في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بعد جلوسه على مقاعد البدلاء لثالث مباراة على التوالي، كسر المصري محمد صلاح ، نجم ليفربول الإنجليزي، صمته بعد التعادل المرير 3-3 مع ليدز يونايتد مساء أمس السبت في الجولة 15 بالدوري الإنجليزي (برمييرليغ) ، ليكشف عن علاقة متدهورة مع مدربه آرنى سلوت ، ومستقبل غامض في ليفربول قبل ذهابه مع منتخب مصر إلى بطولة كأس أمم أفريقيا التي ستقام بالمغرب بعد أسبوعين.
جلس صلاح على مقاعد البدلاء ليشاهد ليفربول يفلت منه الفوز بهدف قاتل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع. نزيف نقاط مبكر يُبعد الفريق عن صدارة الدوري، إذ تجمّد رصيده عند 23 نقطة في المركز التاسع، بفارق 10 نقاط عن أرسنال صاحب الصدارة.
تراجع النتائج هذا الموسم دفع المدير الفني آرنى سلوت لتغييرات في التشكيل، فغاب صلاح عن القائمة الأساسية في آخر ثلاث مباريات، ولم يشارك في اثنتين منها.
ورغم ذلك لم تتحسن الحصيلة: تعادلٌ مع ليدز وسندرلاند وفوزٌ صعب على ويستهام (المتعثر) ليجمع خمس نقاط فقط من تسع ممكنة. شعر صلاح بالتجاهل ليدلي بتصريحات مثيرة بعد مباراة ليدز أظهرت تدهور العلاقة بين النجم المصري ومدربه وتحد ث عن "التضحية" به في الشتاء.
بعد نهاية مباراة ليدز يونايتد، خرج صلاح عن صمته فقال "أشعر بخيبة أمل كبيرة… يُحمِّلونني المسؤولية ويضعون الضغط عليّ. قلت مرارًا إن علاقتي جيدة بالمدرب، لكن فجأة لم تعد هناك علاقة، لا أعرف لماذا"، مضيفا: "يحاول البعض تصويري كسبب مشكلة الفريق… لقد ألقَوا بي تحت الحافلة، لكنني لا أعتقد أنني المشكلة".
وتابع النجم الذي تتغني باسمه جماهير ليفربول منذ 2017: "لا يجب أن أقاتل كل ثلاثة أيام لأحصل على مركزي. ما قدّمته يشفع لي لوضعٍ أفضل داخل الفريق… أنا لست أكبر من النادي، لكنني قدّمت ما يشفع لمركزي".
وكشف صلاح في تصريحاته أنه دعا والدته لحضور مواجهة برايتون المقبلة في ملعب "آنفيلد" معقل ليفربول ، مؤكّدًا أنه سيستمتع بالمباراة حتى لو لم يبدأ أساسيًا، وواصفًا اللقاء بأنه "وداع" قبل التوجّه إلى كأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر في المغرب (21 ديسمبر/ كانون الأول – 18 يناير/ كانون الثاني). وترك عبارة لافتة: "سنرى ما سيحدث… سأستمتع على أي حال لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث لاحقًا".
منذ صيف 2017، كتب صلاح اسمه بحروف من ذهب في ليفربول: ألقاب كبرى كدوري أبطال أوروبا 2019 وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد وكأس الرابطة والدرع الخيرية إلى جانب استعادة لقب الدوري بعد عقود من الغياب.
كما أصبح ثالث الهدافين التاريخيين للنادي بتسجيل 250 هدفًا في 420 مباراة. هذا الإرث يجعل أي قرار بشأنه شديد الكلفة جماهيريًا وماليًا وفنيًا لكن على الأرجح ينتظره أحد السيناريوهات التالية:
يمكن أن يكون هناك إصلاح سريع للعلاقة برعاية الإدارة، وتقريب وجهات النظر بين صلاح وسلوت، مع تعهّد فني بإعادة إشراكه أساسيًا في الجولات المقبلة. وسيكون المكسب من ذلك هو الاستقرار الفني وتخفيف الضغوط قبل استحقاقات أوروبية ومحلية.
مع استمرار سوء النتائج واقتراب اختبار أوروبي صعب أمام إنتر ميلان بعد غدٍ الثلاثاء، قد ترى الإدارة أن تغيير المدرب هو الحل الأسرع. والنتيجة المرجّحة هي فتح صفحة جديدة مع صلاح واستعادة الثقة في غرفة الملابس.
بيعٌ صلاح بمبلغ كبير في يناير/ كانون الثاني، مع تعدد العروض، خصوصًا من الدوري السعودي ، إلى جانب اهتمام أندية أوروبية. وسينتج عن هذا عائد مالي يعيد تشكيل المشروع، لكنه مقامرة رياضية وجماهيرية.
خزينة تنتعش من صفقة بيع صلاح، ومدرب جديد يعيد ضبط البوصلة بعد صيف مكلف بالتعاقد مع أسماء كبيرة مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتس وهوغو إيكيتيكي. سيناريو جذري يعيد بناء الفريق بسرعة، لكنه يحمل مخاطرة فقدان "الهوية" مع رحيل أحد رموزها.
في الأفق مواجهة ثقيلة أمام إنتر في دوري الأبطال، وضغط جدول محلي، واستعداد صلاح للالتحاق بمنتخب مصر. كل ذلك يدفع إدارة ليفربول لحسم الاتجاه سريعًا قبل أن تتحول الأزمة إلى كرة ثلج.
وتبقى هناك تساؤلات مهمة: هل تختار الإدارة "ترميم الجسور" مع نجمها الأبرز، أم تذهب إلى "هزّة كبيرة" تُعيد تشكيل الفريق؟ وما بين مقاعد البدلاء والتصريحات والجدول المضغوط للفريق، ستُحسم قصة صلاح وسلوت وليفربول في تفاصيل الأيام القليلة المقبلة.
تحرير: صلاح شرارة
المصدر:
DW