كأس العالم للرياضات الإلكترونية: انطلاق البطولة في السعودية يثير انقسامات بسبب المثليين


مصدر الصورة

دافع رئيس مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت، عن قرار انطلاق البطولة في السعودية.

واجتمع مئات اللاعبين في العاصمة الرياض للتسابق في البطولة المستمرة على مدى ثمانية أسابيع، وذلك أملاً في الحصول على نصيب من الجوائز التي تقدّر قيمتها بنحو 60 مليون دولار بتمويل من السعودية.

لكنْ نشأت انقسامات فيما بين اللاعبين، والمؤثرين عبر السوشيال ميديا، وحتى المشجعين بخصوص إقامة هذه المسابقة العالمية الكبرى على أرض السعودية، نظراً لموقفها من حقوق المثليين.

وقال منتقدون إن تدشين السعودية بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هو مثال على "الغسيل الرياضي"، مضيفين أن المملكة تستثمر بسخاء في تدشين فعاليات كبرى من أجل تشتيت الأنظار عن سِجلها في مجال حقوق الإنسان.

وفي حديث مع بي بي سي، قال رالف رايشرت إنه يرغب في طمأنة اللاعبين والمشجعين المثليين الذين سافروا إلى السعودية لحضور البطولة بخصوص مخاوف تتعلق بأمنهم في المملكة.

وقال رايشرت: "الجميع هنا محل ترحيب"، مردداً تصريحات سابقة أدلى بها وزير الرياضة السعودي عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود.

وأضاف: "بإمكان الجميع المشاركة في المسابقة ولن يتعرض أحد للتمييز. هذا وعد يمكننا أن نعطيه".

لكنه استدرك قائلا إن "في كل بلد في العالم، هناك عادات محلية ومعايير ثقافية مختلفة، يتعين مراعاتها".

وتابع: "وعليه، فإن ما نقوله لكم هو: لا تكشفوا عن اختلافكم الثقافي .. تصرفوا كما يتصرف المحليون مراعاة لثقافتهم. وأظن أن هذا متفاهَم عليه في أي مكان في العالم".

"مرحبا بالجميع"

رفض عدد من اللاعبين المشاركة في هذه البطولة العالمية، فيما أعربت أسماء لامعة في مجتمع الرياضات الإلكترونية عن معارضتها للحدث.

لكن آلاف المشجعين لا يزال متوقعاً حضورهم إلى السعودية، فيما يُتوقع أن يشاهد عددٌ أكبر مسابقات البطولة أثناء بثّها مباشرة عبر منصتَيّ يوتيوب وتويتش.

واستناداً إلى 27 عاما من الخبرة في مجال الرياضات التنافسية، يقول رالف رايشرت إنه يعتقد أن هذه البطولة ستكون لها آثار إيجابية على الرياضات الإلكترونية.

وشهد الإقبال على الرياضات الإلكترونية تراجعاً بعد ازدهار أثناء تفشي وباء كورونا، وتوقفت فِرقٌ رياضية عن العمل وقلّ تنظيم المسابقات نظراً لنقص التمويل.

وأعرب رايشرت لبي بي سي، عن أمله في أن يثمر الجمع بين العديد من الألعاب في مكان واحد عن تجميع الكثير من المشجعين في مكان واحد أيضا.

وقال رايشرت: "بإمكاننا تجميع المشجعين من كل أنحاء العالم ليتحدوا على شيء واحد ويتبادلوا الأفكار والاستراتيجيات بخصوص كل هذه الألعاب".

وأضاف: "ربما كانت هذه فرصة سانحة لتصعيد هذه الألعاب الرياضية الإلكترونية للمستوى العالمي، ولكي تنتزع اعترافا عالميا".

ويعّد "تيم ليكويد" أحد أكبر فِرق الرياضات الإلكترونية في العالم، وسيشارك في هذه البطولة.

وفي اليوم الأول من المنافسات، حرص لاعبو فريق تيم ليكويد على ارتداء شارة المثليين دعماً لحقوقهم.

وفي حديث لبي بي سي، وصف الرئيس التنفيذي لفريق تيم ليكويد، ستيف أرهانسيت، قرار المشاركة من عدمه في هذه البطولة بـ "التحدي الكبير والصعب".

وقال أرهانسيت إن فريق "تيم ليكويد مؤسَس على قيم الاحتواء والشمولية".

وتساءل أرهانسيت: "كيف نحافظ على قيمنا في منطقة من العالم تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان؟"

وخلص أرهانسيت إلى أن القرار النهائي للفريق كان هو الحضور للبطولة واستخدام فعالياتها كمنصّة لإظهار الدعم لمجتمع المثليين.

وبصفته رجلاً مِثليّا، قال أرهانسيت إن هذه البطولة تمثل حدثا مُهمّاً له ولكثير من ممارسي الرياضات الإلكترونية.

وبين كل خمسة من لاعبي الرياضات الإلكترونية، ثمة لاعب واحد ينتمي لمجتمع المثليين، بحسب مسح قامت به مجموعة غلاد الحقوقية المعنية بالدفاع عن مجتمع المثليين، بالتعاون مع شركة نيلسن لاستطلاعات الرأي.

يقول أرهانسيت: "ربما هناك عدد من اللاعبين المثليين سيشاهدون كيف يرتدي فريق تيم ليكويد شارة المثليين على نحو غير مسبوق".

"هذه هي الأصوات التي نحتاج سماعها هناك"

وجهة نظر ستيف أرهانسيت تتبناها أيضا إحدى أشهر لاعبات الرياضات الإلكترونية في المملكة المتحدة، إمّا، التي تُعرف كذلك عبر الإنترنت باسم "إمزي".

وفي دورة ألعاب الكومنولث التي أقيمت في برمنغهام 2022، حصدت إمزي الميدالية الذهبية في رياضة كرة القدم الإلكترونية لصالح أيرلندا الشمالية.

وترى إمزي أنه من العار أن يُحجم عدد كبير من اللاعبين عن المشاركة في هذه البطولة.

وتقول: "أشعر أن هؤلاء هم الأصوات التي نحتاج سماعها هناك".

وتضيف بأن بطولة "كأس العالم للرياضات الإلكترونية ستقام شئنا أم أبينا".

وبصفتها امرأة عابرة جنسيا، ترى إمزي أهميةً خاصة في حضور لاعبين من أمثالها ومشاهدتهم، حتى لو لمجرد المشاهدة هذه المرة.

وتقول إمزي إن مكان إقامة البطولة لا ينبغي أن يقف عائقا أمام الفُرص التي يمكن أن يُهيّئها تنظيم مثل هذا الحدث الضخم.

"لا مرحبا بكم"

رغم إيجابية أبداها البعض، لا يزال هناك كثيرون متشككين. ومن هذه الفئة الأخيرة، إيمي، والتي تشتهر عبر الإنترنت باسم كابتن فلوك.

وتعدّ إيمي من مشاهير الألعاب الرياضية الإلكترونية الذين أعلنوا معارضتهم إقامة كأس العالم في السعودية.

ولا تشكك إيمي في صِدق رئيس مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، رالف رايشرت إذ يقول إن الجميع محل ترحيب، ولكن إيمي لا تعتقد أن رايشرت قادر على ضمان سلامة الجميع.

تقول إيمي: "للأسف المخاطر هي شيء أكبر من أن يسيطروا عليه فيما أعتقد".

وإيمي هي امرأة عابرة جنسيا، وتقول إن أصدقاء لها سألوها النصيحة بخصوص المشاركة في البطولة من عدمه، وتؤكد أنها تتفهّم لماذا اختار كثيرون أن يشاركوا.

لكن من وجهة نظر إيمي، فإن انطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية ترك ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

إقرأ أيضا