أقرت جهات أمنية إسرائيلية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بعدم تمكنها من زرع أو تشغيل أي عميل استخباري مؤثر داخل قيادة حركة حماس العسكرية أو السياسية منذ الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، ما يعد من العوامل الرئيسية التي تفسر الإخفاق الاستخباري الذي شهدته إسرائيل قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وفقًا للتقارير، منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005، تدهورت الروابط بين إسرائيل وحركة حماس، مما صَعّب على الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية تجنيد العملاء داخل القطاع. ورغم أن الشاباك كان لديه عدد من العملاء في غزة، إلا أن هؤلاء لم يقدموا أي معلومات مهمة أو تحذيرات بشأن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023.
المصادر أشارت إلى أن إسرائيل كانت تمتلك القدرة على تشغيل عملاء في دول بعيدة مثل إيران، لكنها فشلت في معرفة ما كان يحدث على بعد مئات الأمتار من حدودها مع قطاع غزة. وقال بعض الخبراء الإسرائيليين إن هذا الفشل يعود جزئيًا إلى العزلة الأمنية والسياسية التي فرضتها حماس على غزة، حيث أصبحت العمليات الاستخباراتية أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت.
سياق تدهور العلاقات الإسرائيلية مع غزة
مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، توقفت العديد من العمليات الأمنية المشتركة بين الطرفين، ما أثر بشكل مباشر على قدرة إسرائيل في تجنيد عملاء داخل غزة. كما أغلقت حماس العديد من القنوات التي كانت تستخدمها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، سواء عبر المعابر أو البحر أو غيرها من الطرق التي كانت تسهل إدخال العملاء.
وتُظهر التقارير أن إسرائيل فشلت في تقدير مستوى الوعي الاستخباراتي لدى حركة حماس، التي أصبحت أكثر قدرة على حماية معلوماتها الداخلية واتخاذ إجراءات أمنية مشددة ضد أي محاولات للتجسس أو الاختراق.
اتهامات بضعف التركيز على التجنيد البشري
كما وردت انتقادات حادة من داخل جهاز الشاباك نفسه، حيث أشار بعض المنتقدين إلى أن مسؤولي الشاباك في السنوات الأخيرة، مثل رؤساء الجهاز السابقين رونين بار ونداف أرغمان، لم يركزوا بما فيه الكفاية على تجنيد العملاء البشريين داخل غزة. بدلاً من ذلك، كان التركيز على العمليات العسكرية الخاصة، وهو ما قد يكون ساهم في التقليل من أهمية بناء شبكة من العملاء داخل المناطق التي تخضع لسيطرة حماس.
مستقبل الاستخبارات في غزة
المصادر الأمنية الإسرائيلية أكدت أن الشاباك يعمل حاليًا على إصلاح هذا الفشل الكبير، مشيرة إلى أن قطاع غزة سيظل أحد أكبر التحديات أمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ومع تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة، يتوقع أن تزداد محاولات إسرائيل لتعزيز شبكة عملائها داخل غزة، رغم تعقيد الوضع الأمني هناك.
المصدر:
كل العرب