آخر الأخبار

جوزيبي مياتزا وقصة السروال المحرجة بنصف نهائي مونديال 1938

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

رغم المنافسة الجدية والقوية بين الفرق، هناك لحظات نادرة في عالم كرة القدم تكسر هيبة النتائج والبطولات الكبرى وتحوّلها إلى مشهد عفوي وغريب في بعض الأحيان ليظل محفورا للأبد في الذاكرة الكروية.

واحدة من هذه اللحظات ولدت في صيف 1938، على أرض فرنسا، وبطلها لم يكن سوى الأسطورة الإيطالية جوزيبي مياتزا، الرجل الذي حمل راية الآزوري في عصره الذهبي وصار أيقونة للكرة الإيطالية لعقود.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 من مارادونا إلى بوغبا.. ماذا حدث لنجوم كرة القدم بعد إيقافهم بسبب المنشطات؟
* list 2 of 2 رئيس الاتحاد التونسي: هدفنا المنافسة على كأس العرب وأمم أفريقيا end of list

نصف نهائي تاريخي

كأس العالم 1938 كان محطة استثنائية في تاريخ اللعبة، وجاء المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب، الأب الروحي، فيتوريو بوتسو، إلى فرنسا وهو الفائز باللقب العالمي عام 1934، وسط أجواء سياسية متوترة في أوروبا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

في نصف النهائي على ملعب مرسيليا في الـ16 يونيو/حزيران، أقيمت واحدة من أكثر المباريات ندّية في البطولة عندما اصطدم المنتخب الإيطالي بنظيره البرازيلي، الفريق الموهوب الذي كان ينذر العالم بقدوم عصر جديد لكرة السامبا.

في مباراة مثيرة، تقدمت إيطاليا بهدف سجله جينو كولاوسي في الدقيقة 55، ثم احتسب الحكم الإنجليزي جورج كابنيل ركلة جزاء لصالح الآزوري.

الجماهير حبسَت أنفاسها، واللاعبون اصطفّوا على حدود المنطقة. كان الوقت كافيًا ليدرك الجميع أن هذه الركلة قد تحسم مصير المباراة، وهنا ظهر بطل اللحظة جوزيبي مياتزا.

رباط السروال خان الأسطورة

تقدّم مياتزا (28 عاما) نحو نقطة الجزاء، وسط صمت ثقيل وبينما كان يستعد للركلة، حدث ما لم يتوقعه أحد: رباط سرواله القصير انقطع فجأة، وبدأ السروال في الانزلاق أمام آلاف المتفرجين!

الملاعب في تلك الفترة لم تكن مجهزة بالاحتياطات اللازمة، ولا الوقت يسمح بتبديل السروال أو إصلاحه لذلك وجد مياتزا نفسه في موقف محرج أمام أعين اللاعبين والجماهير والحكم.

لكنه رغم ذلك تعامل معه بأسلوبه الخاص: أمسك السروال بيد، ثم تقدم وسدد الركلة بنجاح في مرمى الحارس البرازيلي والتر، لينفجر الملعب بالهتاف والضحك في آن واحد.

إعلان

بعد تسجيله ركلة الجزاء غيّر مياتزا سرواله وعاد إلى المباراة التي تقدمت فيها إيطاليا بهدفين، قبل أن تتلقى شباكها هدفًا عن طريق روميو في الدقيقة 87 لم يكن كافيا لعودة منتخب البرازيل في النتيجة وغادر البطولة.

من لحظة طريفة إلى مجد تاريخي

هدف مياتزا من ركلة جزاء منح إيطاليا الفوز 2-1 والتأهل إلى النهائي، حيث ضربت موعدا مع المجر التي هزمت السويد 5-1.

في المباراة النهائية فازت إيطاليا بنتيجة 4-2، بثنائية من بيولا وكولاوسي ورفعت لقب كأس ريميه للمرة الثانية بقيادة فيتوريو بوزو.

كما كان اللقب المونديالي الثاني للاعب مياتزا، وقال عنه فيتوريو بوزو: "وجوده في الفريق يعني البدء من الصفر".

لقد باتت ركلة الجزاء الشهيرة، رغم غرابتها، جزءًا من الإرث الكروي الإيطالي، تُروى في كل مناسبة تحت عنوان: "الأسطورة الذي سجل وهو يمسك سرواله".

شخصية مياتزا: الأناقة والجرأة معًا

مياتزا لم يكن مجرد هدّاف؛ كان شخصية استثنائية في الملعب وخارجه. عرف عنه حبه للحياة الليلية، وميله للمرح والأناقة. لكن على أرض الميدان، كان يمتلك أعصابًا من فولاذ. ركلة الجزاء تلك جسّدت مزيج شخصيته: لاعب يعرف كيف يحوّل الموقف المحرج إلى لحظة خالدة.

اعتاد مياتزا دخول الملعب دون إحماء والمشاركة في المباريات دون الاستعداد لها وأبرز أفعاله الغريبة كانت في ديربي الغضب بين إنتر وميلان عندما حضر قبل انطلاق المباراة بدقائق محدودة، ورغم كل ذلك سجل هدفين ومضى بعدها الفريق لحصد لقب الدوري.

في عام 1940 انتقل إلى الجار اللدود ميلان وقبل مباراة الديربي بكى جوزيبي داخل غُرف الملابس لأنّه لم يود مواجهة فريقه السابق إنتر إلا أنّه وبالرغم من ذلك سجل هدفا في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2.



نشأة "بيبين"

بعد وفاة والده في الحرب العالمية الأولى، ترعرع مياتزا الملقب بـ"بيبين" على يد والدته إرسيليا، وسط الفقر والتضحيات، في ميلانو.

انضم إلى إنتر في الـ15 من عمره، لكنه كان ضعيفا جدا وكان النادي يُقدم له وجبتين يوميا فقط.

عندما ظهر لأول مرة مع الفريق الأول وهو في الـ17 من عمره، انتقده زميله في الفريق، ليوبولدو كونتي، بسخرية لاذعة بمجرد أن رأى بنيته الطفولية: "مهلاً، هل نسمح لفرقة باليلا بالعزف هنا؟"، في إشارة إلى دار الأوبرا الوطنية باليلا، التي كانت تجمع الأطفال حتى سن الـ14 خلال الحقبة الفاشية.

سجلاته الذهبية

مع إنتر، فاز مياتزا بـ3 ألقاب سكوديتو، وكان هداف الدوري الإيطالي 3 مرات، ولعب أيضًا لميلان ويوفنتوس قبل أن يعود إلى إنتر في -عامه الأخير- ويودع كرة القدم، بسبب أمراض عديدة وإصابة في قدمه.

يحمل مياتزا الرقم القياسي كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في الدوري الإيطالي (243 هدفا في 361 مباراة) كما يعد أكثر لاعب تسجيلا لثلاثيات "هاتريك" في تاريخ الكالتشيو بالتشارك مع غونار نوردال بـ17 هاتريكا.

إعلان

ويعده البعض أفضل مهاجم إيطالي في تاريخ الكرة الإيطالية وكان أول لاعب إيطالي ينال شهرة عالمية. وبعد اعتزاله اللعب، أصبح لاحقا صحفيا رياضيا ومدربا.




* كأس عالم لعامي 1934 و1938
* كأس الأمم الأوروبية لعامي 1930 و1935
* لقب الدوري الإيطالي لأعوام 1930 و1938 و1940 ومركز الوصيف 3 مرات
* كأس إيطاليا عام 1939
* هداف الدوري الإيطالي لأعوام 1929، و1930، و1936، و1938
* أفضل هداف في تاريخ إنتر ميلان 287 هدفا
* ثالث أفضل هداف في تاريخ الكالتشيو 216 هدفا في 367 مباراة
* الهداف التاريخي لمنتخب إيطاليا (53 مباراة دولية و33 هدفا) قبل أن يحطم جيجي ريفا رقمه القياسي بتسجيله 35 هدفا في عام 1972.
* اختير من قبل الفيفا ضمن أفضل 25 لاعبا في القرن العشرين.
* ثالث أفضل هداف بالمسابقات الإيطالية.

وفاة الأسطورة مياتزا

في 21 أغسطس/آب عام 1979، رحل أعظم لاعب كرة قدم إيطالي على مر العصور في صمت عن عمر يناهز 69 عاما.

عانى مياتزا من مرض في البنكرياس بالإضافة إلى مشاكل في الدورة الدموية، وبعد أشهر قليلة من وفاته، سُمي ملعب سان سيرو في ميلانو باسمه تخليدا لذكراه.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا