إمّا و... إمّا!
لا بدّ أن يكون الشعور بالندم، على الأرجح، هو ما انتاب بعض الأصدقاء الذين بادروا إلى التواصل معي ـ كتابة ومهاتفة ـ للاستفسار عن "السبب" وراء كتابة هذا البوست (المرفق رابطه أدناه) يوم أمس، بعدما قلتُه لهم في الردّ: 1. من العيب على أي شخص يعرفني جيدًا، منذ سنين عديدة، ويتابع ما أكتبه أن يسألني عن "سبب" كتابة ما كتبت؛ 2. من العيب على شخص يدّعي الاطلاع والمعرفة والمتابعة أن يكشف عن هذا المستوى من القُصور والتقصير أو... سوء النيّة في "التأويل" و"التفسير"! خاصة وأنّ مسألة صدق القيادة واستقامتها في التعامل مع "ناسها" هي إحدى القضايا المركزية، إن لم تكن أكثرها مركزية على الإطلاق، التي تشكل هاجسي الأساسي وتستحوذ، بصورة منهجية ومثابرة، على الجزء الأكبر مما كتبتُه وأكتبه خلال السنوات العشرين الأخيرة، على الأقل!
ومَن يودّ البحث في هذه الصفحة، هنا، يستطيع أن يجد، بسهولة، أن هذه (أمس) لم تكن المرة الأولى التي أكتب فيها هذا الرأي عن منصور عباس تحديدًا، وإنْ ليس بهذا الشكل المُباشر، الواضح والصريح... إلى جانب، وفي موازاة، كل ما كتبتُه في نقد فكره، سياساته وأدائه.
لكنّ درجة الوضوح في ما كتبتُه أمس كانت نتيجة نقاش مع أحد الأصدقاء، من المثقفين البارزين والمحترمين في مجتمعنا. وحين أخبرتُه بأنني سأكتب ما كتبت، طلب عدم ذكر اسمه! وعلى غير عادتي، قبلتُ وعذرتُهُ، برسم ما ساق من أسباب شخصية أقنعَتني.
أقول هذا كله الآن لأؤكد ـ وهو يشهد على ذلك ـ أنني حين كتبتُ الذي كتبتُه أمس لم أكن قد شاهدت، بعد، هذا المقطع/ الفيديو ـ المرفق هنا ـ من المقابلة التي أجراها فايز اشتيوي ("موقع العرب") مع منصور عباس أمس.
أما وقد شاهدتُ الفيديو، فمن الواجب القول بأعلى صوت وبمنتهى الوضوح:
منصور عباس، في هذا المقطع، يضع جميع "الأحزاب العربية"، وخصوصًا رؤساءَها وممثليها وقياداتها، لكن كوادرَ أعضائِها أيضًا، في قفص الاتهام المُباشر والصريح: أنهم كذبوا ويكذبون على الناس، كل الناس، حين يتشدقون بـ"ربط المدني/ اليومي بالوطني والقومي" وحين يتخذون هذا "الشعار" سلاحًا يحاربون به منصور و"الموحدة" ويتهمانهما بارتكاب خطيئة "التخلي عن قضايانا الوطنية والقومية مقابل فتات المطالب المدنية".... خطيئة يتهمهم منصور، بأوضح الصور، بأنهم كانوا شركاءه تمامًا في ممارستها!!
أنا، شخصيًا، كنت أعرف أنهم كذبوا ويكذبون، وليس في هذه الحالة العينية فحسب. وقد كتبتُ هذا، هنا وفي مواقع أخرى مختلفة، مرارًا وتكرارًا بشواهد حيّة وكثيرة.
على أتباعهم، كوادرهم، مؤيديهم وناخبيهم أن يطالبوهم الآن: إما أن تثبتوا بُطلان ما يكشفه منصور وكذبه، وإمّا أن ... تنضبّوا، جميعًا (حين يفهم الناس حقيقتكم فينتفضون دفاعًا عن احترامهم وكرامتهم، حقوقهم ومصالحهم!!).
المصدر:
كل العرب