آخر الأخبار

انتخابات المكسيك: امرأتان تتنافسان على منصب الرئاسة للمرة الأولى في تاريخ البلاد

شارك الخبر

بدأ الجمهور في تجمع انتخابي حاشد بإحدى الحدائق العامة في مدينة "أوريزابا"، التي بنيت في العهد الاستعماري، بترديد هتاف "بريزيدانتا" أي الرئيسة لدى وصول مرشحة الرئاسة في الانتخابات المكسيكية كلوديا شنباوم.

وكان لدى من حضروا قناعة بأن ما هتفوا به هو ما سيؤول إليه الأمر بالنسبة لشنباوم وهو أن تصبح أول رئيسة للمكسيك.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم قد يكونون على حق.

وفي ظل حقيقة أن المنافٍسة الأقرب لها وهي أيضاً امرأة تدعى سوشيتل غالفيز وأن الرجل الوحيد الذي يخوض السباق الرئاسي يحتل المركز الثالث، فإنه بات بحكم المؤكد أن المكسيك في طريقها لكسر قرون من هيمنة الرجال على المنصب السياسي الأعلى في البلاد.

وقالت شنباوم، التي تنتمي لحزب "مورينا" الحاكم، بلغة إنجليزية متمكنة، إن حقيقة وجود مرشحتين رئيسيتين في الانتخابات تعتبر دلالة على أن المجتمع المكسيكي بدأ يتطور أخيراً.

وقالت لبي بي سي: "إنه رمز للمكسيك. وأعتقد أنه رمز للعالم أيضاً".

وقالت العمدة السابقة لمدينة مكسيكو سيتي إن "المكسيك كانت تُعرف بأنها بلاد تتحيز جنسياً (لصالح الذكر) طوال سنوات كثيرة. لكن المكسيكيين الآن تحكمهم العديد من النساء، وهذا يُعدُ تغييراً"، وهي تشير بذلك إلى موضوع المساواة بين الجنسين في الحكومة وإلى العدد الكبير من النساء اللواتي يشغلن منصب حاكم ولاية.

وأضافت قائلة: "أرى فتيات صغيرات متحمسات لأن يكون الرئيس امرأة. وهذا يغير الثقافة بالنسبة للنساء والرجال".

والمكسيك هو بلد يُقتل فيه 11 امرأة في اليوم في المتوسط وشنباوم سارعت إلى الإقرار بضرورة بذل المزيد من أجل خفض العنف الممارس بحق المرأة.

لكن قول هذا الأمر أسهل من تنفيذه.

فولاية "فيراكروز" تُعد واحدة من أسوأ خمس ولايات من حيث جرائم القتل التي تُرتكب بحق النساء في البلاد.

وقبل أيام فقط من زيارة المرشحة الرئاسية إلى الولاية الواقعة شرقي البلاد، عُثر على جثة إيسامار غاليندو البالغة من العمر 23 عاماً وكانت مقيدة اليدين وعليها آثار تعذيب وقد لفت ببطانية وألقيت في قناة مائية.

وتقول شنباوم عن المشاكل المتأصلة المتعلقة بالذكورة والعنف القائم على النوع الاجتماعي (ذكر أم أنثى) في المجتمع المكسيكي، إن "التغيرات الثقافية العميقة لا تحدث بين عشية وضحاها".

وطوال حملتها ظلت رسالتها واحدة لم تتغير. فهي تقول إنها إذا انتخبت ستواصل العملية الاجتماعية والسياسية التي دشنها معلمها الرئيس أندرس مانويل لوبيز أوبرادور.

ويصف أنصارهما العملية بأنها "التحول الرابع للمكسيك"، مقارنين بينها وبين لحظات أخرى حاسمة في التاريخ المكسيكي ومن بينها الاستقلال والثورة المكسيكية.

وكان لوبيز أوبرادو- المعروف شعبياً باسم (أملو) من الأحرف الأولى لاسمه- قد أدخل سلسلة من إجراءات التنمية الاجتماعية الرامية إلى التخفيف من حدة الفقر ومن بينها المنح الطلابية والتقاعد الحكومي الشامل.

وتتمتع هذه البرامج بشعبية كبيرة لدرجة أن مرشحي المعارضة حرصوا على وعد الناخبين بأنهم لن يقوموا بإلغاء تلك البرامج.

وفي التجمعات الانتخابية والخطابات، حرصت شنباوم على الإشادة بالرئيس أملو وسياساته.

وفي المقابل، إن دعمه قد يجلب لها مكاسب هائلة في صناديق الاقتراع- وربما الرئاسة نفسها.

يقول خصومها، وبخاصة منافستها الرئيسية سوشيتل غالفيز إن الرئيس لوبيز أوبرادور هو شخص شعبوي وتصور شنباوم على أنها مجرد دمية له غير قادرة على التحرر من شخصيته المتضخمة. وتنفي عالمة البيئة السابقة هذا التوصيف قائلة: "أشعر بالثقة بنفسي. ولا ألقي بالاً لهذه الأمور التي يقولونها".

وتضيف: "بالطبع، أنا من الحركة نفسها مثل لوبيز أوبرادور. فقد كافحنا سوياً لأكثر من 20 عاماً من أجل الحصول على الحكومة التي لدينا، ومن أجل الفرص والحقوق التي كسبناها من أجل المكسيكيين".

وتمضي قائلة: "سأعيش في زمن مختلف في التاريخ، ولكنني سأحكم بالمبادئ نفسها وهذا أمر جيد للشعب المكسيكي".

وطلبت بي بي سي إجراء مقابلة مع غالفيز لكنها رفضت الطلب.

وخلال حملتها، اتهمت غالفيز، التي تخوض الانتخابات مرشحة عن ائتلاف المعارضة المحافظ، الحكومة بالمحسوبية وإساءة استخدام السلطة على نطاق واسع.

وانتقدت أيضاً الإنفاق الاجتماعي خلال السنوات الست التي أمضاها الرئيس لوبيز أوبرادور في السلطة باعتباره عملية أسيئت إدارتها ولم توزع بشكل عادل.

وقالت في آخر مناظرة تلفزيونية لها: في مواجهة السياسات الاجتماعية الفاشلة للحكومة، عجزت الموازنات الشهرية للمكسيكيين عن الإيفاء بالالتزامات. وهناك تسعة ملايين شخص يعيشون في فقر مدقع"، واعدة بتخفيض سن المعاش من 65 إلى 60 عاماً.

وبعيداً عن صخب الحملات الانتخابية، وفي أعلى جبال فيراكروز، تعتبر الظروف مثالية لزراعة بعض من أروع أنواع القهوة في العالم.

وتعتبر القهوة في صميم المجتمعات الريفية المتماسكة مثل "اكسواتلان ديل كافيه"، وهي موطن جمعية تعاونية نسوية للقهوة تدعى "فيم كافيه".

وفي معظم الجمعيات التعاونية الزراعية المكسيكية، لا يُسمح للنساء بالتصويت أو شغل مناصب تتعلق بصنع القرار. لكن في تعاونية "فيم كافيه"، يُعتبر المشروع برمته، ابتداءً من حبوب القهوة وصولاً إلى الفنجان، بأيدي النساء.

وتقول مؤسسة الجمعية التعاونية جيزيلا أييسكاس إن "الأمر يتعلق بالاعتراف بتلك اللامساواة البنيوية- وهي أن فرص حصول النساء على الأراضي أقل بكثير من الرجال. ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا