قبل 30 سنة.. أنهت أوكرانيا وجود جمهورية القرم

مع نهاية الحرب الأهلية الروسية وانتصار السوفيت، حصلت شبه جزيرة القرم على وضع جمهورية اشتراكية سوفيتية مستقلة صلب الاتحاد السوفيتي. وخلال الحرب العالمية الثانية، عمد القائد السوفيتي جوزيف ستالين لتهجير تتار القرم من المنطقة واتجه مع نهاية الحرب لتجريد القرم من وضعها الإداري كجمهورية ذاتية الحكم تزامنا مع منحها وضع أوبلاست صلب جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. وبحلول شباط/فبراير 1954، أقدم القائد السوفيتي نيكيتا خروتشوف على ضم القرم لجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية.

خريطة من موسوعة برتانيكا لشبه جزيرة القرم

ظهور جمهورية القرم سنة 1992

حافظت القرم على وضعها صلب أوكرانيا لحدود العام 1991. فخلال تلك السنة، شهدت القرم استفتاء لزيادة الحكم الذاتي داخل شبه الجزيرة من خلال إعادة تأسيس جمهورية القرم الاشتراكية السوفيتية. وبهذا الاستفتاء، صوت 94% من الناخبين بالقرم بنعم. وعلى إثر ذلك، أعلن برلمان القرم أن المنطقة جزء ذو سيادة تابع لأوكرانيا.

وبفترة تميزت بتقهقر الاتحاد السوفيتي وقرب انهياره، أسس يوري ميشكوف (Yuriy Meshkov) حركة جمهورية القرم واتجه لجمع توقيعات عدد من كبار المسؤولين السوفيت بهدف إجراء استفتاء عام أملا في إعادة الوضع الجمهوري للقرم وسيادتها.

صورة ليوري ميشكوف

أواخر شباط/فبراير 1992، غير برلمان القرم اسم المنطقة من جمهورية القرم الاشتراكية السوفيتية ذاتية الحكم إلى جمهورية القرم. وبالفترة التالية، سن برلمان القرم دستورين رفضهما البرلمان الأوكراني بشدة. وبحلول حزيران/يونيو 1992، توصل الطرفان لاتفاق يقضي بأن تحصل شبه جزيرة القرم على قدر كبير من الحكم الذاتي مقابل بقائها تابعة لأوكرانيا.

خلال الأشهر التالية، شهدت العلاقات بين أوكرانيا وسكان القرم تدهورا كبيرا. فأواخر العام 1992، أنشأت أوكرانيا مكتب ممثل الرئاسة الأوكرانية بالقرم مثيرة بذلك غضب سكان هذه المنطقة. وعقب انتخاب يوري ميشكوف، المؤيد لروسيا، رئيسا بالقرم، منحت السلطات الأوكرانية مطلع العام 1994 مهلة زمنية للسلطة التشريعية بالقرم لتغيير قوانينها وجعلها ملائمة مع القوانين الأوكرانية. وعلى الرغم من كل هذه التدابير، اتجه يوري ميشكوف لإعتماد سياسة تميزت بالتقرب من موسكو.

صورة لبوريس يلتسن

تدخل أوكرانيا بالقرم

وأمام هذا الوضع، نأت روسيا، أثناء فترة الرئيس بوريس يلتسن (Boris Yeltsin)، بنفسها عما يحدث بالقرم ورفضت التدخل مؤكدة على أن القرم جزء من أوكرانيا. وخلال مؤتمر بودابست للضمانات الأمنية، أكدت روسيا على احترام استقلال أوكرانيا وسيادتها على جميع أراضيها.

إلى ذلك، شهدت جمهورية القرم عقب انتخاب يوري ميشكوف العديد من الاضطرابات السياسية. فبسبب تزايد نفوذ الأخير، عمد برلمان القرم لإصدار تعديل لحصر صلاحيات ميشكوف. وعقب هذا القرار، عمد ميشكوف لإعلان حل البرلمان وتنصيب نفسه قائدا مطلقا للقرم.

ستالين رفقة خروتشوف

وأمام هذا الوضع، اتجهت أوكرانيا للتدخل فألغت اسم جمهورية القرم وأعادت تسمية المنطقة بجمهورية القرم ذاتية الحكم. وبعدها ببضعة أسابيع، عينت كييف رئيس وزراء جديد للقرم وعمدت في الفترة نفسها لإلغاء دستور القرم. لاحقا، تدخلت القوات الأوكرانية ضد ميشكوف واعتقلته بمنزله قبل إرساله لموسكو.


إقرأ أيضا