تسبّب المنخفض الجوي العميق الذي ضرب قطاع غزة في كشْف هشاشة أوضاع النازحين الذين يقطنون خيامًا مهترئة منذ أكثر من عامين. في مخيم المغازي، استيقظ مازن أبو درابي وعائلته فجرًا بعدما غمرت الأمطار خيمتهم من الأعلى واقتحمت السيول أرضها، ليجد أطفاله السبعة وملابسهم وطعامهم وقد ابتلت بالكامل.
أبو درابي، الذي فقد منزله ومصدر رزقه في بيت لاهيا جرّاء القصف، يقيم اليوم بجوار مكب نفايات، وهو واحد من نحو 300 ألف عائلة تعيش في خيام غير صالحة للاستخدام بسبب القيود المفروضة على دخول مواد الإيواء. ويشير إلى أنه يعلم بالخطر مع كل منخفض جوي، لكن لا بديل أمامه سوى الخيمة.
كارثة
السيول جرفت أجزاء من مخيمات النزوح في دير البلح والنصيرات والمواصي، فيما تتكدّس آلاف العائلات في خيام لا توفر أي حماية من البرد أو المطر. وفي منطقة "البصة"، حاول الشاب حسين يوسف إنقاذ خيمته دون جدوى، بعدما فقد منزله في جباليا ومنعته ظروف النزوح من العودة إلى منطقته الواقعة خلف "الخط الأصفر" الذي تفرضه قوات الاحتلال رغم وقف إطلاق النار.
لا يقتصر الخطر على سكان الخيام، إذ انهار منزل متضرر في حي النصر غرب غزة بعد تبلل الأرض تحت الأمطار، ما يعكس هشاشة آلاف البيوت المتصدعة. وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني شخص يعيشون الآن في أقل من نصف مساحة القطاع، محرومين من مواد إيواء كافية وسط واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية المستمرة.
المصدر:
بكرا