عودة "نشر الغسيل الوسخ" على حبل المشتركة
احمد حازم
أعترف بأن منصور عباس رجل براغماتي من الدرجة الأولى ويتميز بثلاث خصال: أولها، البراعة في التكيّف مع الحدث، وثانيها، القدرة على إيجاد تبرير لكل ما يفعله والأخيرة، التلاعب بالألفاظ وتفسيرها حسب مفهومه.
الحلقة الأخيرة من برنامج "مواجهة" في تلفزيون العرب كانت بالفعل نارية لأن الزيل فايز اشتيوي (طيرلو عقلو). لكن كان هناك نقطتين مهمتين غابتا عن الزميل فايز: أولهما، عندما طلب منصور عباس من سامي أبو شحاده وأيمن عودة واحمد الطيبي بالاعتذار لمجتمعنا العربي عن اسقاطهم لائتلاف حكومة بينيت وبالتالي اسقاط "الموحدة" الشريكة في الائتلاف. في هذه الحالة، كان على الزميل فايز أن يسأله عما إذا كان منصور عباس مستعداً للاعتذار لشعبه عن اعترافه بقانون القومية المنسيء للمجتمع العربي.
النقطة الثانية: عندما كان الحديث يدور عن احتمال حظر الحركة الاسلامية الجنوبية، قال عباس انه أوصل هذا الأمر الى جهات دولية. في هذه الحالة كان من المفترض أن يوجه سؤال لعباس عن توضيح الجهات الدولية. عباس ذهب إلى أكثر من ذلك في موضوع الحظر، وصرح بلهجة الواثق كثيرا مما يقول، حيث ذكر بالحرف الواحد:" لا نتنياهو ولا ابو نتنياهو" يستطيع حظر الحركة الإسلامية الجنوبية.
"ما شاء الله عليك يا شيخ منصور من وين هالقوة؟" يعني قد نفهم رأيك " أن الحركة الاسلامية الجنوبية رقم صعب وليس من السهل تحديها ولسنا لقمة سائغة لفلان او علان" ولكن أن تتحدى نتنياهو علناً بأنه لا يجرؤ بل لا يستطيع الحظر، فالمسألة فيها "إن".
تصريحات أخرى أدلى بها عباس في برنامج مواجهة تعتبر فضيحة ونشر غسيل وسخ على حبل المشتركة. فقي الوقت الذي تتحدث فيه "الجبهة والتجمع والتغيير" عن رفضها لقانون كامنتس وقانون القومية، فإن هذه الأحزاب وأيضاً "الموحدة" وحسب عباس لم تناقش هذه الأمور خلال التفاوض مع بني غانتس وحزب "أزرق أبيض" حينما كانت القائمة المشتركة تتكون من أربعة أحزاب. وقال عبلس إنهم تفاوضوا على أربع قضايا أساسية وهي: خطة اقتصادية اجتماعية للمجتمع العربي، خطة لمكافحة الجريمة، قضايا الارض والبناء والاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب.
منصور عباس قالها صراحة في البرنامج أن الأحزاب الأربعة لم تناقش أيضا في تلك المفاوضات حل الدولتين. ولماذا؟ لأن "بيني غانتس كان قد هدد، قائلاً: إذا طرحت القضية القومية على الطاولة، فسنفض الطاولة"، وهذا يعني أن الأحزاب العربية المذكورة رضخت للتهديد ووافقت على موقف غانتس في ذلك الوقت. فضيحة سياسية بامتياز. ويقولون انهم يعملوا من أجل المجتمع العربي.
المصدر:
كل العرب