واجهت منصة البث الأسترالية "كيك" انتقادات متجددة من السلطات الفرنسية التي نجحت في حجب قناة "جان بورمانوف" jeanpormanove عقب وفاته إثر تعرضه على مدى 12 يوماً لإساءة المعاملة خلال بث مباشر.
وأصدرت هيئة تنظيم المحتوى الرقمي الفرنسية ("أركوم") أمراً للمنصة، التي تتخذ من ملبورن مقراً والتي بات لديها منذ أيام قليلة فقط ممثل قانوني على الأراضي الأوروبية في مالطا، "بمواصلة التعاون" معها بشأن وفاة الرجل.
وتبث قناة "جان بورمانوف" من موقع قرب مدينة نيس الساحلية في جنوب شرق فرنسا، وهي محور تحقيق مزدوج: الأول بدأ بعد نشر مقال في ديسمبر (كانون الأول) في صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية ولا يزال مستمراً، والثاني بعد وفاة صاحب القناة.
وكان حوالي 200 ألف شخص يتابعون يوميات رافاييل غرافن، وهو الاسم الحقيقي لـ"جان بورمانوف"، والبالغ من العمر 46 عاماً.
وقد تعرض غرافن، بانتظام وعلى البث المباشر، للإهانة والضرب وشد الشعر والتهديد، بل وحتى لإطلاق مقذوفات عليه من دون حماية، وذلك إلى جانب رجل آخر يُلقب بـ"كودو" ويعاني من "إعاقة واضحة"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان "جان بورمانوف" يكسب ما يصل إلى 6000 يورو شهرياً من اشتراكات القناة أو تبرعات المشاهدين، وفق ما ذكر خلال مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا العام.
وتأسست منصة "كيك"، المعروفة باعتمادها قواعد أكثر مرونة مقارنةً بمنصات أخرى للبث التدفقي بالفيديو مثل "تويتش"، العام 2022 على يد مليارديرين، الأسترالي إد كرافن والأميركي بيجان طهراني اللذين كونا ثروتيهما من مراهنات العملات المشفرة عبر الإنترنت.
وسرعان ما أصبحت المنصة ملاذاً للمؤثرين ومدوني الفيديو المثيرين للجدل المحظورين من منصة "تويتش" المنافسة.
وذكرت هيئة الرقابة الرقمية الفرنسية في بيان الجمعة أن قناة "jeanpormanove" بثت "صوراً تُظهر مشاهد عنف لا تُطاق تعرض لها غرافن" لأشهر قبل وفاته.
وأكدت المنصة لهيئة "أركوم" يوم الخميس الماضي أنها ستراجع كل قواعدها المتعلقة بإدارة المحتوى والإشراف عليه.
وفي الاتحاد الأوروبي، يُلزم قانون الخدمات الرقمية (DSA) المنصات والهيئات المستضيفة لها بالتحرك عند الإبلاغ عن محتوى يُحتمل أن يكون غير قانوني.
ومع ذلك، لا تضم "كيك" سوى 75 مُشرفاً، لا يتحدث أي منهم الفرنسية.
وقد انتقدت الوزيرة الفرنسية المُفوضة للشؤون الرقمية كلارا شاباز الجمعة هذا الأمر، مشيرةً إلى أنها تحدثت مع مُديري المنصة في الموضوع.
وقالت: "نتعامل مع أشخاص في الجانب الآخر من العالم في مكالمات فيديو.. وليست لديهم أدنى فكرة عما يحدث، كما ليست لديهم إجابات".