آخر الأخبار

المحامية شارون كوهين – الدقّة والمعرفة القانونية التي تحسم القضايا الطبية المعقّدة

شارك

المحامية شارون كوهين – الدقّة والمعرفة القانونية التي تحسم القضايا الطبية المعقّدة , بخبرة تمتد لأكثر من عقد، اكتسبتها من الجانب المؤسسي في منظومتي الصحة والتأمين، تقوم المحامية شارون كوهين بتحليل

مصدر الصورة تصوير ياكير شوكرون

الملفات الطبية بعمق وتحديد الإخفاقات التي لا تكون واضحة دائما من النظرة الأولى. هذا ليس خبرا اعتياديا عن محامية في بداية طريقها، بل قصة عن قانونية متمرّسة تعمل بعيدا عن الأضواء، دون حاجة لعناوين براقة أو لسرد بطولات، لكنها تتعامل مع ملفات بحجم وعمق يضعانها في الصف الأول بين العاملين في مجال الإهمال الطبي في إسرائيل. تركّز المحامية شارون كوهين على القضايا شديدة التعقيد، تلك التي تثير أسئلة جوهرية حول كيفية اتخاذ القرارات في المؤسسات الطبية وحول الثمن الإنساني للإخفاقات المنهجية.

من تمثيل المؤسسات إلى تمثيل المتضررين

على مدار 10 سنوات مثّلت خلالها المحامية شارون كوهين شركات التأمين والمؤسسات الطبية، جلست بالضبط في الجهة التي تحلل الدعاوى وتبحث عن نقاط الضعف فيها. وهناك، في الغرف التي تُتخذ فيها القرارات، تعلمت ما الذي يغفل عنه كثير من المدّعين، وما هي الأدلة التي تكون ناقصة دائما تقريبا، وكيف تبدو الدعوى عندما يكون مقدّمها غير ملمّ بعمق بطريقة تفكير الشركات الكبيرة ذات الموارد الهائلة والاستشارات الطبية الواسعة.

هذه المعرفة، التي لا تُدرَّس في أي كتاب قانوني، أصبحت اليوم أداتها الأساسية في العمل. فهي تعرف مسبقا الأماكن التي قد تنهار فيها دعوى طبية أو دعوى أضرار، والتفاصيل الصغيرة الحاسمة، وأهمية الحصول على تقرير طبي دقيق وليس تقريرا مكتوبا "لرفع العتب".

ومن خلال معرفتها بالجانب المؤسسي، وبالاعتبارات الاقتصادية والاستراتيجية التي توجه شركات التأمين والمستشفيات، قررت نقل هذا العلم إلى الجهة الأخرى، إلى المتضررين أنفسهم، أولئك الذين تغيّرت حياتهم بسبب حادث طبي أو إصابة.

اختارت أن تؤسس مكتبا مستقلا يركّز على دعاوى الأضرار والإهمال الطبي المعقّدة، برغبة واحدة: تمثيل أولئك الأشخاص الذين تشعر أحيانا أن "المنظومة الكبيرة" لا تراهم، وتزويدهم بالأدوات والخبرة التي تمتلكها.

عندما تتحول قرارات طبية يومية إلى ضرر كبير

شارون، ما هي القضية الأخيرة التي عالجتها وأثارت أسئلة مبدئية حول المسؤولية المهنية واتخاذ القرارات السريرية؟
"مؤخرا، قدّم مكتبي دعوى للمحكمة المركزية نيابة عن شاب وصل إلى الطبيب مع شكوى عادية نسبيا عن آلام في الظهر.

ما كان يجب أن ينتهي ببضعة أيام راحة ووصفة لتخفيف الألم، تحوّل خلال أشهر إلى حالة اعتماد كامل على أدوية قوية جدا، وتراجع وظيفي، ونضال علاجي صعب.

اليوم، وبعد أن تغيّرت حياة المدّعي كليا، يتضح أن المعركة ليست قانونية فحسب، بل قيمية أيضا.

وكان يمكن إيقاف الأمر في مرحلة مبكرة — وهذه هي نقطة الانطلاق في الدعوى."

متى أدركت أن هذا الملف مختلف؟
"عندما رأيت سلسلة الوصفات الطبية التي أعطيت له، استشرتُ طبيبا مختصا أعمل معه، وفهمنا فورا أن هناك مراحل كان يجب فيها التوقف وإعادة تقييم العلاج وهذا لم يحدث. إضافة إلى ذلك، لم تُطرح بدائل علاجية. هذا ليس خطأ موضعيا بل سلسلة من القرارات التي اتُّخذت دون فحص كاف أو رقابة من المؤسسة."

وهناك من سيقول إن الأطباء مثقلون بالعمل، وهذه مجرد "هفوة إنسانية"...

"الجميع قد يخطئ، لكن هنا وبحسب السجل الطبي تكررت القرارات نفسها على مدى فترة طويلة دون رقابة. وعندما تكون النتيجة إدمانا، لا يمكن القول إنها مجرد "حادثة". هذا نظام لم يوقف نفسه في الوقت المناسب."

ما هدف الدعوى؟
"الاعتراف. أولا بالنسبة له ليفهم ما الذي حدث ولماذا. وبطبيعة الحال، الحصول على تعويض مالي يساعده في إعادة بناء حياته.

إضافة إلى ذلك، أؤمن بأن قضايا كهذه يجب أن تضيء ضوءا أحمر بشأن ممارسات علاجية معينة. القضية ليست فقط تعويضا ماليا، بل سؤالا أوسع عن المسؤولية."

العميل حصل على تعويض بقيمة 4.2 مليون شيكل

في قضية مهمة أخرى، عالجت المحامية ملف سائق دراجة نارية أصيب في حادث خطير ولم يكن مؤمَّنا بتأمين إلزامي.

في مثل هذه الحالات، غالبا لا يحصل المصاب على أي تعويض، ويُترك ليواجه وحده تبعات إصابته، أحيانا مع إعاقة خطيرة وتكاليف باهظة.

ألم تخشي أخذ قضية ضعيفة كهذه؟
"رغم أن فرص النجاح كانت ضئيلة، علمتُ أنه مع العمل العميق، وفحص الوثائق بدقة بما في ذلك تقرير خبير في حوادث الطرق يمكنني منح موكلي فرصة للحصول على تعويض، وبالفعل حصل على 4.2 مليون شيكل ضمن تسوية، وهو مبلغ يعكس إعاقته وخسائر أجر مستقبلية وتكاليف علاجه."

وتتحدث أيضا عن حالة ولادة باستخدام أجهزة المساعدة حدثت فيها مضاعفات وأدت لضرر دائم للمولود وما تزال القضية قيد النظر في المحكمة هذه الأيام.

شارون، ما هي الخلاصة من كل هذه القضايا الصعبة التي تتعاملين معها؟
"ما أتعلمه من كل القضايا هو أن الأمور تتعقّد أحيانا ليس لأن أحدهم أراد الإيذاء، بل لأن أحدا لم يتوقف في الوقت المناسب لفحص ما يحدث فعليا.

رسالتي للناس هي: حتى لو قال لكم عشرة محامين "لا يوجد ما يمكن فعله"، فهذا ليس نهاية القصة. هناك ملفات يصعب رؤية الحقيقة فيها، لكن عند الذهاب حتى النهاية وفحص كل تفصيل قد يظهر منفذ لم يكن مرئيا. دائما يستحق الأمر إعادة الفحص وعدم التنازل عن أنفسكم."

في نهاية المطاف، تجلب المحامية شارون كوهين لكل ملف خبرة ومعرفة اكتسبتها خلال أكثر من 10 سنوات داخل المنظومات التي ترفع اليوم دعوى ضدها. تعرف بسرعة أين حدث الخلل، وأي فحوصات لم تُجر، وأي تفصيل صغير قد يغيّر مجرى القضية بأكملها.

يعالج مكتبها قضايا الأضرار، وبالأساس القضايا الطبية شديدة التعقيد تلك التي تتطلب تحليلا دقيقا للتوثيق والعلاج الطبي. وبالنسبة للأشخاص الذين تضرروا ووجدوا أنفسهم أمام منظومة كبيرة وغير متاحة، فإن هذه الخبرة هي ما يمكّنهم أخيرا من الحصول على جواب، ومسؤولية، وتعويض.

للتفاصيل:

يعكوف (يغال) ألون 94، تل أبيب — المبنى 2، الطابق 18

هاتف: 09.9715551

البريد الإلكتروني: [email protected]


 لتفاصيل اضافية اضغط هنا عبر الرابط


بانيت المصدر: بانيت
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا