"تليفوني" يغير قواعد اللعبة.. هل أصبح شراء الهواتف الذكية في مصر أكثر تعقيدًا؟

يبدو أن منظومة تسجيل وتقنين الهواتف الذكية، التي أطلقتها مصر مؤخرًا، تسبب ارتباكًا في سوق شراء الهواتف عبر الإنترنت.

كانت مصر أطلقت منظومة لتسجيل وتقنين الهواتف القادمة من الخارج لدفع الضريبة الجمركية عليها، عبر تطبيق يحمل اسم "تليفوني".

وتنطبق المنظومة على الهواتف القادمة من الخارج التي يتم تفعيلها بدءًا من الأول من يناير الجاري. وحددت مصلحة الجمارك المصرية الرسوم المفروضة على الهواتف القادمة من الخارج بقيمة تمثل 38% من سعر الهاتف، على أن تطُبق على الهاتف الثاني للمالك.

لكن يبدو أن هذه المنظومة ألقت بظلالها على سوق شراء الهواتف عبر الإنترنت، إذ إن بعض الهواتف أصبحت غير متوفرة للشراء على نطاق واسع عبر المتاجر الإلكترونية في مصر.

وظهر هذا الأمر عند محاولة شراء هاتف "آيفون 16 برو" من "أبل"، وهو ضمن سلسلة الهواتف التي أطلقتها الشركة العام الماضي.

وعند محاولة شراء "آيفون 16 برو" عبر الإنترنت في مصر، من أربعة متاجر إلكترونية لم يكن الهاتف متوفرًا سوى عبر الوكيل الخاص بشركة أبل.

وهذه المتاجر الأربعة هي "أمازون" و"نون" و"بي تيك" و"تريد لاين" (والأخير هو وكيل شركة أبل في مصر). وكان الهاتف متاحًا فقط للشراء عبر الإنترنت من "تريد لاين".

وبلغ سعر هاتف "آيفون 16 برو" عبر الإنترنت 98.8 ألف جنيه (1,950 دولارًا) للنسخة بسعة تخزين 256 غيغابايت. في حين يبلغ سعر الهاتف بالمواصفات نفسها على الموقع الإلكتروني لشركة أبل 1,099 دولارًا.

"سامسونغ"

لم يختلف الوضع كثيرًا عند محاولة شراء هاتف "Galaxy S24 Ultra" الرائد من شركة سامسونغ، وهو أيضًا ضمن آخر سلسلة هواتف أطلقتها الشركة في 2024.

ومن بين أربعة متاجر إلكترونية في مصر، كان الهاتف متوفرًا للشراء عبر متجر واحد فقط، مثلما كان الحال مع هاتف "آيفون 16 برو".

وكانت هذه المتاجر الأربعة هي "أمازون" و"نون" و"بي تيك" و"راية". وكان الهاتف متوفرًا فقط للشراء عبر متجر نوون بسعر بلغ نحو 70 ألف جنيه (نحو 1,380 دولارًا).

ويبلغ سعر هاتف "Galaxy S24 Ultra" على الموقع الإلكتروني للشركة 3,299 درهمًا إماراتيًا أي نحو 898 دولارًا.

ما الأسباب؟

يعود سبب عدم توافر الهواتف للشراء عبر الإنترنت في مصر على الأرجح إلى رغبة البائعين في تعليق المبيعات لحين تعديل أسعار الهواتف بعد منظومة الضريبة الجمركية الجديدة.

وقال الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر، الأسبوع الماضي في توضيح للمواطنين حول المنظومة، إنه عند شراء أي هاتف جديد لابد من التأكد من أنه مسجل بالمنظومة الجديدة.

ويعني هذا أنه عند شراء هاتف جديد لابد أن يستعلم المستخدم عن رقمه التسلسلي بتطبيق "تليفوني" للتأكد من أن البائع سجله بالفعل وأنه ليست عليه رسوم مستحقة، كما ينبغي الحصول على فاتورة ضريبية من البائع.

وقبل الموعد النهائي لبدء تطبيق منظومة تسجيل الهواتف، سارع التجار إلى تفعيل الهواتف الموجودة لديهم لتجنب دفع الضريبة الجمركية عليها مع بدء تطبيق المنظومة.

وقال نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بالغرفة التجارية في مصر، وليد رمضان، في تصريحات سابقة، إن جهاز تنظيم الاتصالات وجد أن عدد الهواتف التي فُعلت قبل تاريخ الأول من يناير كبير للغاية، وهو ما قد يشير إلى وجود جزء كبير من هذا العدد لدى التجار.

وأضاف أنه نتيجة لهذا قال رئيس جهاز الاتصالات إنه سيتم اتخاذ إجراءات مع التجار، لكن من دون توضيح طبيعة هذه الإجراءات.

ارتفاع الأسعار

بدأ سوق الهواتف الذكية في مصر يشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الهواتف منذ الكشف عن منظومة تسجيل الهواتف الجديدة في ديسمبر 2024.

ومع بدء تردد الأنباء عن تطبيق المنظومة، ازداد الطلب على الهواتف محليًا مع قلة المعروض لأن الإعلان عن المنظومة كان مفاجئًا وهو ما أدى إلى وجود حالة من القلق بين المواطنين مما نتج عنه ارتفاع الأسعار في السوق.

وقال نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بالغرفة التجارية، في تصريحات سابقة، إن مصادر الهواتف المتاحة في السوق المصرية معروف، منها 20% يصنع محليًا، و80% يتم استيراده.

وتابع أن حجم الهواتف التي تدخل البلاد أصبح قليلا جدًا، مضيفًا أنه مع خوف المصريين القادمين إلى مصر من شراء هواتف من الخارج وزيادة الطلب وقلة المعروض محليًا ارتفعت أسعار الهواتف المحمولة.

وأشار إلى أن سوق الهواتف المحمولة في مصر يحتكره من 3 إلى 4 مستوردين، وأن الاحتكار يؤدي بدوره إلى الغلاء.