آخر الأخبار

اليوم العالمي لمكافحة التدخين: التبغ من الزعم بأنه علاج للسرطان وصولاً إلى إعدام المُدخن

شارك الخبر

يُحتفل باليوم العالمي للامتناع عن التدخين في جميع أنحاء العالم في 31 مايو/ آيار من كل عام. ويهدف الاحتفال السنوي إلى توعية الناس بمخاطر استخدام التبغ. وقد أطلقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في عام 1987 لجذب انتباه العالم إلى وباء التبغ والوفيات التي يسببها والأمراض التي يمكن الوقاية منها بالإقلاع عنه.

الغليون والسيجار والنرجيلة

على الرغم من أن أصول تدخين التبغ غير معروفة، إلا أنه ظهر لأول مرة بين السكان الأصليين في الأمريكيتين، إذ أنهم استخدموا التبغ لأغراض روحية وطبية، بحسب دائرة المعارف البريطانية.

وفي أواخر القرن الخامس عشر، بدأ البحارة العائدون من الأمريكيتين في إدخال التبغ إلى أوروبا ومنها انتشر استخدامه بسرعة، وفي أواخر القرن السادس عشر، ادعى الطبيب الإسباني نيكولاس مونارديس أن التبغ يخفف من الجوع، ويعمل كمسكن للألم، بل إنه علاج للسرطان.

وبحلول أوائل القرن السابع عشر، كان النبات يزرع في الهند والصين واليابان والشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا.

وقد اعتمد الأوروبيون الشماليون ممارسة تدخين الغليون، التي كانت سائدة على طول ساحل شمال المحيط الأطلسي.

ومع توفر الغليون الفخاري الرخيص، أصبح التبغ عنصراً للاستهلاك على نطاق واسع في إنجلترا منذ عام 1670. وانتشرت صناعة الغليون في جميع أنحاء أوروبا.

وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، تمكنت المدن الهولندية مثل غودا من دعم 350 مصنعاً للغليون، وذلك بفضل ثقافة التدخين السائدة في المقاهي والحانات.

وإلى جانب الغليون جلب الإسبان إلى أوروبا ممارسة تدخين السيجار التي كانت سائدة في المناطق المحيطة بمنطقة البحر الكاريبي.

وفي جنوب أوروبا، ضمنت مصانع التبغ الكبرى المملوكة للدولة في قادس وإشبيلية استمرار شعبية السيجار، على الرغم من أن الضباط لم يبدأوا بنشره في بريطانيا إلا بعد حرب شبه الجزيرة الأيبيرية (1808-1814).

وظهرت النرجيلة مع إدخال التبغ والغليون لأول مرة من أوروبا إلى شمال غرب الهند المغولية في النصف الأخير من القرن السادس عشر.

وتشير الروايات إلى أن أكبر، الإمبراطور المغولي الثالث (حكم من 1556 إلى 1605)، كان أول من جرب هذه المادة. فصنع طبيب أكبر، الذي كان قلقاً بشأن الآثار الصحية للدخان المستنشق مباشرة، أنبوباً يجبر الدخان على المرور عبر الماء قبل استنشاقه، وزعم أن هذه العملية تنقي الدخان.

ومع ذلك، تشير روايات تاريخية أخرى إلى أن النرجيلة ربما تم إدخالها في وقت سابق إلى الشرق الأوسط.

وبغض النظر عن أصولها، فإن الجهاز، الذي كان في الأصل بدائياً ويتكون من أنبوب من القش أو الخيزران يتم إدخاله في قشرة جوز الهند، انتشر بسرعة في جميع أنحاء الهند وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى.

وتطور شكل الأنبوب مع انتشار استخدام النرجيلة عبر بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية في القرن السابع عشر، ووصلت في النهاية إلى الصين وجنوب شرق آسيا وأجزاء كثيرة من أفريقيا بحلول نهاية القرن السابع عشر.

رحلة السيجارة من يدوية إلى إلكترونية

تم بيع السجائر في الأصل باعتبارها سلعة فاخرة مصنوعة يدوياً وباهظة الثمن للنخب الحضرية في أوروبا. ومع ذلك، حدثت ثورة في صناعة السجائر من خلال إدخال آلة لف تسمى آلة بونساك، والتي سجل براءة اختراعها الأمريكي جيمس بونساك في الولايات المتحدة في عام 1880.

وسرعان ما تم استخدام الآلة من قبل رجل الصناعة الأمريكي جيمس بوكانان ديوك، الذي أسس شركة التبغ الأمريكية (إيه تي سي) في عام 1890. وأدت السجائر الرخيصة المنتجة بكميات كبيرة تدريجياً إلى انخفاض في إنتاج الغليون.

وفي بريطانيا، بدأ رجل الصناعة هنري ويلز باستخدام الآلة في بريستول عام 1883، مما مكنه من السيطرة على تجارة السجائر خلال سنوات قليلة فقط. ثم، في عام 1901، حاول ديوك دخول السوق البريطانية مما أدى إلى اندلاع "حرب التبغ" حيث اتحد المصنعون البريطانيون داخل شركة إمبريال توباكو. لكن سمح اتفاق الجانبين في عام 1902 بتشكيل شركة التبغ البريطانية الأمريكية (بي إيه تي) لتسويق وبيع منتجاتهما لبقية العالم، وخاصة الهند والصين.

وعلى الرغم من أن شركات أمريكية الأخرى دخلت السوق العالمية بعد تفكك إيه تي سي - نتيجة لحكم المحكمة العليا عام 1911 بموجب قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار (1890) - إلا أن بي إيه تي (شركة التبغ البريطانية الأمريكية التي كان ديوك شريكا فيها) استمرت في تحقيق الكثير من النجاح.

وفي عام 1999، أنتجت شركة بي إيه تي أكثر من 800 مليار سيجارة سنويًا، مما جعلها ثالث أكبر شركة تبغ في العالم (خلف شركتي فيليب موريس الولايات المتحدة الأمريكية وفيليب موريس إنترناشونال، اللتين احتلتا معًا المرتبة الثانية، وشركة التبغ الوطنية الصينية، التي احتلت المرتبة الأولى).

وكان النصف الأول من القرن العشرين هو العصر الذهبي للسجائر. ففي عام 1950، كان حوالي نصف سكان البلدان الصناعية مدخنين، على الرغم من أن هذا الرقم يخفي حقيقة أنه في بلدان مثل المملكة المتحدة كان ما يصل إلى 80 في المئة من الرجال البالغين مدخنين منتظمين. وكان التدخين شكلاً مقبولاً من السلوك الاجتماعي في جميع مجالات الحياة.. في العمل، وفي المنزل، وفي الحانات، وفي السينما.

وكان المعلنون حريصين على عرض النطاق الكامل للأنشطة الترفيهية التي لم تكتمل إلا من خلال إضافة سيجارة، وقد قدموا علامة مارلبورو التجارية في عام 1925 باعتبارها سيجارة للنساء، كما تم إضفاء الشرعية على تدخين السجائر والاحتفاء بها، وإبرازها على شاشة هوليوود، ثم نقلها إلى بقية العالم.

ولم يكن نجاح السيجارة يرجع فقط إلى استراتيجيات الأعمال التي تتبعها الشركات الكبيرة، بل أيضًا إلى التبني السريع من قبل المراهقين وهو الوضع الذي أدى إلى احتجاجات عامة، وإلى إحياء الحركات المناهضة للتبغ في فرنسا وأستراليا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة.

وفي السنوات الأخيرة انتشرت السجائر الإلكترونية والتي اعتبرت وسيلة للإقلاع عن التدخين ووصل الأمر إلى حد تبني الحكومة البريطانية لها كوسيلة للتوقف عن هذه العادة، وزاد من شعبيتها ألوانها الزاهية ونكهاتها المثيرة من الحلوى إلى التوت الأزرق.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا