آخر الأخبار

هل هناك طريقة آمنة لتسمير البشرة؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

ينتظر كثيرون بداية فصل الصيف للنزول إلى الشاطئ، لممارسة هواية السباحة أو هوايات مائية أخرى، أو بهدف تسمير أجسامهم بأشعة الشمس الحارقة.

وتنتج عملية التسمير عن إفراز الجلد لمادة الميلانين التي تعطيه اللون البني. ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الجلد يُسمِّر لونه لهدف وحيد، وهو حماية خلاياه من التلف.

التسمير ليس إلا تقنية دفاعية

وفي إحصائيات قد تفاجئ كثيرين، فإنّ نسبة حالات سرطان الجلد الناتجة عن استخدام أسرة التسمير الاصطناعي، تفوق نسبة حالات سرطان الرئة بسبب التدخين، بحسب جمعية سرطان الجلد الأمريكية.

التسمير إذاً عملية طبيعية لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة والتي يمكنها أن تُسبب تلف الخلايا، والحروق، والتصبغات الجلدية، والشيخوخة المبكرة، إضافة إلى الإصابة بسرطان الجلد.

يكشف استطلاع للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية صدر عام 2021، أن 22 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن السمرة التدريجية تمنع حدوث حروق في الجلد، وأن 20 بالمئة يعتقدون أن تسمير البشرة آمن طالما أنهم لا يتعرضون للاحتراق. كما يعتقد 18 بالمئة منهم أن السمرة الأساسية (التي نصل إليها بشكل تدريجي) تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

سألنا طبيبة مختصة بالأمراض الجلدية عن التسمير، والطرق الآمنة للحصول على بشرة سمراء، من دون أضرار.

"تلف الحمض النووي"

مصدر الصورة

تؤكد الدكتورة نعمت رمضان لبي بي سي عربي أن مخاطر التعرض للشمس تراكمية وتبدأ "ونحن صغار جداً".

وبحسب جمعية سرطان الجلد الأمريكية، يبدأ تلف الجلد مع أول تسمير نتعرّض له. وتضيف: "في كل مرة تسمرّ فيها، يتراكم الضرر، مما يؤدي إلى المزيد من الطفرات الجينية في الجلد وزيادة المخاطر".

وتشدِّد رمضان على ضرر الحروق الجلدية، لأن "كل حرق جلدي نتعرض له، يزيد من خطر إصابتنا بسرطانات الجلد بنسبة كبيرة جداً بعد سنوات عديدة".

ولذلك، تقول إنه من المهم جداً "أن نبدأ بحماية الأطفال من أشعة الشمس وأن نتأكد من عدم تعرضهم لأي حروق منذ سنّ صغيرة".

وتفسر: "أهم ما يجب مراعاته في عملية التسمير، ألا نصل إلى مرحلة الحرق، لأن الحرق تلف يصيب الحمض النووي الخاص بالخلايا الجلدية، والضرر الناتج عن ذلك يبقى صامتاً وخفياً لسنوات طويلة، إلى أن يأتي اليوم الذي تبدأ فيه العوارض بالظهور، كسرطانات جلدية أو كآفات سابقة للسرطان".

وتقول رمضان إنه لا يجب تعريض أي طفل للشمس قبل بلوغه الستة أشهر من عمره، ومن بعدها، من الضروري حمايته باستخدام واقي شمس يعرف بـ"حاجز للشمس"، وهو واقي الشمس المعدني.

وينصح أطباء الجلد والمختصون دوماً بضرورة استخدام واقٍ من الشمس، كأحد سبل الحماية الفعالية من الأشعة فوق البنفسجية.

وتُظهر الأبحاث أن الأمر يتطلّب حرق شمس واحد فقط خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، لمضاعفة خطر إصابة الشخص بسرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما)، وهو أخطر أشكال سرطان الجلد، لأنه قاتل، في وقت لاحق من حياته، بحسب الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.

وتمثّل الإصابات بالميلانوما 1 بالمئة من نسبة سرطانات الجلد، ولكنها تتسبّب بنحو 75 بالمئة من الوفيات الناتجة عن أنواع سرطان الجلد كافة.

البيض أو السمر أكثر عرضة للخطر؟

تؤكد الطبيبة نعمت رمضان أن "كلّ أنواع وألوان البشرة معرضة للمخاطر نفسها في ما يتعلق بأشعة الشمس والتسمير.”

وتقول إن "أصحاب البشرة السمراء يتمتعون بشيء من الحماية الإضافية من الحروق، لأن نسبة الميلانين في جلودهم أعلى مقارنة مع أصحاب البشرة الفاتحة، إلا أنّ ذلك غير كافٍ أبداً لحمايتهم من المخاطر الأساسية وسرطانات الجلد، لا بل إن سرطانات الجلد قد تكون أكثر عدوانية في البشرة السمراء".

وبحسب دراسة نشرت في مجلة "الطب"، كان الأمريكيون من أصول إفريقية، أكثرعرضة للوفاة بسبب الميلانوما بنسبة 1.5 مرة مقارنة بالعرق القوقازي. ويرجح الباحثون أن يكون أحد أسباب ذلك هو التأخر في تشخيص سرطان الجلد لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

وتنفي الطبيبة الفكرة الشائعة عن كون التسمير التدريجي، سواء عبر أشعة الشمس، أو التسمير الاصطناعي، أقل خطورة. وتضيف: "سواء بالتدريج أو غير ذلك، التعرض للشمس والتسمير، طبيعياً أو اصطناعياً، أمر مضرّ جداً".

وتتابع: "التسمير الاصطناعي يؤدي إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد خلال مرحلة لاحقة من الحياة، بنسبة 60 في المئة".

مصدر الصورة

متى ينصح الطب بأشعة الشمس؟

تخبرنا الطبيبة نعمت رمضان أن أطباء الجلد لا ينصحون سوى بعض الأشخاص بالتعرّض للشمس بدون استخدام واقٍ، ولمدة 10 دقائق فقط يومياً، وهم مرضى الصدفية ومرضى البهاق. أما الباقون، فعليهم "عدم التعرّض لأشعة الشمس من دون حماية".

وبحسب الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، يمكن أن يزيد التسمير الاصطناعي من خطر الإصابة بالنوعين الأكثر شيوعاً من سرطان الجلد، سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 58 بالمئة، وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا