في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أفاد الناطق بلسان مستشفى رمبام في حيفا أن نحو 20 حالة تسمم على خلفية تناول فطر بري أُحيلت إلى مستشفيات مختلفة في البلاد منذ بداية شهر كانون الأول، وذلك بحسب معطيات جُمعت في مركز المعلومات الوطني للتسممات
رشا منصور سليمان تتحدث عن خطورة التسمم الدوائي
في مستشفى رمبام.
ومن بين عشرات المتوجهين إلى المراكز الطبية، كان هناك 11 شخصا احتاجوا إلى الاستشفاء، اثنان منهم بحالة خطيرة.
وقالت الدكتورة يعيل لوريا، مديرة المركز الوطني للمعلومات حول التسممات في رمبام: "في إحدى الحالات التي عولجت هذا الشهر، وصلت مجموعة من العمال الأجانب الذين أعدّوا وجبة من فطر بري قاموا بقطفه من الطبيعة. عانى المصابون من تقيؤات وإسهال شديدين، وصل الأمر إلى حد الجفاف" .
وفي حالة أخرى، وصلت عائلة قامت بقطف وتناول فطر سام جدا : " لحسن حظهم لم يستهلكوا كمية كبيرة من الفطر، لكن القليل الذي تناولوه تسبب بأضرار في الكلى والكبد" قالت الدكتورة لوريا، واضافت :" جميع أفراد العائلة عولجوا بنجاح وتعافوا. حاليا يرقد زوجان في المستشفى يعانيان من تسمم نتيجة التعرّض لفطر سام قُطف من الطبيعة، وحالتهما تُصنّف خطيرة بسبب فشل كلوي" .
ارتفاع في عدد حالات التسمم
مع قدوم الموسم الماطر، يُسجَّل كل عام ارتفاع في عدد حالات التسمم الناتجة عن استهلاك الفطر البري. فمن بين أنواع الفطر التي تنمو في البلاد، توجد فطريات صالحة للأكل، إلى جانب فطريات شديدة السمية، ويصعب جدا التمييز بينها.
ووأوضحت الدكتورة لوريا: " بالنسبة لعين غير خبيرة، قد تبدو الفطريات السامة جدا مشابهة إلى حد كبير للفطريات الصالحة للأكل، ما يعرّض جامعي الفطر لخطر حقيقي على حياتهم. مع ظهور الفطر بعد هطول الأمطار، نلاحظ ازديادا في حالات التسمم. أنواع مختلفة من الفطر تُسبب أضرارا لأجهزة مختلفة في الجسم فبعضها يؤثر على الجهاز الهضمي، وأخرى قد تُلحق أذى بالكبد أو الكلى أو القلب، أو تسبب أضرارا متعددة الأجهزة، وذلك حسب نوع الفطر والكمية المتناولة. إن تشخيص نوع الفطر ضروري لاتخاذ قرارات طبية ويشكّل تحديا كبيرا. في مركز التسممات نستعين بخبراء فطريات (مختصين بتحديد أنواع الفطر) يساعدوننا تطوعا في عملية التشخيص " .
احذروا… فطر!
في ظل كثرة حالات التسمم خلال الشهر الأخير، يطلب مركز المعلومات الوطني للتسممات التشديد على عدد من قواعد السلوك المتعلقة بالتعامل مع الفطر البري:
حيث قالت الدكتورة لوريا: " عند الخروج للاستمتاع بالطبيعة، يُنصح بالاستمتاع بجمالها والتصوير، لكن دون القطف. هناك حالات تسمم كثيرة ناتجة عن تناول وجبات تعتمد على فطر جُمع من الطبيعة. ومن المهم التأكيد على أنه في معظم الحالات، لا يؤدي الطهي إلى تدمير السموم الموجودة في الفطر. هذا العام وفي أعوام سابقة، واجهنا عدة حالات مهدّدة للحياة تطلبت استشفاءً طويلا في أقسام العناية المكثفة، بل وحتى علاجات معقدة مثل غسيل الكلى (دياليزا) وجهاز الإيكمو" .
كما يتعرّض الأطفال للفطر في هذا الموسم، ومن المعروف أن الأطفال الصغار يميلون إلى وضع كل شيء في أفواههم وتذوقه. لذلك، عند الخروج إلى الحديقة أو الطبيعة، يجب شرح الأمر للأطفال، والتنبيه إلى عدم إدخال نباتات أو فطريات إلى الفم، ومراقبتهم جيدا.
إضافة إلى الخطر الصحي، هناك أيضا جانب بيئي متعلق بالحفاظ على الطبيعة. فالفطر يؤدي دورا مهما في التوازن البيئي، والقطف غير المنضبط يضر بالتنوع الحيوي. وإذا اشتهيتم رغم ذلك إضافة الفطر إلى الحساء أو الطعام، فافعلوا ذلك فقط باستخدام الفطر المعروف والمتوفر للشراء في المتاجر " . بحسب الدكتورة لوريا.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
المصدر:
بانيت