في ظل احتداما لواقع جيو سياسي داخلي واقليمي واسع النطاق، تأتي الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تبدأ يوم الإثنين المقبل، في التاسع والعشرين من ديسمبر2025في مدينة مارالاجو في ولاية فلوريدا حيث يقيم دونالد ترامب لقضاء عطلة نهاية العام. وتعتبر هذه الزيارة الخامسة التي يقوم بها نتانياهو الى الولايات المتحدة منذ تولي ترامب السلطة في البيت الأبيض حيث تُعدّ واحدة من أكثر الزيارات حساسية منذ اندلاع الحرب على غزة، لما تحمله من ملفات ثقيلة، وتناقضات واضحة بين أجندة الحكومة الإسرائيلية وأولويات الإدارة الأمريكية.
في المقابل، تبدو أجندة الحكومة الإسرائيلية مختلفة إلى حدّ كبير. فبينما يعمل البيت الأبيض على تعميق دوره الإقليمي، وتوسيع شبكة علاقاته مع دول المنطقة مثل مصر تركيا قطر السعودية ودول اخرى، تركز حكومة نتنياهو على أولويات داخلية ضاغطة. هذه الأولويات تشمل حسابات البقاء السياسي لنتانياهو في السلطة، وإعادة انتخاب الليكود في أكتوبر المقبل، والتهديد المتزايد داخليا في اسرائيل بإقامة لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات السابع من أكتوبر، إضافة إلى أزمة قانون تجنيد المتدينين، وفضيحة “قطر جيت” التي تلقي بظلالها الثقيلة على مكتب رئيس الحكومة وطاقمه المتهم بتقاضي الرواتب من دولة قطر قبل الحرب وبعدها.
وفي هذا السياق، تطرح زيارة نتنياهو إلى واشنطن أكثر من علامة استفهام وهي هل سيتمكن الرئيس الأمريكي من ممارسة ضغط حقيقي يدفع إسرائيل نحو الالتزام بالمرحلة الثانية، والدخول في مسار إعادة البناء؟ أم أن نتنياهو سينجح مرة أخرى في كسب الوقت، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، بانتظار تغيرات داخلية أو إقليمية تخدم حساباته السياسية؟
الإجابة عن هذه الأسئلة قد تتضح خلال أقل من أسبوع، مع نهاية العام وبداية عام 2026، الذي يبدو مرشحًا ليكون عامًا حاسمًا في مسار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني، إما باتجاه تسوية مرحلية مدعومة دوليًا، أو نحو انفجار إقليمي جديد مع غزة لبنان وإيران يصعب التنبؤ بنتائجه وكل ذلك بهدف بقاء نتنياهو.
المصدر:
كل العرب