بصرف النظر عن النجاحات الأكاديمية والمهنية، فإن جزءًا رئيسيًا من الذكاء يأتي من موقف الشخص وكيفية رؤيته للعالم، ولهذا السبب هناك أشياء معينة لا يشكو منها الأشخاص الأذكياء حقًا أبدًا. إن نظرتهم إلى العالم ومكانتهم فيه تأتي من مكان الرحمة والفهم، وليس المنافسة أو عقلية الندرة، مما يسمح لهم بتنمية نظرة متفائلة، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Your Tango.
إن هناك أنواعاً مختلفة من الذكاء تؤثر على أجزاء مختلفة من حياة المرء. يتم قياس بعض أنواع الذكاء باختبارات موحدة أو قدرة الشخص على اتباع قواعد اجتماعية غير منطوقة. وتتجاوز علامات الذكاء الحقيقي الدرجات في المدرسة أو معرفة الإجابة الصحيحة على سؤال. وفقًا لخبراء علم النفس، إن هناك 11 شيئًا لا يشكو منها الأشخاص الأذكياء حقًا، كما يلي:
1-الأخطاء السابقة
لا يشكو الأشخاص الأذكياء حقًا من الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي. إنهم يعترفون بما فعلوه خطأً، لكنهم لا يحددون من هم الآن من خلال تلك الأخطاء. يرى الأشخاص الأذكياء حقًا أخطاءهم السابقة كخطوات ضرورية للنجاح. يحللون أفعالهم ويحاسبون أنفسهم على عدم ارتكاب نفس الأخطاء مرتين، بحيث يكون كل ما فعلوه خطأً بمثابة تجربة تعليمية.
2-إنجازات الآخرين
لا يشكو الأشخاص الأذكياء حقًا من إنجازات الآخرين. إنهم يفصلون بين قيمتهم الذاتية الفردية ونجاحات الآخرين، لأنهم يعرفون أن الوقوع في فخ المقارنة سيجعلهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم. إنهم يدركون أن فوز شخص آخر لا يعني تلقائيًا خسارتهم. عندما يحكم الأشخاص على أنفسهم وفقًا لما يملكه الآخرون، فإنهم يعلقون في عقلية الندرة. إنهم يركزون على ما يفتقرون إليه بدلاً مما هو لديهم، مما يقودهم بعيدًا عن الامتنان نحو الحسد.
3-الانتظار في طوابير طويلة
إن الانتظار في طوابير طويلة هو شيء لا يشكو منه الأشخاص الأذكياء حقًا. إنهم يجهزون أنفسهم عقليًا لأشياء مثل الذهاب إلى إدارة المركبات الآلية أو التسوق من البقالة قبل عطلة كبيرة وهم يقبلون أن الانتظار في الطابور هو جزء من العملية. قد يشعرون بالإحباط، لكنهم لا يشكون، لأنهم يدركون أن الشكوى تضعهم في موقف صعب. إن المزاج السيئ لا يجعل الطابور يتحرك بشكل أسرع.
4-التعثر في حركة المرور
إن الجلوس في طابور الانتظار هو أحد تلك التجارب، التي يمكن أن تجعل الشخص عصبيًا أو غاضبًا، ولكن الأشخاص الأذكياء حقًا يتبنون منظور "عِش ودع غيرك يعيش" في التعامل مع هذه القضية. فهم يدركون أن حركة المرور جزء لا مفر منه من الوجود الحديث، لذا فهم يوجهون طاقتهم العقلية الثمينة نحو أشياء أخرى.
سواء كانوا يتنقلون إلى العمل أو يتولون مسؤولية توصيل أطفالهم إلى أماكن لا حصر لها، فإن التواجد في السيارة غالبًا ما يكون الوقت الوحيد الذي يقضيه الأشخاص بمفردهم. وعندما تكون هناك ظروف غير متوقعة، مثل البناء أو وقوع حادث مروري، فإن الأشخاص الأذكياء حقًا يجدونها وقتًا للبقاء مع أنفسهم. إنهم يتأملون يومهم، ويطلقون العنان لخيالهم. يستمعون إلى البث الصوتي ويتعلمون شيئًا جديدًا، لذا فإنهم يستمتعون بالرحلة.
5-العيوب الشخصية
لا يشكو الأشخاص الأذكياء من عيوبهم، حيث إنهم تعلموا التخلي عن أي توقعات للكمال، لأنه معيار بعيد المنال ولا يسبب سوى الضيق والأضرار بتقديرهم لذاتهم. يقبل الأشخاص الأذكياء حقًا أنفسهم تمامًا، مما يعني قبول أنهم معيبون. إن الكمال ليس هدفًا واقعيًا بأي حال من الأحوال.
6-ردود الفعل السلبية
لا يكون من السهل أو المريح سماع ردود الفعل السلبية، لكنها حالة لا يشكو منها الأشخاص الأذكياء. إنهم يتقبلون انتقادات الآخرين بلباقة، لأنهم يعرفون أن ردود الفعل السلبية لا تحددهم. يؤمن الأشخاص الأذكياء حقًا بقيمتهم الذاتية المتأصلة، لذلك فهم يفهمون أن القيام بعمل سيئ في مهمة معينة لا يجعلهم سيئين بأي حال من الأحوال. ويرى الأذكياء أن قدراتهم ومستوى ذكائهم يمكن تطويرهما على مدار حياتهم. لذا، فإنهم يبذلون جهودًا مركزة في تعلم مهارات جديدة، لأنهم يعرفون أن تجربة الأشياء وارتكاب الأخطاء هي الطريقة الحقيقية للتعلم.
7-الأعمال المنزلية الروتينية
تعتبر الأعمال المنزلية الروتينية جزء لا مفر منه من الحياة، والأشخاص الأذكياء حقًا لا يسمحون لأنفسهم بالوقوع في أي سلبية من خلال الشكوى منها. يعرف الأشخاص الأذكياء حقًا أيضًا أن وجود منزل نظيف ومنظم سيساعدهم على أن يكونوا منتجين قدر الإمكان. كما اكتشف الباحثون في معهد علوم الأعصاب بجامعة برينستون أن إنجاز المهام المنزلية يجعلهم قادرين على النجاح.
8-الآراء الخارجية
إن الأشخاص الأذكياء حقًا لا يشكون أبدًا من آراء الآخرين عنهم. إنهم يدركون أنه ليس كل شخص سيتفق معهم أو حتى يحبهم، لذلك يتخلون عن حاجتهم لتقييم أنفسهم بناءً على عوامل خارجية. تقول دكتورة بريا ألبرن، أخصائية علم النفس السريري، إن "الاهتمام المفرط بما يعتقده الآخرون عنا يمكن أن يكون له آثار ضارة على صحتنا العقلية"، فعندما يعطي الشخص "الأولوية للتحقق الخارجي على قيمه ومعتقداته، فإنه يتخلى عن السيطرة على احترامه لذاته وسعادته للآخرين. ويؤدي هذا غالبًا إلى القلق وانخفاض احترام الذات والحاجة المستمرة للموافقة".
9-التحديات غير المتوقعة
لا يشكو الأشخاص الأذكياء حقًا من التحديات غير المتوقعة التي تواجههم. فهم يدركون أن رحلة الحياة ليست سهلة على الإطلاق، وهم يدركون أن مواجهة التحديات تساعدهم على النمو إلى أكثر شخصياتهم أصالة. وبحسب دكتورة كورتني وارين، عالمة النفس، الأصالة هي "أن يكون الشخص صادقًا مع نفسه ويتصرف بطريقة تعكس إحساسه الأساسي بالذات".
10-مرور الوقت
إن مرور الوقت لا يسبب أي إزعاج للأشخاص الأذكياء، لأنهم لا يفكرون في الماضي أو يخشون ما يحمله المستقبل. إنهم يبقون في الحاضر، وهو ليس إنجازًا سهلاً، ومع ذلك فهو شيء يسمح لهم بالعيش بشكل كامل، دون أن يغمرهم الندم والقلق.
11-عادات الآخرين
يهتم الأشخاص الأذكياء بأنفسهم وعائلاتهم وأعمالهم ولا يلقون بالًا إلى عادات الآخرين، طالما أن هذه العادات لا تسبب ضررًا نشطًا. يقبل الأشخاص الأذكياء حقًا تمامًا أن كل شخص كما هو عليه، لأنهم يعرفون أن الشكوى لا تدفع أي شخص إلى تغيير شخصيته.