جاء الألماني كاهيل من مدينة شتوتغارت لحضور منافسات كأس العرب، والاستمتاع بالأجواء الجماهيرية، إضافة إلى متابعة إحدى مباريات المنتخب السعودي من المدرجات كمشجع، وسبق له أن تابع مباريات "الأخضر" من موقع مختلف خلال كأس العالم 2002، حين كان ضمن الطاقم الفني لمنتخب الكاميرون.
ولا يزال كاهيل يتذكر بدقة تفاصيل تلك المحطات الكروية، مفضّلا متابعة مباريات المنتخب السعودي لما لمسه من شغف جماهيري وحضور كثيف ووفاء لافت، سواء خلال كأس العرب 2021 أو في كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في قطر. ويستعيد كاهيل مواجهات السعودية أمام ألمانيا والكاميرون وجمهورية أيرلندا في مونديال 2002، حين ودّع المنتخبان السعودي والكاميروني المنافسات من دور المجموعات آنذاك.
وعمل كاهيل ممثلا لشركة "بوما" ومسؤولا عن تجهيزات منتخب الكاميرون خلال الفترة الممتدة بين عامي 2002 و2004، تحت إشراف المدرب الألماني ويلفريد شافير، قبل أن يُعيَّن مديرا تقنيا للمنتخب ذاته، مساهما مع شافير في التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2002.
ويُعد المدرب الألماني ويلفريد شافير أحد الأسماء البارزة في التدريب، إذ يشرف حاليا على منتخب غانا، وقاده إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 2026.
كما أسهم خلال مسيرته في اكتشاف وصقل عدد من المواهب الألمانية التي أصبحت لاحقا أسماء بارزة في الكرة العالمية، منها الحارس أوليفر كان.
وفي حديثه للجزيرة نت، عبّر كاهيل بإسهاب عن عشقه كرة القدم والجمهور السعودي، مؤكدا أن هذا الشغف يدفعه دائما إلى حضور مباريات "الأخضر" في مختلف البطولات القارية والعالمية.
كما أبدى إعجابه الكبير بدولة قطر وقدرتها التنظيمية العالية في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
وقال كاهيل: "قطر بلد رائع. تابعت 18 مباراة من المدرجات خلال 13 يوما في كأس العالم 2022، واستمتعت بكل لحظة. التنظيم كان مذهلا".
وأضاف: "لا أعتقد أن بطولة عالمية أخرى ستُنظم بالطريقة نفسها. قرب الملاعب من بعضها، ومناطق المشجعين، وإمكانية الاحتفال مع جماهير من مختلف أنحاء العالم في مدينة واحدة، كما يحدث في سوق واقف، دون أي مشاكل، كلها عوامل استثنائية".
وتابع: "لست متأكدا من قدرتي على السفر لحضور كأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا".
وأشار كاهيل إلى ما وصفه بمزايا التجربة القطرية في تنظيم البطولات الرياضية: "الناس هنا طيبون وكرماء، الملاعب فخمة وهي من الأجمل في العالم، والتنقل سهل وسلس. قطر توفر حزمة خدمات متكاملة، حتى الطعام هنا مميز".
ووجّه كاهيل رسالة للمسؤولين عن تنظيم البطولات في قطر، قال فيها: "واصلوا العمل، ما تقدمونه نموذج مثالي للعالم، وأنتم تخدمون كرة القدم بصورة رائعة".
واستعاد كاهيل زيارته الأولى إلى قطر عام 2015، حين كانت مشاريع البنية التحتية في طور الإنجاز، مضيفا: "تساءلت آنذاك إن كان من الممكن الانتهاء من كل هذه المشاريع قبل كأس العالم، لكن ما تحقق كان مفاجئا بكل المقاييس. التطور، والتنمية، والناس هنا، كلها عناصر تفرض الاحترام".
واختتم حديثه: "رسالتي، خصوصا للأوروبيين الذين يحملون تصورات خاطئة عن قطر أو لا يعرفونها جيدا، أن يزوروا هذا البلد ويكتشفوا كيف يجمع بين الحداثة والأصالة، ويحافظ على هويته. بالنسبة لي، قطر بلدي الثاني، فقد زرتها أكثر من 60 مرة".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة