آخر الأخبار

ريال مدريد ومبابي ومهمة العمر

شارك الخبر

يضم أرشيف نادي موناكو مقاطع مسجلة بالأسود والأبيض لكيليان مبابي في سن المراهقة، جالسًا أمام اللوح وهو يحضر درسًا.

وعبر الكثير من اللقطات لمبابي وهو في سن صغيرة، أول ما يلفت الانتباه هو حسه الفكاهي ومرحه الواضح.

وفي لقطة أخرى، يقفز على "ترامبولين" منصة للقفز، ويهجئ اسم موناكو حرفًا بحرف عند كل قفزة، على طريقة المشجعات الأمريكيات.

لكن وراء هذا المرح كانت هناك جدية كامنة داخله.

كان لدى مبابي فهم، حتى وهو في سن المراهقة، لخطة أوسع وأكبر؛ برنامج تخطيط أبوي وتفكير مسبق الآن معروف على نطاق واسع باسم "مشروع مبابي".

وفي المقاطع المسجلة وهو في الفصل، يتعلم مبابي اللغات، وبشكل أساسي اللغة الإسبانية.

يقول مبابي: "ربما في المستقبل يمكن أن تساعدني. وحتى عندما يتعلق الأمر بالمقابلات، للتعبير عن نفسي باللغة الفرنسية أو لغات أخرى إذا لزم الأمر".

وهذا الصيف، من المقرر أن تكون اللغة الإسبانية التي تعلمها في المدرسة مفيدة.

وبعد أن انتهى عقده في نادي باريس سان جيرمان، يستعد اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا للإعلان عن انضمامه لريال مدريد.

إنه الانتقال الذي حلم به مبابي منذ زمن طويل منذ أن وضع صور كريستيانو رونالدو، النجم السابق لريال مدريد، على جدار غرفته، والانتقال الذي يمكن أن يسفر في نهاية المطاف عن فوزه بأكبر الجوائز والبطولات في اللعبة.

يقول أرسين فينغر، المدير الفني السابق لنادي أرسنال والذي يشغل الآن منصب رئيس تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا: "ما زال لديه 10 سنوات في القمة، وهذا أمر مخيف للغاية عندما تنظر إلى ما حققه بالفعل".

ويضيف: "هذه المرحلة من مسيرته المهنية هي حيث تعرف عملك، وتكون في قمة قدراتك البدنية. ليس لديه أي قيود".

ويتابع: "يمكن أن يصل إلى 90 في المئة من مستواه وسيظل الأفضل، لكن إلى أي مدى يريد أن يضغط على نفسه؟ هل لديه صورة واضحة عن المكان الذي يريد الذهاب إليه؟"

كان لدى مبابي، وربما عائلته بأكملها، دائمًا اتجاه محدد للسفر، حيث وصل إلى قمة اللعبة العالمية.

يقول صديقه خلال طفولته رايان فيانغا في فيلم وثائقي جديد لقناة بي بي سي الرياضية بعنوان مبابي : "كان كيليان لا يفعل شيئا سوى الذهاب إلى المدرسة وممارسة كرة القدم: المدرسة، كرة القدم، والمنزل".

كان موطن مبابي في ضواحي باريس، فقد ولد في ضاحية تدعى بوندي عام 1998، بعد أشهر من فوز فرنسا بكأس العالم للمرة الأولى.

ضم منتخب فرنسا المتوج بكأس العالم لعام 1998 مجموعة من اللاعبين من ضواحي باريس - على سبيل المثال ليليان تورام وتييري هنري - ولا تزال مرتعًا للمواهب، وُلد ثلاثون لاعباً في نهائيات كأس العالم للرجال 2022 في قطر في محيط العاصمة الفرنسية.

وكان بوندي هو المكان الأول الذي عاد إليه بعد رفعه كأس العالم عام 2018.

ويقول في لقطات من ذلك الوقت: "إنها المدينة والمكان الذي نشأت فيه، وأنا فخور جدًا بالعودة إلى هنا".

كانت بوندي أيضًا بمثابة أرض الاختبار له. وتطل شقة عائلة مبابي على ملاعب بوندي لكرة القدم، وكان والده ويلفريد لاعبًا تحول إلى مدرب.

ونتيجة لذلك، كانوا يعثرون على مبابي - الذي كانت والدته فايزة العماري لاعبة كرة يد محترفة سابقة - وهو يركل الكرة مع صبية يبلغ حجمهم ضعف حجمه، كانت حالات عدم التطابق كلها جزءًا من الخطة.

يقول فيانغا: "كان كيليان متقدمًا بخطوة على العديد من اللاعبين الآخرين في بوندي ... لقد كان متقدمًا بالنسبة لفئته العمرية وأراد اللعب مع الأفضل".

ويضيف: "كانت تلك قاعدته الصارمة، اللعب مع الأفضل، لم يضع لنفسه أي حدود أبدًا، لذلك قد يواجه شخصًا يبلغ طوله مترين، ووالده، الذي كان المدرب، وضعه دائمًا في مواجهة أفضل المدافعين في العالم".

لم يكن اللعب ضد أفضل لاعبي بوندي أمرًا سهلاً نظرًا لعدد لاعبي كرة القدم المحترفين بين خريجيهم - بما في ذلك مدافع أرسنال ويليام صليبا.

مشروع مبابي لم يتوقف عند هذا الحد.

بينما كان مبابي المراهق يعلق صور رونالدو ويشاهد لقطات قديمة لزين الدين زيدان، نجم آخر من نجوم ريال مدريد، كان هناك نموذج ثالث أقرب بكثير إلى المنزل هو جيريس كيمبو إيكوكو، شقيقه بالتبني.

استضافت عائلة مبابي إيكوكو عندما كان في التاسعة من عمره وتم اختياره للأكاديمية الوطنية للاتحاد الفرنسي في كليرفونتين قبل أن يلعب بشكل احترافي مع رين في الدوري الفرنسي.

كان إيكوكو أكبر من مبابي بأكثر من عقد من الزمان، لكن كان له تأثير كبير عليه.

في سن السادسة، تعلم مبابي النشيد الوطني الفرنسي، موضحًا لمعلمه أنه "في يوم من الأيام، سيلعب في كأس العالم لفرنسا".

لم يكن ويلفريد وفايزة وحدهما من يعتقدان أن مبابي مقدر له تحقيق أشياء كبيرة.

جاءت شركة نايك لتمنحه حذاءً مجانياً عندما كان عمره 10 سنوات فقط، وبعد ما يزيد قليلاً عن ست سنوات، ظهر لأول مرة مع الفريق الأول لموناكو، لكن التقدم بين هاتين النقطتين لم يكن سلسا.

كان آلان موميجي زميل مبابي في كليرفونتين.

يقول موميجي عن مبابي في الفيلم الوثائقي الذي بثته بي بي سي سبورت: "في الوقت الذي التقيت به، لم يكن هو اللاعب الذي أثار إعجابي أكثر من غيره".

ويضيف: "لم يبرز بالنسبة لي خلال التجارب، في المرة الأولى التي رأيته يلعب فيها، لم أقل، واو!".

ويتابع: "كانت هناك اختيارات إقليمية ولم يكن كيليان في الفريق الأفضل".

مات سبيرو، مؤلف وخبير كرة قدم فرنسي، يؤيد ما قاله موميجي.

ويقول: "وجد كيليان في البداية الأمر صعبًا بعض الشيء في كليرفونتين ... لقد كان هناك لمدة عامين وخلال العام الأول، لم يكن بالتأكيد الأفضل في مجموعته، أعتقد أنه حتى كيليان سيعترف بذلك".

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا