعودنا في كل ديربيات النهائيات سواء كان عاصمية أو غيرها ، فكانت المحصلة فرحة بلوزدادية على التتويج التاسع، وخيبة جماهير المولودية على تضييع الثنائية وخسارة النهائي للمرة الثانية في ظرف عشر سنوات، وفرحة نهاية موسم لم تكتمل بعد تتويج الفريق بلقب الدوري المحلي وتدشين ملعبه الجديد في الدويرة، ورغم توفره على أحسن اللاعبين وامكانيات مالية ، لا يتوفر عليها حاليا سوى شباب بلوزداد ، ما سمح لهم باستقطاب أفضل اللاعبين والسيطرة على الدوري المحلي في الخمس سنوات الماضية.

قد يقول البعض بأن ما شاهدناه يعكس المستوى العام للكرة الجزائرية من الناحية الفنية، ولم يكن بامكان الشباب والمولودية تقديم مستوى أفضل ، ويقول البعض الآخر أن تأخير موعد النهائي لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد نهاية الدوري أثر على لياقة اللاعبين وتركيزهم ومردودهم في المباراة النهائية رغم توفر كل التوابل الضرورية لمثل هذه الأحداث ، بينما لا يجد البعض الأخر تبريرا للمستوى التعيس فوق الميدان والنرفزة التي ظهرت على بعض لاعبي المولودية الذين فقدوا توازنهم وأعصابهم أثناء المباراة وعند نهايتها ، ولم يظهروا بالوجه الذي سمح لهم بالسيطرة على الدوري والتتويج به بفارق كبير حتى على الوصيف شباب بلوزداد.

الحضور الجماهيري الكبير الذي تحلى بالروح الرياضية و صنع أجواء احتفالية في المدرجات وكل أحياء العاصمة قبل المباراة وبعدها، أنقذ الموقف نسبيا رغم الارهاق الذي أصاب المناصرين بسبب دخولهم المبكر للملعب ، وعدم رضاهم على المستوى العام للمباراة ، ومع ذلك كان أدائهم أفضل من أداء اللاعبين فوق الميدان كالمعتاد في مناسبة تحمل من الخصوصية في الأوساط الفنية و الاعلامية والجماهيرة، و تحمل من الرمزية في الأوساط الرسمية ما يجعلها موعدا كبيرا من كل الجوانب يكون فيها الخاسر رابحا والمتوج رابحا أيضا، خاصة وأنها ارتبطت هذه السنة باحتفالات ذكري عيد الاستقلال والشباب بعد أن حجبتها لسنوات ظروف سياسية واجتماعية مرت بها الجزائر في السنوات الماضية. 

تعاسة النهائي لا تقلل من قيمة تتويج شباب بلوزداد التاسع في تاريخ النادي بقيادة المدرب البرازيلي باكيتا الذي أحسن التعامل مع مجريات المباراة النهائية مؤكدا لمسته التي قادته من قبل الى التتويج بلقب الدوري أربع مرات متتالية، في حين فشل مدرب المولودية الفرنسي أمير بوميل في تحضير لاعبيه للنهائي و اعادة تحفيزهم ، حيث ظهر عجزهم في رد الفعل ورفع الريتم واضحا رغم أنهم كانوا الأفضل طيلة الموسم المنقضي ما سمح بعودة جماهيره الى المدرجات بشكل لافت ، أعاد الروح لدوري جزائري لم يعد يكفيه تشييد المرافق والملاعب اذا لم يشهد اصلاحا جوهريا على مستوى تسيير الأندية وتكوين اللاعبين والمسيرين والحكام والاداريين ، وعلى مستوى تسيير المسابقات من قبل الاتحادية والرابطة، ولم ترافقه صحافة رياضية تمارس اعلام محترم ومحترف، و تقوم بواجبها المهني والأخلاقي في الاعلام والترفيه والتثقيف، بعيدا عن الشوفينية والتعصب والتحريض والتهييج .

شارك الخبر

إقرأ أيضا