اختتم ملك إسبانيا فيليب السادس وزوجته الملكة ليتيزيا، أمس الجمعة، زيارتهما لمدينة الأقصر المصرية، برفقة وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.
شملت الجولة زيارة معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، وتفقد أعمال البعثات الأثرية الإسبانية في معبد تحتمس الثالث، ومقبرة "جيحوتي" بمنطقة "ذراع أبو النجا". كما زار الزوجان الملكيان عددًا من المقابر بوادي الملوك، منها مقبرة الملك رمسيس الخامس، بالإضافة إلى متحف الأقصر.
وخلال زيارتهما الرسمية إلى مصر، كتب ملك إسبانيا فيليب السادس وزوجته الملكة ليتيزيا رسالة مؤثرة في ختام تواجدهما بمدينة الأقصر. عبّر الزوجان عن سعادتهما بالإقامة في فندق "ونتر بالاس" التاريخي، الذي يعد من أعرق فنادق الصعيد واستقبل ملوكًا ورؤساء على مدار أكثر من 136 عامًا.
وجاء في نص الرسالة، التي خطها ملك إسبانيا بخط يده: "إقامة رائعة في الأقصر بفندق وينتر بالاس.. نأمل أن نعود مرة أخرى، إسبانيا ومصر قريبتان جدًا".
وتعكس كلمات الملك وزوجته الانبهار بجمال مدينة الأقصر وحضارتها الخالدة، وتقديرهما لكرم الضيافة الذي حظيا به. ووُصفت الزيارة بأنها رسالة ثقة للعالم في مكانة مصر كوجهة سياحية آمنة ومميزة.
شملت الزيارة المعرض الدائم لنجاحات البعثة الأثرية الإسبانية في القاعة الداخلية للمتحف، وهو معرض "كنوز الوزير أمين حتب هوي". يضم المعرض نتاج أعمال البعثة الأثرية الإسبانية بمدينة الموتى بالأقصر منذ عام 2009 حتى عام 2021، وتم فتحه للجمهور لمدة سنة. أشرف على تنظيمه البروفيسور فرنسيسكو مارتين فالنتين والبروفيسورة تيريزا بيدمان، ويضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية.
واختار ملك إسبانيا وزوجته الإقامة في فندق "وينتر بالاس" التاريخي، سائرين على خطى والده الملك خوان كارلوس، ملك إسبانيا السابق، ووالدته الملكة صوفيا. كانا قد زارا مدينة الأقصر قبل نحو 17 عامًا، وأقاما في فندق "وينتر بالاس" الذي بدأ تشييده على الطراز الفيكتوري عام 1886. يُعرف الفندق -وهو من أعرق الفنادق المصرية- باستضافة ملوك وملكات وحكام وأمراء وساسة ومشاهير العالم.
من جانبه، أكد محافظ الأقصر عبدالمطلب عمارة أن الزيارة الملكية تمثل رسالة قوية للعالم حول أمن واستقرار مصر، وتعكس ثقة الدول والشعوب الصديقة في المقصد السياحي المصري. وتوقع أن تسهم الزيارة في تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى الأقصر ومصر بشكل عام، خاصة من السوقين الإسباني والأوروبي.
ووصل ملك إسبانيا فيليب السادس وزوجته الملكة ليتيزيا إلى مصر، الثلاثاء الماضي، في أول زيارة رسمية لهما استمرت حتى 19 سبتمبر (أيلول) الجاري، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. رافقهما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
والتقى ملك إسبانيا والرئيس المصري فور وصولهما القاهرة، وتبادلا أرفع الأوسمة في بلديهما. كما أجرى الزوجان الملكيان، برفقة زوجتيهما، جولة في منطقة الأهرامات التاريخية. أقام الرئيس المصري وقرينته مأدبة عشاء أمام الأهرامات لملك وملكة إسبانيا.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس استهل اللقاء بملك إسبانيا بالترحيب به في أول زيارة دولة يجريها إلى مصر، ولأول مسؤول إسباني رفيع المستوى منذ التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس إلى إسبانيا في فبراير (شباط) 2025 الماضي. من جانبه، أعرب ملك إسبانيا عن اعتزازه بزيارة مصر، مشيدًا بمكانتها الراسخة إقليميًا ودوليًا، وإرثها الحضاري العظيم الذي ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية. أعرب الرئيس عن تقديره للمواقف الإسبانية الداعمة للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، والتصويت لصالح "إعلان نيويورك حول حل الدولتين" في الجمعية العامة للأمم المتحدة. يعكس ذلك التزام مدريد بمبدأ حل الدولتين، ويكرس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.