آخر الأخبار

"عرب إسرائيل" أم "عرب القتل؟"... الى أين نحن ذاهبون؟

شارك

جريمة القتل المزدوجة التي وقعت مؤخرا في يافة الناصرة، والتي ذهب ضحيتها أب وابنه، تدل على أن جرائم القتل تتفاقم بشكل كبير في مجتمعنا العربي الفلسطيني، حيث اقترب عدد الضحايا من الـ 250 قتيلاً، أتساءل: ألهذه الدرجة من الرخص وصل الدم في المجتمع العربي المسمى "عرب إسرائيل؟" ألهذه الدرجة يتم قتل الانسان العربي من قبل ابن جلدته العربي دون رجفة جفن وبكل دم بارد؟ وأتساءل أيضاً: هل نحن "عرب إسرائيل" ننتمي فعلاً الى "شعب الجبارين؟" كما قال الراحل ياسر عرفات؟ العام الماضي شهد مجتمعنا جريمة قتل كل 36 ساعة. فأي نوع من الشعوب نحن؟ فهل نحن من طينة مختلفة تماما عن طينة البشر؟ وهل نحن مرشحون لدخول موسوعة غينيتس في القتل؟

لقد أصبح قتل الانسان في مجتمعنا العربي أسهل من اصطياد الطيور والحيوانات البرية، وأسهل من " شربة مي". شباب وفتيان وحتى نساء يقتلون في وضح النهار بكل برودة دم وبكل برودة أعصاب. مجتمع عربي أهله يقتلون بعضهم البعض والكل يتفرج ولا سيما السلطات الرسمية المسؤولة. حالات قتل بسبب خلاف عائلي، يظهر مدى التخلف المتراكم في المجتمع العربي. لأن الخلاف مهما يكون يجب أن يعالج بالعقل لا بالعضلات المفتولة أو بالسلاح. لكن عندما يفتقر الانسان إلى العقل يصبح تماما مثل الحيوان يستخدم كل شيء وأي شيء لإبادة الآخر.

نسبة العرب في البلاد تبلغ اثنان وعشرون بالمائة، لكن نسبة العنف في المجتمع العربي تبلغ ثلاثة أو أربعة أضعاف من مجمل أعمال العنف في إسرائيل. معلومات (ترفع الرأس) بالفعل. السلطات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الرئيسية المباشرة عن هذا الأمر. لكن المجتمع العربي ليس بريئاً ويتحمل أيضاً المسؤولية عما يجري فيه، لأن التربية والسلوكيات هما الأساس، وأقولها بفم ملآن ودون تردد أو اعتبار " التلم الأعوج من الثور الكبير" وافهموا ذلك كما يحلو لكم. كل راع مسؤول عن رعيته، ونحن المسؤولون عن مجتمعنا.

كل جريمة لها عقاب، الا في مجتمعنا العربي. وهنا من الضروري طرح سؤال على من يهمهم الأمر والمقصود على الشرطة المسؤولة أيضاً عن أمن وأمان المواطن العربي وليس اليهودي فقط: كيف يمكن لجهاز شرطة إسرائيلي متطور ان يعجز عن إيجاد من يقتل العربي؟ فهل هذا تقصير ام عدم رغبة في الكشف عن القتلة "لحاجة في نفس يعقوب؟"

واضح، أن الدولة تقول ولا تفعل فيما يتعلق بمعالجة تفشي الجريمة في المجتمع العربي. الدولة نفسها تعترف بالأسباب ولم تقدم الحلول. ومن يراجع تقرير "توصيات لجنة المدراء ّ العامين للتعامل مع الجريمة والعنف ّ في المجتمع العربي أي وثيقة السياسات التشخيصية ُّتموز2020 " يجد فيها:" أن الشباب العرب تم إهمالهم وهؤلاء يشكلون القسم الأساسي من ُحالات الاجرام في المجتمع العربي، وأن الدولة لا تستخدم بشكل ّ فعال ومختلف أدوات تطبيق القانون التي ّ بحوزتها في مواجهة العناصر الإجرامية." الأسباب فهمناها وإن لم تذكر كلها، لكن ماذا عن الحلول؟

وأخيراٍ... سكان أدغال إفريقيا الذين يعيشون مع القرود، لا يعانون من تفشي الجريمة، وبذلك فإننا لم نصل بعد إلى مستوى من يعيش مع (السعادين) هكذا نحن عرب دولة "قانون القومية"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا