"آيس كوفي عالآخر، بس هلقيت فش لا آيس كوفي ولا آيس عدس. مخلص كله".. بهذه الكلمات روى عبود بطّاح (17 عاماً) الصحافي الفلسطيني الكوميدي للعربية والحدث آلامه وأحلامه وأمنياته وما يواجهه قطاع غزة وسكانه في الحرب الحالية من ظروف معيشية صعبة وحياة ينقصها كل شيء.
وأضاف عبود إلى وجعه تعبيره العفوي الفكاهي "كل الدنيا بتحتفل وإحنا عنا حرب. بيحتفلوا براس السنة بيحتفلوا بشهر هالوين ولا أبصر شو اسمه هاذ وإحنا بننقصف، زي ما إنتو شايفين الزنانات لا يقفن ولا الطيارات يقفن والدمار شغال 24 ساعة. ويعني أنا معدتي هلقيت حتلاقي 4 علب فول وعلبتين حمص، فش، معلبات معلبات معلبات فش غيره. مقلوبة منسف كل شي مشتاقله، 70 يوم مش دايق إشي، شو 70 يوم، اليوم 80 يمكن عالحرب، إلنا 80 يوم مش دايقينهن. الشرب بتعاني فيه، بدك تشرب أقل من لتر مي في اليوم، طب إحنا بهوا السموم اللي أكلناها بدنا 20 كيلو مي".
عبود روى ما مر به حين اضطر للخروج من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا الذي لجأ إليه كثيرون بسبب القصف المستمر.
ويضيف "أخدونا على منطقة كلها زي المستودع تقريبا دبابات، أخدونا ومطرت علينا هناك وضلينا تقريبا 9 ساعات هناك ونقلونا من هناك وقالولنا اطلعوا على منطقة تانية وصاروا يطخوا علينا. وشلحونا ورحنا يعني 10، 5 دقايق ولبسونا إحنا أحسن من غيرنا. مطرت علينا بقلك متنا من السقعة".
عبود تحدث عن بداياته بعدما قرر نقل أحداث الحرب على قطاع غزة بطريقته العفوية وغالباً من سطح منزله رغم كل المعوقات والمخاطر التي تحيط به.
وأضاف "بنزل إنه بطريقتي العفوية بطريقة الضحك الكوميديا رغم إنه بيكون فيه وجع بيكون فيه دمار وبيكون وبيكون كتير حاجات. يعني قليل إنك تلاقي حد معاه نت في الشمال أو في كل قطاع غزة أصلا وإنه فش عنا كهربا بالمرة إنه تشحن جوالك، تصور، تعمل إشي. هو جوالي ما كانش مساعد، وهو راح مع الحرب. بعوض الله، هي الدور بتروح، البني آدمين بتروح، وقفت عالجوال! بصور هلقيت عجوال أبوي عجوال أخوي".
الشاب الذي لا يعاني من الحرب الحالية فقط بل من حصار مستمر على القطاع منذ سنوات.
عبّر بوجع عن رغبته برؤية باقي فلسطين وزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى "نفسنا نشوف أراضي إحنا اشتهيناها، أراضينا هي، وإلنا على مدار، أنا عمري 17 سنة، ما عمريش شفتها. نفسي آكل من حمضيات الضفة والخليل وموز أريحا وكل إشي في البلد زاكي، بس ودّونا عالبلاد".
عبود برغم الحرب يطمح للأفضل وأن يكون فاعلاً لبلده خاصة مع انتشار مقاطعه ودعم عائلته له وتشجيع من متابعيه لكنه وجه رسالة وتساؤلاً حول جدوى ما يحدث " أنا بحكي لليهود هادي الأرض أرضنا يا بتقتلونا وبتريحونا، يا بتطلعوا منها وبتسيبونا بدنا نعيش زينا زي العالم. حكوا بدهم يطولوا الأسرى، قتلوا 6 منهم وبدهم يغتالوا و.. عالفاضي، على مدار 80 يوم إيش عملتوا؟ ما عملتوش إشي غير إنكم دمرتوا مراكز الإيواء والمستشفيات، المدارس والدور على المواطنين. رسالتي إنه يوقف العدوان على قطاع غزة إنه بكفي إحنا بدنا نعيش زينا زي غيرنا. ما بتخلص الحرب بدنا 20 سنة لما نتعالج، بدنا علاج نفساني منها ادمرنا نفسيا وكل شي".
