آخر الأخبار

دونالد ترامب: مع اقتراب محاكمته من نهايتها، لماذا لا يهتم الأمريكيون بما يجري؟

شارك الخبر

فقط في أمريكا كان هناك أمل في محاكمة تحظى بجماهيرية، مليئة بالتفاصيل الجنسية المثيرة وظهور رئيس سابق في قفص الاتهام.

في الواقع، من الصعب أن نتخيل دراما تحدث في قاعة محكمة، أُعدّت خصيصا لوسائل الإعلام، أهم من تلك الدراما التي يقوم ببطولتها الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان ذات يوم أقوى شخصية في العالم ويتنافس على أن يعود لهذا المنصب مرة أخرى، والآن هو مجبر على مواجهة مزاعم عن علاقة جنسية محرجة مع الممثلة الإباحية.

شهدت المحكمة فيلم إثارة سياسي وقانوني، حيث يضطر رجل (ترامب)، معروف بأنه لا يتواضع، أن يجلس ويستمع وهو غالبا ما يغمض عينيه بقوة، إذ يجري تسجيل كل شيء في سجلات المحكمة بدءا من صور بيجامات الساتان التي كان يرتديها وحتى مقارنته مع الشخصية الشريرة في "كارتون الفهد شيتوس".

ولكن على الرغم من مرور أسابيع من الشهادات، وملايين الصفحات من الوثائق، وكاميرات البث التلفزيوني المباشر التي تصطف في الخارج لتسجيل المشهد التاريخي للمحاكمة الجنائية الأولى لزعيم أمريكي سابق، فإن الرأي العام الأمريكي يبدو منفصلا عما يجري على نحو غريب.

وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤخراً مؤسسة يوجوف/ياهو نيوز YouGov/Yahoo News، أن 16 في المئة فقط من المشاركين يتابعون محاكمة ترامب "عن كثب"، بينما قال حوالي ثلث المشاركين في الاستطلاع فقط إنهم أبدوا اهتماما بسيطا بالإجراءات.

وقال عدد أكبر من الأمريكيين إن المحاكمة جعلتهم يشعرون "بالملل" أو "الغضب" أكثر من اهتمامهم بها. وتوصلت استطلاعات رأي أخرى لقياس اهتمام الناس بالمحاكمة إلى نتائج مماثلة تقريبا.

ومع اقتراب صدور قرار هيئة المحلفين الآن، فإن الخبراء ومنظمي استطلاعات الرأي الذين توقعوا انفجار لحظة وطنية في قاعة المحكمة الجنائية رقم 1530 في مانهاتن، لديهم الآن شعور بأن نتيجة المحاكمة، أيا كانت الطريقة التي تسير بها، قد تكون أقل إثارة وبها الكثير من الإخفاق.

ولطالما نفى ترامب أنه مارس الجنس مع ستورمي دانييلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، وحاول محاموه تصويرها في المحكمة على أنها لفّقت التهمة.

وزعموا أنها استغلت الشهرة التي حققتها من اتهام ترامب لكسب المال، بما في ذلك تسويق مجموعة من البضائع، ومن بينها شمعة تحمل اسمها "ستورمي، قديسة الاتهامات".

وفي واحدة من المناقشات الشهيرة خلال المحاكمة، قالت محامية الدفاع عن ترامب، سوزان نيتشلز، إن نجمة الأفلام الإباحية لديها "خبرة كبيرة في تحويل القصص الزائفة عن الجنس إلى قصص حقيقية".

وردت دانيلز، "واو..الجنس في تلك الأفلام حقيقي إلى حد كبير، تماما كما هو الحال في غرفة الفندق تلك"، مضيفة أنه لو كانت القصة مختلقة، لـ "كتبتها بشكل أفضل كثيرا".

ورسمت صورة لشخص من المفترض أنه ترامب، وهو يفتح باب غرفته في الفندق مرتديا بيجامة، ويخلع ملابسه كلها حتى ملابسه الداخلية أثناء استخدام الحمام، ثم حدث لقاء (جنسي) غير متوقع وبدون استخدام وقاية، كما قالت ستورمي، ثم تركها تغادر الغرفة وهي ترتعش ويائسة.

ومع ذلك، في ظاهر الأمر، لم تكن القضية تتعلق أبدا بما حدث أو لم يحدث في غرفة فندق منتجع الجولف تلك. لكن الجريمة التي ارتكبها ترامب هنا تمثلت في محاولة التستر على ما حدث.

وبدأت تفاصيل القضية قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية عام 2016، حين حصلت ستورمي على مبلغ 130 ألف دولار مقابل صمتها على ما حدث بينها وبين ترامب، ودفع لها المبلغ مايكل كوهين، المحامي والمقرب من ترامب، وطلب منها إخفاء القصة بشكل غير لائق عن جمهور الناخبين، بحسب ما جاء في وثيقة الادعاء.

وأشار الادعاء أيضا أنه مع اقتراب الانتخابات كانت حملة ترامب تترنح بالفعل من صدور شريط "الوصول إلى هوليوود"، والذي أظهر مرشحهم وهو يتباهى بأن شهرته سمحت له بفعل أي شيء يريده بالنساء، بما في ذلك الإمساك بهن من أعضائهن التناسلية.

وتسبب كشف ستورمي عن قصتها مع ترامب في المزيد من الضرر لحملته الانتخابية. وأكد الادعاء، أن توقيت الكشف عنها كان وراء الحاجة الملحة لحملة ترامب لشراء صمتها.

هناك من يرى أن لامبالاة الجمهور الأمريكي الواضح بقضية ترامب ليست مفاجأة كما قد تبدو.

أولا، دونالد ترامب هو بالفعل شخصية معروفة ولها تاريخ طويل في إثارة الغضب. ويعد سلوكه الشائن جزءا من علامته التجارية المميزة والتصورات حول ما إذا كان قد ارتكب مخالفات على أسس سياسية حادة.

ثانيا، الناخب الأمريكي أقل تحفظا بكثير مما يعتقده كثيرون، وهي النقطة التي أبرزتها فضيحة جنسية أخرى من عصر سياسي مختلف.

تحدثت إلى بيل جالستون، كان له دور سياسي كبير داخل البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون، وهو الآن زميل بارز في معهد بروكينجز.

قال لي: "إن كنت تسألني إذا كنت على دراية بالفضائح الجنسية في المكتب البيضاوي أو بالقرب منه، فأنا بالتأكيد أعرف ذلك".

ويضيف هناك أصداء بين محاكمة ترامب اليوم والادعاءات الموجهة ضد الرئيس السابق كلينتون في أواخر التسعينيات، عندما تم اتهامه بالكذب للتستر على فضيحة جنسية مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.

يقول جالستون: "لقد شاركت في مناقشات مكثفة مع قطبي السياسة الأمريكية". "وكان الناس (المواطنون) يتساءلون أين كانت الإساءة؟"

وكانت استطلاعات الرأي في ذلك الوقت مشابهة بشكل ملحوظ لتلك التي ظهرت في قضية ترامب، حيث قال 15 في المئة فقط من الجمهور إنهم كانوا يتابعون محاكمة عزل كلينتون المتلفزة عن كثب، وقال ما يزيد قليلا عن الثلث إنهم كانوا يشاهدون "بعضا منها".

وهذا أمر متقارب مع استطلاعات الرأي حول محاكمة ترامب، رغم أنها لم تُبث على التلفاز على عكس قضية كلينتون.

جرت تبرئة بيل كلينتون، من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. إذن، هل يمكن أن يحصل دونالد ترامب، أيضا على تصريح مماثل، إن لم يكن من نظام العدالة الجنائية الأمريكي، فمن الشعب الأمريكي؟

يقترح جالستون: "ربما يشاهد بعض الأمريكيين المحاكمة ويقولون، (حسنا، لقد كذب بشأن ممارسة الجنس، فهل هذا أمر جديد على أي حال؟)".

"أحد النماذج التاريخية ا ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا