آخر الأخبار

هل تبقى للمباراة البيتية أفضلية في كرة القدم الحديثة؟

شارك

هل تبقى للمباراة البيتية أفضلية في كرة القدم الحديثة؟

بقلم: د. غزال أبو ريا

بين دعم الجماهير وضغط التوقعات… سرّ اللعبة البيتية

مقدمة

في عالم كرة القدم، تُعتبر المباراة البيتية فرصة ذهبية للفريق المستضيف. فهي تُقام على أرضه، بين جماهيره، وفي أجواء مألوفة تمنحه قوة إضافية. لكنها ليست دائمًا طريقًا مضمونًا إلى النصر؛ فقد تتحوّل أحيانًا إلى نعمة تدفع الفريق نحو القمة، وأحيانًا إلى نقمة وضغط يثقل كاهل اللاعبين.
في هذا المقال أعتمد بشكل جزئي على فصل خصصته لهذا الموضوع في كتابي “التربية والرياضة” (2006).

أولًا: عندما تكون اللعبة البيتية نعمة
1. دعم الجمهور
الجمهور يُعدّ اللاعب الثاني عشر. تشجيعه الحماسي يرفع الروح المعنوية ويمنح اللاعبين طاقة مضاعفة.

• مثال: ليفربول في ملعب “الأنفيلد” أنهى موسم 2023-2024 بانتصارات ساحقة على أرضه، فاز في 15 مباراة وخسر مباراة واحدة فقط.

2. معرفة الملعب
الفريق يعرف أرضية ملعبه، تفاصيل المساحات، وحركة الكرة في ظروف الطقس المختلفة.

• مثال: برشلونة في “الكامب نو”، استفاد لسنوات طويلة من المساحات الواسعة لفرض أسلوبه القائم على التمريرات القصيرة.

3. راحة نفسية وجسدية
اللعب في البيت يُجنب اللاعبين عناء التنقل والسفر ويحافظ على روتينهم المعتاد. وكما أؤكد:

“النوم في البيت يمنح الفريق استقرارًا نفسيًا أكبر، بينما المباريات الخارجية التي يُضطر فيها الفريق للإقامة في الفنادق قد تحدث بعض التعكر النفسي نتيجة اختلاف المسالك وأماكن النوم، ما قد يؤثر على التركيز والأداء”.

4. ضغط على الخصم
الفرق الضيفة غالبًا ما تشعر بالرهبة وسط أجواء جماهيرية صاخبة.

• مثال: ملعب “لا بومبونيرا” في الأرجنتين يُعتبر من أصعب الملاعب على الخصوم.

ثانيًا: عندما تتحول اللعبة البيتية إلى نقمة
1. ضغط نفسي مفرط
الجماهير لا ترضى إلا بالفوز، ما قد يربك بعض اللاعبين.

• مثال: ريال مدريد في “البرنابيو”، حيث صافرات الاستهجان تصيب اللاعبين بالضغط النفسي.

2. خيبة أمل مضاعفة
الهزيمة في البيت ليست مجرد فقدان نقاط، بل جرح كبرياء الفريق والجماهير.
3. توتر فردي
بعض اللاعبين يتأثرون سلبًا بالهتافات والانتقادات المباشرة، ما يفقدهم التركيز.

ثالثًا: الخصائص المتوازية
• التشجيع سلاح ذو حدّين: قد يرفع الأداء إلى القمم أو يضغط اللاعبين.
• المسؤولية المزدوجة: البيت يمنح قوة إضافية، لكنه يفرض التزامًا بعدم خذلان الجمهور.
• الحافز مقابل الضغط: العنصر نفسه قد يكون مصدر قوة أو ضعف.

رابعًا: الإحصاءات الأوروبية
• الفرق المضيفة ربحت نحو 44% من المباريات بين 2015 و2020، وانخفضت النسبة إلى 42% عند غياب الجمهور في فترة كورونا.
• نسب الفوز البيتية في الدوريات الأوروبية الكبرى:
• الدوري الإسباني: 47%
• الدوري الإنجليزي: 46%
• الدوري الإيطالي: 45%
• الدوري الألماني: 44%
• الدوري الفرنسي: 43%

خامسًا: إحصاءات اتحاد أبناء سخنين
الفريق / الدوري
نسبة الفوز البيتية
اتحاد أبناء سخنين (2010–2011)دراسة لنتائج الفريق في موسمي 2008-2009 و2010-2011 تُظهر أهمية البيت:
• موسم 2008-2009: فاز الفريق بـ 40% من مبارياته البيتية.
• موسم 2010-2011: ارتفعت
“أكثر من 50% من نقاط اتحاد أبناء سخنين على مدار خمس سنوات جاءت من المباريات البيتية”.

سادسًا: مباريات مميزة تُظهر قوة البيت

من بين المباريات البارزة التي تؤكد أن ملعب سخنين مصدر قوة للفريق:
• فوز على ه. تل-أبيب 1-0 بتاريخ 15 نوفمبر 2008 في الموسم 2008-.

للتلخيص.

المباراة البيتية ليست مجرد مباراة تُلعب على أرض مألوفة، بل هي منظومة متكاملة من الدعم النفسي، الضغط الجماهيري، والمعادلة الصعبة بين الحافز والتوتر.

وإذا قارنا اتحاد أبناء سخنين مع بعض الفرق الأوروبية، نجد أن نسب فوزه البيتية (40%–47%) تقترب من المعدلات الأوروبية الكبرى (43%–47%)، مما يؤكد أن ظاهرة “قوة الملعب البيتي” ليست حكرًا على الأندية الكبيرة فقط، بل هي قانون كروي عام ينطبق على الجميع.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا