آخر الأخبار

عصابة تيك توك في لبنان: كيف أحمي طفلي من التحرش أو الإعتداء الجنسي؟

شارك الخبر

صُدم اللبنانيون منذ أيام بخبر اكتشاف عصابة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لاصطياد الأطفال، والاعتداء عليهم، وبيع تسجيلات عن الجريمة على الويب المظلم.

وتشتبه القوى الأمنية بأن عصابة الاتجار بالبشر المضبوطة، ارتكبت جرائم عدّة، من بينها الاستدراج، والتخدير، والاغتصاب، والابتزاز.

وفيما تستمرّ التحقيقات لكشف المتورطين، أثار الأمر حالة قلق بالغة، مع خشية الأهل من تكرار جرائم مماثلة.

وكان السؤال السائد في الشارع وعلى مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، عن كيفية حماية الأطفال من أي محاولات اعتداء أو استدراج، وكيف يمكن للأهل التعرّف على علامات قد تعني تعرّض أطفالهم للمضايقة، سواء على الانترنت، أو على أرض الواقع؟

حملنا السؤال إلى المختصة بالعلاج النفسي ماريا ماغدالينا الخازن للإجابة عن أسئلة حول أبرز مخاوف الأهل، وطرق حماية الأطفال من الأذى.

منذ سنّ الثالثة

تقول الإختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسية الدكتورة ماريا ماغدالينا الخازن، إن التوعية أساسية، ويجب أن تبدأ في عمر مبكر جداً، "عندما يبلغ الطفل عمر 3 سنوات، أي عندما يبدأ باكتشاف وظائف جسمه وعندما يبدأ بامتلاك بعض الاستقلال الذاتي، كالدخول إلى الحمام لوحده أو ارتداء ملابسه بنفسه".

وتقول الخازن إن على الأهل، "اغتنام الفرصة خلال هذه المرحلة لتعريف الطفل على ما تعنيه حرمة الجسم، كيف أن جسده ملكه، ولا أحد يحق له أن يراه أو يلمسه". كما أنه "لا يمكنه بدوره أن يرى أو يلمس جسد أي أحد".

وتشدّد أنه يجب تعليم الطفل أن ذلك لا ينطبق على الغرباء فقط، بل حتى على المقربين.

وتنوّه أن كل ذلك يجب أن يحصل بالطبع من خلال محادثات لطيفة، وليس من خلال أي لغة تتضمن التخويف أو التهديد.

وتضيف أن الحديث عن هذه القواعد، "يتوسّع بحسب العمر، ويختار الأهل الكلمات المناسبة للعمر المناسب، ويجب على الأهل إدخال فكرة أنواع اللمسات مع تقدم الطفل في العمر قليلاً، والحديث معه عن اللمسات التي يشعر بأنها غير مريحة".

الثقة بحدس أطفالنا

تنصح الخازن أن يشجّع الأهل أولادهم على الثقة بحدسهم. "الأطفال حساسون جداً ويمكنهم التفرقة في غالبية الأحيان بين الشخص الذين يرتاحون للتواجد بقربه، وبين الشخص الذي يشعرهم بشعور غير مريح".

وتشير إلى أنّ ثقة الأهل بطفلهم فوائدَ تسهمُ في تعزيز ثقته بنفسه، واتخاذَ قرارات في حياته.

والجدير بالذكر بأنه يوجد تطبيقات أو مقاطع فيديو على الإنترنت تعلم الأطفال عن اللمسات المقبولة وتلك غير المقبولة، وعن أمور أخرى متعلقة بحرمة الجسد، يمكن للأهل الاستعانة بها لتوعية أولادهم.

ويمكن إيجاد مقاطع الفيديو التوعوية هذه بحسب الفئة العمرية المستهدفة، فتكون مخصصة لها وسهلة التعلم.

إلا أن الخازن تنبّهُ إلى ضرورة التأكّد من مصدر المعلومات وصحّتها، قبل الأخذ بها.

وتشدد على أن بناء الأهل لعلاقة جيدة ومتينة مع أطفالهم منذ الصغر وفي أمور بسيطة و"غير مهمة"، أساسية كي يستطيع الطفل الوثوق بأنه يمكنه إخبار والدته أو والده أو بالغاً آخر يثق به، بأن أمراً مشبوهاً قد حصل معه.

وتشير إلى أن التواصل بين الأهل وأطفالهم يجب أن يكون متواصلاً، ويبدأ حتى من الأمور الصغيرة، التي قد يراها الطفل كبيرة جداً.

وتقول: "في بداية حياة الطفل أو الطفلة، يكون كل أمر يحصل عظيماً ومزعجاً للغاية، حتى ولو كان يعتبره الراشد سخيفاً جداً".

وتنصح الأهل بألا يستخفوا بمشاكل الطفل الصغيرة، إذ إنها حجر الأساس في علاقتهم معه، وفي ثقته بهم كي يشعر بالأمان.

قبول النقاشات الصعبة

ظروف حياة الأهل الضاغطة والسريعة، قد تمنعهم من التركيز على حاجات الطفل البسيطة، أو تخصيص وقت كافٍ لبناء تواصل معه.

وتقول الدكتورة الخازن في حديثها مع "بي بي سي عربي" إنه لا يمكن إلقاء اللوم على الأهل، خصوصاً مع وجود مسؤوليات كثيرة، لكنها تنصح "الأهل بأن يكونوا موجودين في حياة أولادهم بشكل حقيقي، وتخصيص الوقت الكافي لهم، رغم الضغوط".

وتقول: "كيف سيثق الطفل بنا لإخبارنا بتعرّضه لموقف مخيف، إن كنا لم نولِه الاهتمام الكافي حين أخبرنا سابقاً بموضوع أقل أهمية؟".

كما تلفت النظر إلى أن الأهل يعتقدون أنّ الطفل لا يكون واعياً لبعض الأسئلة الجنسيّة، ولكن ذلك قد لا يكون دقيقاً.

تقول بأن مناقشة المواضيع الحساسة والدقيقة مثل المواضيع المتعلقة بالجنسانية، مع الأطفال، قد يكون أمراً غير سهل على الأهل.

وتضيف أنّ "الطفل قد يسأل سؤالاً فضولياً ينمّ عن حاجته إلى اكتشاف جسده أو جسد الآخر، إلّا أنّ الأهل قد تكون ردة فعلهم عنيفة، فيمنعونه عن التفكير وطرح الأسئلة التي تدور في ذهنه، بذريعة أنّ الموضوع لا يتناسب وعمره".

وتشير إلى ضرورة تفادي ردود الفعل التي قد تشعر الطفل بالرفض أو الخجل، فمنع الطفل عن الحديث بموضوع معيّن، لا يعني أنه سيتوقف عن التفكير فيه.

وتضيف أن "المشكلة في ذلك، هي أنه سيحاول الحصول على أجوبة من مصادر أخرى، قد تكون سيئة، أو ينسج نظريات معينة من خياله تكون غير مطابقة للواقع أو حتى أسوأ منه".

وتشير أيضاً إلى أنه قد يسأل عن أمر معين لأنه قد تعرض لموقف ما، أو كان شاهداً على أمر ما.

وتشرح أن سؤال الطفل لا يكون صعباً للغاية في غالبية الوقت، فلا داعي للأهل أن يتوتروا من أسئلة أطفالهم، ففي غالبية الوقت، يكون سؤال الطفل محدداً للغاية ولا يريد معرفة جميع التفاصيل.

ولا تقتصر المواضيع الصعبة بالنسبة للأهل على المواضيع المتعلقة بالجنسانية، بل تلك المتعلقة بالموت، ووجود الشر في العالم، والأشخاص الشريرين أيضاً.

كيف يتمّ اصطياد الأطفال؟

تقول الدكتورة الخازن إن غالبية المتحرّشين بالأطفال (الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا)، يأخذون وقتهم في التخطيط لكسب ثقة الطفل المستهدف، ومحاولة التقرّب منه، وقد يحاولون التقرّب من عائلته أيضاً وهي مرحلة تحضيرية.


إقرأ أيضا