هل نحن أمام انهيار القيم والأخلاق في مجتمعنا؟ عندما تنهار القيم وتنعدم الأخلاق ويغيب الرادع القانوني وتغيب مخافة الله من القلوب يسود قانون الغاب وتعم الفوضى، ويقتل الإنسان البرىء في مدخل بيته , والناس لا يحركوا ساكنا خوفا على حياتهم. مما يشجع المجرم على التمادي وارتكاب مزيدا من الجرائم نتيجة جبن المجتمع وعدم اكتراثه بما يحدث حوله من مخاطر تهدد وجوده.
عندما يرى الاهل ان ابنهم ابن العشرين عاما يركب السيارة الفارهة والنقود بين يديه، ولا يسألونه من اين لك هذا او يعرفون مصدر هذه الأموال ويسكتون. ويعرفون ان ابنهم جمع هذه الثروة نتيجة التجارة بالممنوعات وارتكابه الجرائم وهم ساكتون , فهذه جريمة نكراء . عندما يدير الزعران شؤون الحياة في مجتمعاتهم ويحيدون جانبا عقلاء القوم , فإن المجتمع سائر نحو الهاوية , عندما يصبح الرصاص يلعلع فوق رؤوس الناس،ويرهب الأطفال والشيوخ والنساء ويزرع العنف والعصبية العائلية في نفوس الأطفال منذ الصغر , فهذه جريمة لا تغفر , فكيف نريد علاج العنف ونربي أولادنا في مثل هذه الأجواء السامة والملوثة ؟ عندما يرى رئيس السلطة المحلية ان أبناء عائلته يمتلكون السلاح المهرب ويسكت.
ويطالب الشرطة جمع السلاح , فهو يضحك على نفسه وعلى الناس , لأنه هو أولى بجمع السلاح من أيدي أبناء عائلته لأنه يمثل السلطة والقانون وسكوته بمثابة جريمة بحد ذاتها . عندما تعجز القيادات الاجتماعية والسياسية عن قيادة المجتمع نحو شاطئ الأمان ويكتفون بالمؤتمرات والمقابلات الاذاعية ويتركون قيادة زمام الأمور للجهال , فهذا يقود الى الفوضى والانفلات ومزيدا من العنف والقتل.
عندما تغض الشرطة الطرف عن بيع وشراء السلاح المهرب وتمتنع عن كشف الكثير من المجرمين فهذه مؤامرة على المجتمع العربي بأسره ومخالفة للقانون الجنائي الذي من المفروض ان تطبقها الشرطة على أرض الواقع , وينطبق القول عليها , حاميها حراميها !!!!! . هذه الأوضاع السائدة في مجتمعنا والتي ذكرتها آنفا تسمى يا ساده , انهيار مجتمعي , فوضى وانفلات אנרכיה , فله حكم وسيادة قانون الغاب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
المصدر:
كل العرب