آخر الأخبار

السياحة في الصين: لماذا تنخفض معدلات السياحة الدولية على رغم من رفع قيود كورونا؟

شارك الخبر

كشفت عطلة عيد العمال في الصين، والتي استمرت لخمسة أيام الأسبوع الماضي، عن تحدٍّ جديد يواجه الاقتصاد الصيني، وهو السياحة الداخلية، ليضاف إلى سلسلة من التحديات الهائلة التي تواجه النمو الاقتصادي في البلاد، على الأقل في المستقبل القريب.

وشهدت العطلة على تسيير 295 مليون رحلة داخل الصين، وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة، ويعتبر هذا الرقم أعلى بنسبة 28 بالمئة من أرقام ما قبل الوباء المسجلة في عام 2019، ولا تقل أرقام وزارة النقل أهمية، إذ أعلنت عن إجراء 92 مليون رحلة بالسكك الحديدية؛ وما يقرب من 10 ملايين رحلة جوية و1.25 مليار رحلة على الطرق السريعة.

لكن تعكس هذه الأرقام مؤشرات عن السياحة الداخلية، فيما لا تزال أرقام الزيارات الدولية متأخرة، حيث يدخل الأجانب حاليًا إلى الصين بما مقداره 30 بالمئة من النسب التي كانت تُسجل عام 2019. فلماذا التفاوت؟

تعتبر مدينة وتشن- Wuzhen النهرية التاريخية الجميلة، التي تقع على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من شنغهاي، واحدة من أفضل مواقع الزوار في الصين للمسافرين من مختلف الفئات، إذ تمتلئ الممرات الصغيرة والجسور القديمة التي تعبر أعلى الممرات المائية الضيقة بالزوار.

ومن الأشياء الشائعة التي يمكن القيام بها في "وتشن" التقاط الصور بعد ارتداء ملابس هانفو التقليدية، ليشعر الشخص كما لو أنه انتقل عبر الزمن إلى مئات السنين للوراء.

وصلت امرأتان في العشرينات من العمر، وصديقتان منذ المدرسة الثانوية، إلى مدينة "وتشن" قادمتان من مقاطعة جيلين في شمال شرق البلاد، وبعد وصولهن، أمضين ساعة في تصفيف شعرهن بأسلوب متقن يعود للعصر الإمبراطوري، وهنّ مأخوذتان في جمال المدينة الكلاسيكي.

تحدثنا إليهما، وسألناهما إذا ما كان أفراد عائلاتهن أوأصدقائهن أصبحوا أكثر تنقلاً داخل البلاد على إثر الانفتاح بعد فيروس كورونا، وكانت إجابتهما "بالطبع، بعد الوباء، جميعنا نزورالعديد من الأماكن."

في مكان قريب يقول رجل من السكّان المحليين للمدينة، يبيع الآيس كريم، إن أعداد السياح "ليست بذلك السوء في الآونة الأخيرة"، وبأنها قريبة من أعدادهم قبل الاغلاق على إثر انتشار فايروس كورونا.

فيما تؤكد مالكة متجر"وانغ ينغ" المتخصص في بيع الوجبات الخفيفة التقليدية، بأن الأوضاع تسير"على ما يرام، وسوف تتحسن أكثر"، وفق حديثها، والابتسامة لا تفارق وجهها.

ويعتبر هذا الإقبال على السياحة الداخلية أمرًا جيداً بالنسبة للحكومة الصينية، إذ أن الدفع في الاستهلاك المحلي من شأنه أن يرمم بعض الأضرار التي أصابت الاقتصاد.

فيما يكافح اللاعبون الرئيسيون في قطاع العقارات الذي كان قويا ذات يوم من أجل البقاء واقفين على أقدامهم، إذ تستمر ديون البلديات المحلية في الارتفاع، كما تسببت البطالة المستمرة بين الشباب في جعل خريجي الجامعات المؤهلين تأهيلا عالياً غير متأكدين من مستقبلهم.

وسط كل هذه التحديات، حدد الحزب الشيوعي هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5 بالمئة لهذا العام. وبصرف النظر عن حقيقة أن المحللين شككوا لفترة طويلة في صحة أرقام النمو الرسمية للبلاد، فإن الاقتصاديين يتساءلون إذا ما كان يمكن الوصول إلى مثل هذا الهدف بشكل حقيقي في عام 2024، دون أي تحفيز إضافيّ كبير.

من الممكن أن تشكل الزيادة في السياحة الداخلية واحداً من هذا الحوافز، لما توفره من فرص تجارية واسعة وزيادة في فرص العمل وتقديم الخدمات.

يقول شوبرت لو، الرئيس التنفيذي للعمليات في وكالة السفر Trip.com، لبي بي سي: "لقد شهدنا طلبًا قويًا للغاية على السفر المحلي، حيث ارتفع حجم البحث في الفنادق بنسبة 67 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وارتفع حجم الرحلات الجوية بنسبة 80 بالمئة".

من جهته، يترقب ينج هان، وهو مستشار مختصّ في قطاع السياحة ويعمل في مجلة Travel Daily، مسار الاستثمارات ليرى كيف ينظر مجتمع الأعمال إلى الإمكانيات الموجودة في هذا القطاع بالصين.

ويقول: "مع العلامات التجارية الفندقية العالمية الشهيرة، مثل فندق إنتركونتيننتال وماريوت وهيلتون، عليك فقط أن تنظر إلى نموها في الصين خلال عام 2023.. ثم تحقق من أهداف الأداء لهذه المجموعات الفندقية الكبيرة في عام 2024 والتي تم تحديدها أيضًا على أنها مرتفعة نسبيًا، ما يدل على أنهم متفائلون للغاية بشأن إمكانات النمو في السوق الصينية".

ولكن على الرغم من أن حجم المسافرين المحليين قد يكون مرتفعاً، إلا أن بنج يشير إلى مشكلة استهلاك الفرد الذي لا يزال منخفضاً بشكل مستمر.

ويقول إن عدم اليقين العام بشأن الاقتصاد الصيني يضع المزيد من التركيز على الادخار، لذلك يبحث الناس عن خيارات ذات قيمة منافسة، إذ إنهم يذهبون في إجازات ويدفعون ثمن الأشياء ولكنهم يفعلون ذلك بشكل أكثر اقتصادًا.

وهذا تحديداً هو الأمر الذي من الممكن أن تساعد فيه الزيادة في عدد السياح الأجانب للبلاد، الذين ينفقون بسخاء، لكن المشكلة ببساطة أن هذه الفئة لم تعد إلى الصين كما كان الحال سابقاً.

وفي عام 2019، جاء ما يقرب من 98 مليون زائر دولي إلى البلاد، بينما في العام الماضي جاء 35 مليونًا فقط، بما في ذلك رحلات العمل والطلاب وما شابه ذلك، فيما يقول شوبرت لو، إن السوق المحلية مقابل السوق الدولية "غير متكافئة".

بالنسبة للعديد من العاملين في صناعة السياحة والمتخصصين في تقديم الخدمات للمسافرين الأجانب، فإن كلمة "غير متكافئة" لا تصف المشكلة. إذ أدت السنوات الثلاث التي شهدت إجراءات الوقاية القاسية من فيروس كورونا إلى انخفاض عدد الوافدين من بلدان أخرى، لكن هذا وحده لا يمكن أن يفسر الوضع الحالي.

ويلقي هوانغ سونجشان، رئيس مركز أبحاث السياحة في كلية الأعمال والقانون بجامعة إديث كوان الأسترالية، باللوم في هذا الضعف جزئيًا على "المشهد الجيوسياسي المتغير على مستوى العالم".

تشير دراسة استقصائية أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2023 وتم تقديمها في منتدى شرق آسيا، إلى أن "معظم الأفراد في الدول الغربية لديهم وجهات نظر غير مواتية تجاه الصين. ومن المحتمل أن تسبب قبضة الحكومة الصينية المشددة على الأنظمة المج ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا